كورونا يفرض سلاما مؤقتا حول العالم

لم تكن مناشدة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بشأن وقف إطلاق النار حول العالم، هي الوحيدة، إذ تبعتها دعوات من هيئات ومنظمات تعمل في مجال الإغاثة تؤكد على ضرورة فرض سلام مؤقت حتى يتم التعامل مع أزمة انتشار وباء كورونا.

“لقد حان الوقت لإنهاء الصراع المسلح والتركيز معا على معركة حياتنا الحقيقية”.. هكذا جاءت دعوة جوتيريش من أجل السلام.

سوريا

هذه الدعوة كانت بداية تصريحات أخرى أدلى بها مسؤولون يعملون في مناطق النزاع، فعلى سبيل المثال دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، أمس الثلاثاء إلى وقف فوري لإطلاق النار بجميع أنحاء البلاد ليتسنى بذل “جهود شاملة” للقضاء على فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

ودعا المبعوث جير بيدرسن في بيان إلى “الإفراج على نطاق واسع عن المحتجزين والأسرى” لأسباب إنسانية في سوريا ووصول العاملين في المجال الطبي إلى مرافق الاحتجاز للمساعدة في ضمان توفير الرعاية الطبية المناسبة للنزلاء.

وكانت الحكومة السورية قد أعلنت يوم الأحد عن أول إصابة في البلاد، ما دفع أطباء وعمال إغاثة إلى التحذير من تفشي الفيروس وتحوله إلى وباء قاتل، في بلد خربت الحرب مستشفياته وحولت بعض سكانه إلى لاجئين.

كما دعا فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى وقف إطلاق النار في إدلب.

وقال في مقابلة أجرتها رويترز “لأنه إلى حد ما لا يمكننا خوض معركتين في نفس الوقت، لا يمكننا تكريس الوقت والجهد لما تتطلبه الاستجابة للوباء وفي نفس الوقت تلبية الاحتياجات الطارئة للنازحين في الآونة الأخيرة أو المعوزين”.

وهكذا تبدو الأمور في طريقها إلى تخفيف حدة المعارك، خاصة مع معاناة دول أخرى مثل تركيا وروسيا من تداعيات الفيروس، وهي الدول المشاركة عسكريا بقوة في الأزمة السورية.

ليبيا

وتدور المعارك في ليبيا على إيقاع متصاعد مع دخول المرتزقة الموالين لتركيا على خط الأزمة قبل عدة أشهر، لكن ظهور أول حالة إصابة بفيروس كورونا، أمس الثلاثاء، قد يغير الحسابات مجددا.

وتحاول قوات الجيش الوطني الليبي منذ العام الماضي تحرير طرابلس من الميليشيات المسلحة، ورغم دعوة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار الأسبوع الماضي للسماح لجميع الأطراف بالتركيز على الاستعداد لمكافحة الجائحة، استمرت المعارك واندلع قصف عنيف واشتباكات يوم الثلاثاء.

وقالت إليزابيث هوف رئيسة بعثة منظمة الصحة العالمية في ليبيا “هذا نظام صحي كان على وشك الانهيار” قبل ظهور كورونا.

ورغم ما ذكرته حكومة الوفاق الليبية عن وجود خطة وطنية لمواجهة الفيروس، إلا انه لم يتم تخصيص تمويل إلى الآن من أجل التنفيذ، حسبما أكدت المسؤولة في منظمة الصحة العالمية.

وفي وقت مبكر من اليوم الأربعاء، أعلنت اللجنة العليا لمكافحة وباء كورونا قرارا بمنع التنقل بين المدن والمناطق لحين إشعار آخر.

وتشير ردود الفعل الأولى بعد تسجيل أول إصابة في البلاد أن ذلك قد ينعكس على استمرار المعارك بشكل مؤقت، إذ أبدى الجيش الوطني الليبي ترحيبه بالدعوة إلى وقف القتال لأغراض إنسانية، لأجل التركيز على مواجهة فيروس كورونا.

واشنطن وبكين وطهران

ورغم التصريحات الأمريكية الأخيرة التي أصدرها وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو واتهم فيها الصين بإخفاء معلومات قد تفيد البشرية حول الفيروس، وما قاله أيضا عن تضليل إيران حول البيانات التي تصدرها بشأن الإصابات والوفيات، إلا أن هناك تغيرات طرأت مؤخرا في لغة الحوار بين واشنطن من جهة ضد خصومها التقليدييين في بكين وطهران.

وعرضت واشنطن مساعدات إنسانية على إيران عدوها القديم وأكثر الدول الموبوءة بالمرض في الشرق الأوسط، وذلك في مسار مختلف عن نهج واشنطن الذي كان لا يبدي أي تسامح مع حكام طهران.

هذه المبادرة الأمريكية أبدى المرجع الديني علي خامنئي استغرابه منها، بينما قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن على الولايات المتحدة رفع العقوبات بديلا عن المساعدات.

أما على محور الاشتباك الأمريكي الصيني فقد استمر الأمر على منواله لكن دون إجراءات حادة، كالتي كانت تتخذها البلدين في أزمة الرسوم التجارية.

على سبيل المثال، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه تربطه علاقة طيبة للغاية بالرئيس شي ويعتبره صديقا. لكن ترامب أضاف “من سوء الحظ أن هذا (الفيروس) خرج عن نطاق السيطرة، لقد جاء من الصين، قد خرج عن نطاق السيطرة، بعض الناس يشعرون بالضيق، أعرف ذلك، أنا أعرف الرئيس شي، هو يحب الصين، هو يحترم الولايات المتحدة، ويتعين أن أقول إنني أحترم الصين بشدة وأحترم الرئيس شي”.

هكذا تسبب الفيروس في تخفيف حدة الإجراءات بين الدول المشتبكة، لكن تظل بعض الأعمال المسلحة في أماكن أخرى، ربما لم تعاني بقسوة من تداعيات الفيروس، كبعض الدول الأفريقية التي شهدت اشتباكات مؤخرا، وسط الأزمة العالمية.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]