كورونا «سكن» البيت الأبيض.. ومعركة اللقاح مستمرة
حالة من الرعب تسيطر بقوة على الشارع الأمريكي بسبب الانتشار السريع وواسع النطاق لفيروس كورونا، والذي اخترق حواجز البيت الأبيض وأصاب “الرأس الكبير” دونالد ترامب.
ولم تنجح تطمينات الرئيس الأمريكي، عقب خروجه من المستشفي العسكري، حيث عولج فيها على مدى 4 أيام من الفيروس القاتل، في تهدئة روع المواطنين الأمريكيين.
وعلى الرغم من أن أطباءه قالوا إنه لم يتجاوز بعد “مرحلة الخطر”، فقد ظهر ترامب متحديا بلا كمامة في مقطع مصور نُشر بعد فترة وجيزة من عودته إلى البيت الأبيض من مركز والتر ريد الطبي، وهو ما أثار قلق مواطنيه بشكل أكبر.
كورونا في البيت الأبيض
وما زال الفيروس القاتل يسكن البيت الأبيض، حيث ذكر مراسل لشبكة (إن.بي.سي) التلفزيونية على تويتر أن المستشار ستيفن ميلر أصيب بفيروس كورونا، وذلك في أحدث إصابة بالفيروس يجري الإبلاغ عنها بين الأفراد المقربين من الرئيس دونالد ترامب منذ إعلان الرئيس الجمهوري إصابته بكوفيد-19 الأسبوع الماضي.
وأبلغ ميلر رويترز بأنه كان يعمل عن بعد ويعزل نفسه منذ خمسة أيام وأن نتائج فحوصه جاءت إيجابية اليوم الثلاثاء.
وكانت كاتي زوجة ميلر، هي متحدثة باسم مايك بنس نائب الرئيس، قد أصيبت بالفيروس في مايو/ أيار.
الجيش في الحجر الصحي
كما سكن الفيروس المؤسسة العسكرية الأمريكية، حيث قال مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، إن كبار القادة العسكريين الأمريكيين سيدخلون حجرا صحيا ذاتيا بعد أن أثبتت الاختبارات إصابة نائب قائد قوات خفر السواحل بفيروس كورونا.
وكشفت قوات خفر السواحل في وقت سابق اليوم الثلاثاء أن الاختبارات أثبتت إصابة الأميرال تشارلز راي نائب قائد خفر السواحل بالفيروس يوم الاثنين.
وكان “راي” قد حضر اجتماعا الأسبوع الماضي مع قادة الجيش ومن بينهم الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة.
وقال البنتاجون في بيان: “بدافع الحذر الشديد سيدخل جميع المخالطين المحتملين عن قرب في هذه الاجتماعات حجرا صحيا ذاتيا وتم إجراء اختبارات لهم هذا الصباح”.
وفي ظل أجواء القلق والرعب من كورونا، حذر تقرير بحثي جديد في الولايات المتحدة الأمريكية، من خطورة الآثار الجانبية لوباء كورونا «كوفيد ـ 19»، بسب الحجر الصحي والالتزام بالبقاء في المنازل مع التباعد الاجتماعي.
وأوضح التقرير أن مخاطر وباء فيروس كورونا، لا تقتصر فقط على المصابين بالفيروس القاتل، ولكن هناك تداعيات خطيرة للوباء على غير المصابين أيضا، حيث حذرت نتائج الدراسة من أن الصحة العقلية للأمريكان في خطر مع الارتفاع المطرد وغير المسبوق في استهلاك أدوية المهدئات وعقاقير الاكتئاب.
وكشف التقرير البحثي، أن الطلب في الولايات المتحدة على شراء الأدوية المهدئة والمنومة والمضادة للقلق والاكتئاب بوصفات طبية، شهد زيادة ملحوظة خلال الأسابيع الأخيرة، مؤكدا أن أكبر ارتفاع في الأدوية التي وصفها الأطباء في الولايات المتحدة، مرتبطا بالعقاقير المضادة للقلق، التي قفزت مبيعاتها بنسبة 34.1% من منتصف شهر فبراير/ آذار إلى منتصف شهر مارس/ آذار، وفقا لهيئة إدارة فوائد الصيدلة في الولايات المتحدة الأمريكية.
