«كورونا».. طاعون القرن يحاصر العالم ويضرب الاقتصاد

الرعب والفزع  يخيمان على العالم، من فيروس كورونا «القاتل الصامت»، خشية أن يتحول خلال أيام قليلة إلى «طاعون القرن»، مما دفع غالبية الدول لمحاصرة أوطانها، بغلق الحدود، ووقف رحلات الطيران مع الدول الموبوءة ، وإلغاء  الاحتفالات  والمراسم  الرسمية والشعبية، وصولا إلى إلغاء بطولات رياضية، وتحجيم السياحة العالمية، الأمر الذي وصفته  وسائل الإعلام الغربية، بالتهديد الرئيسي للاقتصاد العالمي، ومع مظاهر الانهيار المحتمل للهرم الائتماني متعدد التريليونات، بسبب الذعر في البورصات، ولجوء المستثمرين لبيع الأسهم لشراء أي أصول مادية : مواد خام، ذهب، أراض، عقارات..والأضرار الناجمة عن الانخفاض الحاد في الإنتاج،  وحدوث خلل في توريد بعض السلع، وبدء ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، وما يتبعه ذلك من تسارع في معدلات التضخم، حيث تتضاعف الأسعار شهريا.

 

الضربة الاقتصادية.. قاضية

ويرى المحلل السياسي الروسي ، ألكسندر نزاروف، أن المؤشرات الخطيرة أصبحت أمام الجمبع، فالبورصات تتراجع بسرعة، والشركاء التجاريون الصينيون لا يحصلون على البضائع بسبب إغلاق المصانع الصينية، في الوقت الذي تراجعت فيه مبيعات السيارات في الصين بنسبة 83% لشهر فبراير/شباط. وليس ذلك تباطؤا في الاقتصاد أو كسادا فحسب، بل هو كارثة اقتصادية. وتلك ليست سوى أول الغيث، فنحن لا زلنا أمام وباء ينتشر في العالم بأسره. وحتى لو اعتاد العالم على الموت مع مرور الوقت، ولو توقفت إجراءات الحجر الصحي، وإغلاق المصانع، وحتى لو تم اختراع لقاح مع الأيام، فإن مرحلة الذعر العالمي تستغرق عدة أشهر، ويمكن أن تصبح الضربة الاقتصادية قاضية.

  • لقد أصبح ما حذر منه العديد من الاقتصاديين، من عجز عن سداد الديون العالمية وتضخم عالمي، أقرب للحدوث من أي وقت مضى، وقد تتمكن البنوك المركزية الكبرى حول العالم من تحقيق معجزة بتأجيل انهيار هرم الديون لبضع سنوات أخرى، لكن المشهد حتى الآن يبدو وكأنها غير قادرة على السيطرة على الوضع.

 

توقف «السلاسل التكنولوجية» العالمية

وحذرت وكالة «بلومبرج» الأمريكية ـ المتخصصة في شئون الاقتصاد العالمي ـ  من تأثير كورونا على توقف «السلاسل التكنولوجية» العالمية.. وتقول الوكالة أن قطاعي الصناعة والتجارة العالميين يعتمدان بشكل أساسي على مبدأ «في الوقت المحدد Just in time» بمعنى أن نقل الأجزاء والسلع المختلفة، من اليابان،  على سبيل المثال، إلى الولايات المتحدة الأمريكية لابد وأن يتم في الوقت المحدد بعينه، ما يسمح بتقليل تكاليف التخزين وغيرها من الخدمات اللوجستية، وفي حال حدوث أي عطل بسيط في هذه السلسلة التكنولوجية الواحدة فإن هذه السلسلة تتوقف تماما، ما يعني أن مئات المصانع في هذه السلسلة بجميع أنحاء العالم سوف تتوقف، وذلك في إطار سلسلة واحدة فقط.. وهكذا.. ما يكشف هشاشة الاقتصاد العالمي القائم على العولمة، وهشاشة البشرية أمام أي انقطاع للعلاقات التكنولوجية.

 

التضخم العالمي المفرط.. ونهاية العالم الاقتصادية

المؤشرات والوقائع تشير إلى حتمية الانهيار المالي، فإذا بدأ التضخم العالمي المفرط، سوف تتوقف التجارة العالمية لفترة من الوقت، وستتوقف معظم السلاسل التكنولوجية حول العالم، وسيتوقف الكثير منها إلى الأبد، وسوف تكون تلك كارثة محققة في عالمنا المترابط والمتعولم بشكل لا يصدق، بحسب تحليل ورؤية الباحث الروسي ألكسندر نزاروف.. وأضاف: لقد مررنا بهذه التجربة في روسيا عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، وخاصة في أوج الأزمة منتصف التسعينيات من القرن الماضي، حينما انخفض الإنتاج القومي المحلي بأكثر من 40%. حينها توقفت عن العمل السلاسل التكنولوجية المعقدة، وسقط أول من سقط مئات وآلاف من الموردين، لكن التجارة لم تتوقف على الإطلاق، لإمكانية إبرام العقود والدفع بالدولار الأمريكي. والآن، ماذا يمكن أن يحدث حينما ينهار الدولار نفسه، ومعه اليورو والعملات العالمية الرئيسية إلى جانب الهرم الائتماني؟

