«كورونا» العابر للحدود ينشر الرعب حول العالم

على الرغم من التعامل السريع للسلطات الصينية لمواجهة فيروس كورونا الجديد، ومحاولة عزل المناطق التي انتشر فيها عن بقية المدن، إلا أن تلك الإجراءات لم تكن كافية للحد من انتشار الفيروس، الذي تجاوز حدود الصين عابرا إلى بقية دول العالم.

وما زالت المراكز المهتمة بإنتاج لقاحات لمواجهة ذلك الوباء تعمل دون توقف وسط إعلان عن تزايد الإصابات ووصولها إلى مناطق جديدة.

حالة طوارئ 

تسبب انتشار هذا الوباء في أن تعلن منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ عالمية، وسط مخاوف من أن يتسبب في المزيد من الضحايا، خصوصا أنه تخطى حدود الصين، وأصبح يهدد حياة العالم بأسره.

ولم تحدث أي وفيات بسبب الفيروس خارج الصين وإن كانت هناك بلاغات عما يصل إلى 131 حالة في 23 دولة ومنطقة أخرى، منها 8 حالات انتقل فيها الفيروس بين البشر في أربع دول هي الولايات المتحدة وألمانيا واليابان وفيتنام. وقالت تايلاند، الجمعة، إنها أيضا رصدت حالة إصابة انتقلت من شخص لآخر.

ويقول الخبراء، إن حالات الانتقال من شخص إلى آخر خارج الصين تثير قلقا خاصا لأنها تشير إلى زيادة احتمال انتشار الفيروس.

 

الانتقال إلى العالم

وقال تيدروس أدهانوم مدير عام منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي في جنيف: “كي أكون واضحا، هذا الإعلان ليس تصويتا على انعدام الثقة في الصين”.

وأضاف “مبعث قلقنا الأكبر هو احتمال انتقال الفيروس إلى البلدان التي تعاني من ضعف النظم الصحية”.

وفي تايلاند،  قال مسؤول في مجال الصحة، اليوم الجمعة، إن البلاد شهدت أول حالة انتقال لفيروس كورونا الجديد من شخص لآخر، في الوقت الذي رفعت فيه العدد الإجمالي لحالات الإصابة إلى 19 حالة، وهو ثاني أعلى عدد بعد الصين.

وقال تاناراك بيبات نائب المدير العام لإدارة مكافحة الأمراض إن أول مريض يصاب بالفيروس داخل تايلاند هو سائق سيارة أجرة تايلاندي. مضيفا أن المريض “لم يسبق له أن سافر إلى الصين ومن المرجح أنه أصيب بالمرض من مسافر مريض جاء من الصين”.

وفي دولة غريبة أكثر تقدما، قال كبير مسؤولي الصحة في بريطانيا إن الفحوص أثبتت إصابة شخصين من أسرة واحدة في إنجلترا بفيروس كورونا، في أول ظهور للمرض في بريطانيا.

وقال كريس ويتي كبير مسؤولي الصحة في إنجلترا “المريضان يتلقيان الرعاية من خدمة الصحة الوطنية المتخصصة، ونحن نطبق إجراءات سبق اختبارها واتباعها للوقاية من العدوى ومنع انتشار الفيروس”.

مواجهة كورونا

لكن بعض الدول قررت مواجهة الفيروس بمنع دخول القادمين من الصين، فأعلنت حكومة منغوليا، الجمعة، إنها ستغلق كل المعابر الحدودية مع الصين حتى الثاني من مارس/آذار لمنع انتشار فيروس كورونا.

فيما  نصحت وزارة الصحة العمانية، اليوم الجمعة، بتجنب السفر إلى الصين بسبب تفشي فيروس كورونا.

وقالت الوزارة في منشور على تويتر “ننصح بتجنب السفر إلى جمهورية الصين الشعبية إلا للضرورة القصوى مع الأخذ بالإجراءات الوقائية”.

اختبارات مكثفة

وفي إطار المحاولات الساعية لمواجهة الفيروس، قالت شركة نوفاسيت للرعاية الصحية، إنها دشنت اختبارا جزيئيا جديدا لفيروس كورونا الذي ينتشر حاليا في الصين ومناطق أخرى من العالم.

وقالت الشركة إن اختبارها الجديد للفيروس قد يحدد سلالة 2019 من الفيروس، وعبرت عن اعتقادها بأن هذا من شأنه أن يميز هذا الاختبار عن باقي الاختبارات التي وصفتها الشركة بأنها أقل دقة.