تحدي الأمن القومي
وتواجه الإدارة الأمريكية، تحديا أمنيا فرضه الفيروس، يتصل بمفهوم «الأمن القومي»، وفي ثالث محطة بعد واقعتين غيرتا من تعريف ومفهوم الأمن القومي الأمريكي وهما (الهجوم الياباني على ميناء بيرل هاربر، في السابع من ديسمبر/ كانون الأول الخامس من أغسطس 1941.. وهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 ) وكلا الواقعتين أعادت تصحيح مفهوم الأمن القومي ليشمل أبعادا جديدة، وأعادت توجيه مسار سياسة الولايات المتحدة لعدة عقود.
والتحدي الذي تواجهه إدارة ترامب يتعلق بالتغيرات التي طرأت على نظرية «الأمن القومي» بمفهومها الواسع، وحسب تقديرات الدوائر السياسية في واشنطن، فإن العواقب الوخيمة لوباء كورونا، ستلقي بظلال طويلة الأمد على سياسات الحكومات الأمريكية المتتالية، ومرتكزات وأسلوب إدارة الأمن القومي الأمريكي.
معركة اللقاح
وتزامن كل ذلك مع نشوب معركة حول لقاح كورونا، حيث كشفت صحيفة نيويورك تايمزأن مسؤولين بارزين في البيت الأبيض يعرقلون إصدار إرشادات اتحادية صارمة جديدة بخصوص الموافقة الطارئة على لقاح لفيروس كورونا سيضمن أحدها على الأرجح عدم اعتماد أي لقاح قبل انتخابات الرئاسة في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني.
وقالت الصحيفة، إن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قدمت الإرشادات لمكتب الإدارة والميزانية قبل أكثر من أسبوعين، لكنها مسيرتها توقفت عند مارك ميدوز كبير موظفي البيت الأبيض.
وأضافت نيويورك تايمز أن إدارة الغذاء والدواء تبحث عن سبل أخرى للتأكد من أن اللقاحات تلبي الإرشادات.
وذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤول كبير في الإدارة وآخرين على دراية بالأمر أن نقطة الخلاف الرئيسية كانت التوصية بمتابعة المتطوعين الذين شاركوا في التجارب السريرية للقاح لمدة شهرين تقريبا بعد الجرعة النهائية قبل منح أي موافقة”.
وقال مسؤول بالإدارة لرويترز إن عملية الموافقة لا تزال معلقة ونفى أي ارتباط بيوم الانتخابات.
ومن جانبها، حددت وكالة الأدویة الأمريكیة معاییر مشددة أكثر من تلك التي یرغب بھا البیت الابیض للموافقة بشكل طارىء على أي لقاح مستقبلي ضد وباء كوفید-19 ما یجعل من المتعذر إصدار أي ترخیص قبل الانتخابات الرئاسیة في 3 تشرین الثاني/نوفمبر.
وسیكون على مصنعي اللقاحات انتظار مدة شھرین على الأقل قبل حقن آخر جرعة في التجارب السریریة للمرحلة الثالثة قبل تقدیم طلب للتسویق، كما طلبت الوكالة، “إدارة الغذاء والدواء” الأمريكیة (اف دي أیه)، في وثیقة نشرتھا على موقعھا الإلكتروني الثلاثاء.
لكن التجارب الثلاث الجاریة حالیا في الولایات المتحدة بدأت على التوالي في نھایة تموز/یولیو “مودیرنا، فایزر” ونھایة أیلول/سبتمبر “جونسون اند جونسون”، وأول اثنتان تتطلبان جرعتین بفارق ثلاثة أو أربعة أسابیع.
ویجب أن تظھر اللقاحات فعالیة بنسبة 50 %على الأقل لمنع كوفید-19 فیما تطالب وكالة الأدویة الأمريكیة بان تتضمن أي تجربة خمس حالات خطیرة على الأقل من كوفید-19 في مجموعة الدواء الوھمي كون الھدف من اللقاح منع الأشكال الأخطر من المرض.
وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة هي البلد الأكثر تضرراً من فيروس كورونا، حيث ارتفعت حصيلة الإصابات المؤكدة إلى 7 ملايين و500 ألف و964 حالة، وذلك عقب تسجيل 43 ألفا و562 حالة إصابة جديدة.
وبحسب جامعة “جونز هوبكنز” الأمريكية، فإن حصيلة الوفيات جراء الإصابة بالفيروس فى البلاد ارتفعت إلى 210 آلاف و886 حالة على الأقل، وذلك عقب تسجيل 705 حالات وفاة جديدة.