 

  • ويرى «بازاروف»، أن المشهد الحالي يشبه نهاية العالم الاقتصادية. وهذا بالضبط ما يقف وراء طباعة البنوك المركزية الغربية لتريليونات الدولارات واليوروهات وغيرها من العملات الرئيسية بكميات مجنونة. فهم  يدمّرون مستقبل عملاتهم، ما يجعل الانهيار الاقتصادي حتميا وأكثر عمقا، لكنهم حتى اللحظة يأجلون تلك النهاية. حتى الآن لازال ذلك ممكنا، لكن فيروس كورونا يضع قدرة البنوك المركزية على الاستمرار في تأجيل الانهيار على المحك.

 

«الفرصة تتضاءل» أمام احتواء كورونا

توسعت قائمة الدول التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجدّـ  فيما عاشت البورصات العالمية أسبوعا عصيبا شهد أيضا إلغاء فعاليات وتنظيم مباريات رياضية دون جمهور، وتحذير شديد اللهجة من منظمة الصحة العالمية التي رفعت أمس خطورة انتشار فيروس كورونا المستجد في العالم إلى «أعلى مستوى» ودعت جميع الدول التي لم تسجل فيها إصابات بعد إلى الاستعداد لوصول الوباء كوفيد-19، محذرة بأنها سترتكب «خطأ مميتا» إن ظنت أنها بمنأى منه..وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس، إن احتواء التفشي العالمي لفيروس كورونا لا يزال ممكنا لكن «الفرصة تتضاءل». ومع هذه التحذيرات الأممية، تحولت دول أخرى، إلى مصادر انتشار لفيروس كوفيد-19 مثل كوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا بالدرجة الأولى.

  • وفي ظل الانتشار المخيف للفيروس القاتل حول العالم واصلت أسعار النفط الانخفاض أمس. بينما يجتمع وزراء الصحة الأوروبيين لمواجهة كورونا المستجد، الأسبوع المقبل، 6 مارس/ آذار الجاري..

 

كورونا يضرب توقعات صندوق  النقد الدولي

وبينما توقع صندوق النقد الدولى انتعاشا عالميا للنمو الاقتصادى عام 2020 ، إلا أن انتشار فيروس كورونا الجديد، أجهض هذه التوقعات ووجه ضربة قوية للكيانات الاقتصادية عندما بدء فى مدينة ووهان الصينية في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وفقا لما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، وأصبح من الواضح أن فيروس كورونا الجديد من المحتمل أن يتسبب فى أضرار أكبر بكثير من فيروس سارس، وعلى الرغم من عدم وصول خطورة انتشار كورونا إلى الوباء، إلا انه من المرجح أن تزداد عواقبه الاقتصادية بدءاً من الضعف الاقتصادي المتزايد للصين.

 

طاعون القرن السابع عشر

وسائل الإعلام الغربية، وصفت كورونا بـ «طاعون القرن»، وأشارت إلى مصادفة  صدور كتاب «فلورنسا تحت الحصار» للمؤلّف جون هندرسون من جامعة ييلّ،  مع مأساة «كورونا»، ويصف الكتاب كيف امتدّ وباء الطاعون في إيطاليا خريف 1629؛ إذ حمله المرتزقة الألمان المتقدّمون في جبال بييمونتي. كلّما تقدّموا تقدّم الوباء معهم وانتشر. ودبّ الذعر في فلورنسا، وأصبح  السكّان «في حالة يحسدون معها الموتى»، وراح الموت يحصد أهالي فلورنسا، وفي شهر أكتوبر/ تشرين الأول، كان عدد الموتى قد جاوز الألف ـ وبعد شهر كان العدد قد وصل إلى ألفين ومائة..وفي عام 1631، صدر الأمر بالحجر على معظم السكّان ومنعهم من مغادرة بيوتهم.. ويصف الكتاب، المشهد في المدينة وكأنّه يصوّر مدينة ووهان الصينية هذه الأيّام: «كان محزناً أن ترى الشوارع والكنائس خالية تماماً من أي إنسان. وأصبح ممنوعاً على الناس أي مظهر من أشكال الصداقة، وأنّ تبادل الكلام بين الجيران والمحجور عليهم أصبح هو أيضاً يؤدّي إلى السجن.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]