وأعلنت لجنة الصحة الوطنية بالصين اليوم الجمعة، أن عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا الجديد ارتفع إلى 213 بنهاية أمس الخميس بعد تأكيد 1982 حالة إصابة جديدة.

وأفادت اللجنة في بيان بأن العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة داخل الصين بلغ 9692 بنهاية يوم الخميس.

وقالت القنصلية الروسية في مدينة قوانغتشو الصينية، الأربعاء، أن روسيا والصين تعملان معا لتطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا، وأن بكين سلمت روسيا الشفرة الوراثية (الجينوم) للفيروس.

وقالت القنصلية في بيان لها عبر موقعها الإلكتروني “بدأ خبراء روس وصينيون تطوير لقاح”.

 

تصميم اللقاح

الحصول على تسلسل الجينوم لدى الفيروس بالنسبة للعلماء تعد خطوة ضرورية لمعرفة المزيد عنه وتطوير اختبار تشخيصي، وبالتالي وضع لقاح في نهاية المطاف.

وفي مختبر Inovio بمدينة سان دييجو الأمريكية، يستخدم العلماء نوعًا جديدًا نسبيًا من تقنية الحمض النووي لتطوير لقاح محتمل”INO-4800″، مع التخطيط للتجارب البشرية.

وقال كيت بروديريك، نائب الرئيس الأول للبحث والتطوير في إينوفيو “بمجرد أن قدمت الصين تسلسل الحمض النووي لهذا الفيروس تمكنا في مختبرنا ومن خلال تكنولوجيا مرتبطة بالكمبيوتر من تصميم لقاح في غضون ثلاث ساعات”.

البداية من سارس

وتعمل العديد من الشركات الخاصة الأخرى، بما في ذلك Inovio وNovavax وModerna، على إنتاج لقاح أيضا.

يعمل العلماء في كلية “بايلور” للطب بولاية تكساس، مع Moderna، مستخدمين لقاحا أوليا صمموه لعلاج “السارس”- متلازمة الجهاز التنفسي الحادة التي دفعت العالم إلى حالة من الذعر لم تدم طويلا عندما ظهر في الصين.

ويُعتقد أن إنجاز المهمة على أكمل وجه قد يستغرق عاما أو نحو ذلك، بالنسبة لشركة بايلور والمتعاونين معها في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وفي ووهان الصينية، لتطوير لقاح قابل للتسويق.

عزل الفيروس

وفي مقابلة مع CNBC Squawk Box، قال الدكتور بول ستوفيلز، إن “جونسون آند جونسون” (J&J) بدأت العمل على اللقاح منذ أسبوعين، ولكنه اعترف أن العملية قد تستغرق ما يصل إلى عام لإتمام التطوير وإعداد اللقاح للتسويق حسب ما أفاد موقع “روسيا اليوم”.

وتتسابق العديد من الكيانات الآن لإيجاد طريقة لتطعيم البشر ضد فيروس “كورونا” الجديد، الذي ظهر في الصين في ديسمبر، وانتشر منذ ذلك الحين حول العالم.

وقبل أيام، أعلنت الوكالة الرسمية الصينية (شينخوا)، نقلا عن رئيس المعهد الوطني لمكافحة الأمراض الفيروسية والوقاية منها، شيوي ون بو، أن المركز تمكّن من عزل الفيروس، ويقوم حالياً بتحديد سلالته.

وذكر بيان لوزارة المالية الصينية نشر على موقعها الإلكتروني إن الوزارة ولجنة الصحة الوطنية خصصتا 60.33 مليار يوان (8.74 مليار دولار) للمساعدة في احتواء تفشي فيروس كورونا.

وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، الاثنين الماضي، إن اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح بالصين التي تمثل وكالة التخطيط الحكومي في البلاد تعتزم استثمار 300 مليون يوان (43.5 مليون دولار ) لبناء مستشفيات في مدينة ووهان لخدمة المرضى المصابين بفيروس كورونا.

كورونا العابر للحدود

عبرت السلالة الجديدة من فيروس كورونا الحدود إلى بلدان أخرى بعد أن قضت على 213 شخصا في الصين، فيما يطل الخطر برأسه ويثير انزعاج خبراء الصحة.

