«كورونا».. الصديق الوفي لنتنياهو في أزماته

على الرغم من أن إسرائيل باتت تعاني الأمرين من تفشي وباء كورونا، وباتت من أعلى دول العالم في معدلات الإصابة مقارنة بعدد السكان، ولحقت بها أضرارا اقتصادية كبيرة، إلا أنه من وراء الكواليس هناك من مستفيد بشكل كبير.

ويقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على قمة المستفيدين من تلك الجائحة، حيث قدمت له العديد من الفرص على “طبق من فضة”، واستطاع بفضلها تحقيق عدد من المكاسب، ربما هي التي أبقته على الساحة حتى الآن.

 

نتنياهو الذي تلاحقه قضايا فساد وفشل إدارته لأزمة تفشي كورونا وانتقادات داخل الحكومة وحزبه، نجح في استغلال الجائحة لخدمة مصالحه بعد أن قدمت له فرصة سانحة للهرب من كل ما يلاحقه.

 

حكومة طوارئ

عاني نتنياهو بفعل تهم الفساد التي تلاحقه في الانتخابات، حيث استطاع اليسار حشد كتلة كبيرة من الجمهور في مواجهة اليمين بقيادة نتنياهو في الانتخابات، وتكررت جولة الانتخابات عدة مرات، وفي المرة الأخيرة وتجنباً لجولة رابعة من الانتخابات، هرع نتنياهو للرئيس الإسرائيلي، راؤفين ريفلين، بتقدم مقترح تشكيل حكومة طوارئ مع اليسار لمواجهة الجائحة.

 

وبالفعل لاقى هذا المقترح استحسان الرئيس الإسرائيلي، وقبلت به كتلة اليسار بقيادة منافس قوي وهو رئيس الأركان الأسبق، بيني جانتس، وبحنكته السياسية وباستغلال افتقار منافسه للفكر السياسي، توصل نتيناهو  لاتفاق مع جانتس لتقاسم السلطة، عبر مقترح بتقاسم فترات الولاية في رئاسة الحكومة وتبادل أدوار القائم بأعمال رئيس الحكومة ونائبه.

وأمل نتنياهو في أن تمنحه هذه الخطوة وقتا أطول في السلطة للتوصل إل صيغة قانونية عبر الكنيست تمنع محاكمته، بصفته رئيس الوزراء، طالما كان في المنصب.

 

تأجيل المحاكمة

منحة جديدة وهبتها الجائحة لنتنياهو، ففي مارس/آذار الماضي تأجلت محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يواجه تهماً بالفساد، وذلك بسبب تفشي الفيروس، وذلك ضمن إجراءات تعطل جانباً من الحياة.

 

وتنفس نتنياهو الصعداء بهذا القرار، إذ منحته وقت إضافي للمراوغة للتهرب من تهم الفساد التي تلاحقه منذ عدة أعوام وكادت تشكل أكبر عائق يحول دون نجاحه في الانتخابات الأخيرة.

وجاء قرار تأجيل المحاكمة في وقت اتخذت فيه تل أبيب إجراءات استثنائية لمواجهة تفشي كورونا، بالتزامن مع إجراءات إغلاق المطاعم ومراكز التسوّق والمقاهي والصالات الرياضيّة.

 

صدع في الائتلاف الحكومي

في خطوة غير مفاجئة، أعلن وزير الإسكان والزعيم الإسرائيلي المتشدد يعقوب ليتسمان عن استقالته من الحكومة في سبتمبر/أيلول الماضي، بسبب نية الحكومة فرض إغلاق شامل في فترة الأعياد اليهودية، خاصة أن تجمعات المتدينيين هي الأكثر إصابة بالوباء نظراً للاختلاط وعدم احترام إجراءات التباعد الاجتماعي.

واعترض الوزير الإسرائيلي على هذا القرار الذي سيمنع المتدينيين من الخروج للكنس وإقامة الاحتفالات والتجمع في الصلوات وغيرها من طقوس وعادات، وبرغم من أنه من ضمن معسكر اليمين الداعم لنتنياهو، إلا أن الاستقالة قد تصب في مصلحة رئيس الوزراء، خاصىة في ظل تهديدات بتقديم استقالات أخرى.

ففي حالة ازدياد رقعة الاستقالات سيكون هذا الائتلاف على المحك، مما قد يدفع باتجاه جولة انتخابية جديدة، وفي ظل الظروف الحالية من تفشي الفيروس فإن تلك الانتخابات ليست بالقريبة، لذا فقد يتولي رئيس الحكومة مسؤولية تلك الحقائب لحين الدعوة لانتخابات جديدة.

وفي حالة الدعوة لتلك الانتخابات، فإن الاتفاق مع جانتس حول حكومة الطوارئ سيكون قد انتهى، ما يقدم لنتنياهو فرص لخوض الانتخابات وفي جعبته العديد من النجاحات السياسية التي قدمها، والأهم من ذلك أنه بتحالفه مع جانتس أفقد الثاني جزء كبير من شعبيته بين اليسار، أي أن غريمة لن يقوى على الدخول في مواجهة انتخابية قوية من جديد، كما أن الأحزاب اليمينية ستدعم نتنياهو، وإن عارضت بعض إجراءته إلا أنه قادر على التوصل لاتفاق معها.

 

تقييد الاحتجاجات

آخر عطايا كورونا لنتياهو، خاصة مع ارتفاع معدلات الإصابة من جديد، كانت موافقة الكنيست على مشروع قانون يحظر تنظيم المظاهرين لاحتجاجات في شوارع تبعد أكثر من كيلومتر عن منازلهم، وهو المشروع الذي دعمته حكومة نتنياهو زاعمة أنه يهدف للحد من تفشي الجائحة، إلا أنه يهدف في الأساس إلى إخماد الاحتجاجات المناهضة لنتنياهو، بسبب تهم فساد وسوء إدارته لأزمة كورونا.

 

لم يُضع نتنياهو أية فرصة لاستغلالها في وأد الاحتجاجات ضده، أو التغطية على الاتهامات التي تلاحقه، أو في التشبث بكرسي الحكم الذي بات الضامن الوحيد له لعدم الوقوع في غياهب السجن.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]