«كورونا» عبء جديد في اليوم العالمي للصحة النفسية
يحتفل العالم اليوم السبت، الموافق 10 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، باليوم العالمي للصحة النفسية، وذلك لزيادة الوعي العام بقضايا الصحة النفسية.
ويهدف هذا الاحتفال السنوي إلى فتح باب النقاش حول الأمراض النفسية وتوظيف الاستثمارات في الخدمات ووسائل الوقاية على حد سواء.
ولكن هذا العام يأتي ذلك الاحتفال في ظل تفشي جائحة كورونا التي ضربت العالم، وهي أجواء لم يمر بها العالم منذ أول احتفال بيوم الصحة النفسية العالمي عام 1992 بناء على مبادرة من الاتحاد العالمي للصحة النفسية .
وأوضحت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها أن النسبة التي تنفقها البلدان في المتوسط على الصحة النفسية لا تتجاوز 2 % من ميزانياتها الصحية.
وأشارت إلى أنه رغم الزيادة الطفيفة التي طرأت في السنوات الأخيرة على حصة المساعدات الإنمائية الدولية المقدمة في مجال الصحة النفسية، فإن نسبتها لم تتجاوز قط 1% من إجمالي المساعدات الإنمائية للصحة.
انفتاح متزايد
ومن جهتها، قالت رئيسة الاتحاد العالمي للصحة النفسية، الدكتورة إنغريد دانييلز،: “لقد مر الآن 30 عاماً تقريباً منذ أطلق الاتحاد العالمي للصحة النفسية أول يوم عالمي للصحة النفسية. وقد شهدنا خلال هذه الفترة انفتاحاً متزايداً في التحدث عن الصحة النفسية في العديد من بلدان العالم”.
وتابعت “ولكن علينا الآن أن ندعم الأقوال بالأفعال، ويلزم أن نشهد بذل جهود متضافرة لإنشاء نظم للصحة النفسية تناسب وترعى عالم اليوم والغد”.
ولفتت منظمة الصحة العالمية إلى أنه في الوقت الذي تعتمد البلدان تدابير من أجل تقييد تنقّل الأشخاص في إطار جهود منع انتشار كورونا، فإن عددا متزايدا من الناس يجرون تغييرات معتبرة على عاداتهم اليومية.
وقالت الصحة العالمية “إن التكيّف مع هذه التغيرات في نمط الحياة، وإدارة مشاعر الخوف من الإصابة بعدوى الفيروس، والشعور بالقلق إزاء أقربائنا المعرضين للخطر بشكل خاص تمثل تحديًا لنا جميعًا”.
واستطردت :” قد تكون هذه الظروف صعبة بالنسبة للأشخاص المصابين باعتلالات الصحة النفسية بشكل خاص”.
وذكرت المنظمة أن ما يقرب من مليار شخص يعانون من الاضطرابات النفسية مع توقعات بأن يتضاعف الرقم، خاصة أن أي شخص في أي مكان يمكن أن يقع فريسة لها أو يتضرر منها.
الاكتئاب
ووفقا لأرقام المنظمة، يُعد الاكتئاب أحد الأسباب الرئيسية للمرض النفسيين والإعاقة بين المراهقين والبالغين، بينما يحصد الانتحار أرواح ما يقرب من 800000 شخص سنوياً، أي شخص واحد كل 40 ثانية، وهو السبب الرئيسي الثاني لوفاة الشباب بين 15-29 سنة.
وكشفت أن واحدا من كل 5 أطفال ومراهقين يعاني من أحد الاضطرابات النفسية، كما أن فقدان الإنتاجية الناجم عن الاكتئاب والقلق من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا ويكلفا الاقتصاد العالمي تريليون دولار أمريكي سنوياً، مشيرة إلى أن المصابين باضطرابات نفسية حادة يتوفون قبل غيرهم بـ10 سنوات.
وحذرت المنظمة الدولية من الفجوة الواسعة بين الطلب والعرض المتعلقين بخدمات الصحة النفسية، وقالت إن عددا قليلا نسبيا من الناس في العالم يحصلون على هذه الخدمات نتيجة النقص المزمن على مدى عقود في استثمار وتعزيز الصحة النفسية والوقاية من أمراضها ورعاية المصابين بها.
ووفقا لآخر الإحصائيات، فإن أكثر من 75% من المصابين بأمراض نفسية، خاصة الناجمة عن تعاطي المخدرات، لا يتلقون أي علاج في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، مع الأخذ في الاعتبار انتشار الوصم والتمييز وانتهاكات حقوق المصابين بالأمراض النفسية.