ويعتقد العلماء والخبراء أن الفيروس نشأ في أواخر العام الماضي في سوق للأطعمة بمدينة ووهان الصينية تُباع فيها الحيوانات البرية بطريقة غير مشروعة. ويظن خبراء الصحة أن النشأة الأولى للفيروس ربما كانت في الخفافيش ثم انتقل إلى البشر، وربما عبر نوع آخر من الكائنات.

وأُبلغت منظمة الصحة العالمية عن بضع حالات من الالتهاب الرئوي في ووهان في نهاية ديسمبر كانون الأول. وأكدت السلطات الصينية بعد ذلك بأسبوع أنها تعرفت على فيروس جديد.

حجم المخاطر

ينتمي الفيروس الجديد، الذي يشير إليه العلماء اختصارا (2019-إن.سي.أو.في) إلى عائلة الفيروسات التاجية، وهي عائلة من الفيروسات التي تشمل نزلات البرد الشائعة والأمراض الأكثر خطورة مثل متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس).

و‬هناك مجموعة كبيرة من الأعراض التي تترافق مع الإصابة بفيروس كورونا، مثل الحمى والسعال وضيق التنفس وصعوبته.

لم يتضح مدى خطورة الفيروس الجديد على الحياة. وبالرغم من أن حالات الإصابة الشديدة يمكن أن تسبب الالتهاب الرئوي والموت، ربما تكون هناك حالات كثيرة أكثر اعتدالا حتى أنها تمر دون ملاحظة. وكان كثير ممن قتلهم الفيروس يعانون في الأصل من أمراض أو كانوا مسنين أو يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

كيفية انتقاله

يمكن لفيروس كورونا أن ينتقل من شخص لآخر، لكن لم يتبين مدى سهولة انتقال العدوى. فمعظم هذه الحالات كانت لأشخاص تواجدوا في ووهان، أو أفراد من أسر مصابين، أو عاملين في المجال الطبي.

غالبا ما يكون انتقال العدوى عن طريق الاتصال عن قرب مع شخص مصاب عبر الرذاذ عندما يتنفس المريض أو يسعل أو يعطس أو عن طريق لمس شخص مصاب أو شيء ملوث بالفيروس قبل أن يلمس الإنسان فمه أو أنفه أو عينيه.

للحد من احتمال انتقال العدوى، توصي منظمة الصحة العالمية بغسل الأيدي بشكل متكرر، وتغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال، وتجنب الاتصال عن قرب مع المرضى.

وتقول المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إنه يجب على من تظهر عليهم أعراض السعال والحمى في غضون 14 يوما من عودتهم من الصين الاتصال بأخصائي الرعاية الصحية لتحديد ما إذا كانوا بحاجة لإجراء اختبار.

ولا يوجد لقاح حتى الآن للوقاية من المرض.

بداية ظهور الفيروس

الغالبية العظمى من الحالات التي تم تحديدها وعددها حوالي 10 آلاف كانت في الصين، معظمها في ووهان والمناطق المحيطة بها. وتشمل قائمة الدول الأخرى التي تم التأكد من وجود حالات إصابة بها كلا من أستراليا وكمبوديا وكندا وفرنسا وألمانيا والهند واليابان وماليزيا ونيبال وسريلانكا وسنغافورة وتايلاند وكوريا الجنوبية والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة وفيتنام.

وتراقب منظمة الصحة العالمية عن كثب حالات انتقال العدوى من شخص لآخر خارج مدينة ووهان الصينية، وهو أمر قد يشي بأن الفيروس ربما يملك القدرة على الانتشار إلى مدى أبعد. وهناك ثماني حالات على الأقل انتقلت فيها العدوى من إنسان إلى آخر في أربع دول خارج الصين بينها الولايات المتحدة وألمانيا واليابان.

الفرق بين كورونا وسارس

إن الفيروس الجديد هو إحدى سلالات الفيروسات التاجية، مثله مثل سارس، الذي قتل ما يقرب من 800 شخص في أنحاء العالم عامي 2002 و2003.

لكن على النقيض من سارس، الذي نشأ في الصين أيضا، يُعتقد أن الفيروس الجديد يملك القدرة على الانتشار خلال فترة الحضانة التي قد تمتد من يوم واحد إلى 14 يوما، قبل أن تظهر الأعراض على الشخص المصاب.

وعلى الرغم من أن الفيروس الجديد ليس فتاكا مثل سارس، إلا أن العدد الإجمالي لحالات الإصابة أكبر بشكل عام.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]