يبدو أن ما وقع في تركيا من أحداث بالأمس هو انقسام داخل الجيش التركي، نفذته مجموعة من العسكريين من أنصار الداعية التركي والمفكر الإسلامي عبد الله كولن، الأب الروحي للإسلاميين في تركيا، والذي يقيم في بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
السلطات التركية أعلنت أن كولن هو المتهم الأول بالتدبير لمحاولة الانقلاب العسكري، وطالب بن على يلدريم رئيس الوزراء التركي، الولايات المتحدة الأمريكية بتسليمه، مؤكدا أن الدولة التي ستحمي كولن لن تعتبر صديقة تركيا.
وقال يلدريم خلال مؤتمر صحفي، إن العملية الانقلابية التي ارتكبت بالأمس سيتم التعامل معها بشكل حاسم، خاصة وأن تداعيات الحادث ما زالت متواصلة، موضحًا أن محاولة الانقلاب لم يقم بها الجيش التركي، بل مجموعة من العسكريين المتمردين، بالتعاون مع جماعة «فتح الله كولن»، واستطاعت قوات الأمن والجيش إحكام السيطرة عليهم.
يبدو، أن الخلاف بين أردوغان وكولن، والذي جاء بعد تحالف وتوافق مصالح، قد احتد منذ فترة، فالمحكمة التركية في ديسمبر/كانون الثاني، كانت قد أصدرت مذكرة تطالب فيها بإلقاء القبض على كولن، وذلك لاتهام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للحركة التي يتراسها كولن «بالتخطيط لانقلاب على الحكم».
علاقة حزب أردوغان وجماعة كولن كانت تربطها المصالح المشتركة في البداية، فكانت رغبتهم في الانتصار على خصومهم من رجال الدولة العميقة والأحزاب العلمانية موحدة، وساعدت جماعة كولن لما تملكه من قاعدة عريضة من البيروقراطيين الذين نجحوا في اختراق أجهزة الدولة في تركيا أردوغان في تحيد المؤسسة العسكرية التركية التي ظلت لفترات كبيرة هي الحامية للدستور العلماني والرادع للأحزاب الدينية داخل البلاد.
كما ساعدت جماعة كولن حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه أردوغان في تحقيق انتصارات كبيرة في انتخابات 2007، و2011، وذلك لما تملكه من قاعدة رؤوس الأموال إسلامية قوامها رجال الأعمال العصاميين ذوي الميول المحافظة، والذين كان لهم دور في نمو الاقتصاد التركي خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية.
توترت العلاقات بين اردوغان وكولن، بعدما استشعر كولن بخطر انقلاب أردوغان عليه، خاصه بعد قيامه بتأميم التعليم وإنهاء استقلالية المدارس الخاصة، والتي كانت تمثل لجماعة كولن مركز للنفوذ والسيطرة.