انتقادات واسعة واتهامات بالأنانية وتحذيرات وتهديدات وجهت إلى الأندية واللاعبين الذين قرروا المشاركة في دوري السوبر الأوروبي.
بدأت الأزمة عندما أطلق 12 ناديا أوروبيا كبيرا ليل الأحد الإثنين دوري السوبر الانفصالي، في خطوة أشعلت نار الانتقادات من اتحادات وأندية ولاعبين.
جزء من فرضيته التي يرتكز عليها هي مقامرة غير مضمونة، إذ ينوي جذب إيرادات أكثر من دوري الأبطال الحالي الذي يجني ملياري يورو سنوياً.
وقال ألكسندر تشيفرين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) اليوم الإثنين، إن الأندية واللاعبين المنضمين لدوري السوبر الأوروبي الجديد قد يتم منعهم من المشاركة في المسابقات القارية وكأس العالم وأدان المقترح “المخزي والأناني”.
ومن المرتقب أن يمول بنك جيه.بي مورجان الاستثماري دوري السوبر الأوروبي الجديد والذي يضم 12 ناديا من بينها ريال مدريد ومانشستر يونايتد وسينافس دوري أبطال أوروبا التي أسسها اليويفا.
وقال: “حتى الآن نقيّم الموقف مع طاقمنا القانوني لكننا سنصدر كل العقوبات الممكنة وسنبلغكم بها في أقرب فرصة ممكنة.
“حسب رأيي يتعين وبأسرع ما يمكن إيقاف هؤلاء ومنعهم من المشاركة في جميع منافساتنا ومنع اللاعبين من الظهور في جميع البطولات التي ننظمها”.
وقال يسبر مولر، رئيس الاتحاد الدنماركي لكرة القدم وعضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي (اليويفا) لهيئة الإذاعة الدنماركية، إنه يتوقع أن يتم استبعاد ريال مدريد ومانشستر سيتي وتشيلسي من الدور قبل النهائي لدوري الأبطال هذا الموسم.
وأضاف: “يجب استبعاد هذه الأندية وأتوقع أن يحدث ذلك يوم الجمعة. وبعدها يجب أن نصل إلى قرار بشأن كيفية إنهاء هذا الموسم في دوري أبطال أوروبا.
“ستعقد اللجنة التنفيذية اجتماعا استثنائيا يوم الجمعة”.
وكان الاجتماع مخططا منذ البداية للتأكيد على خطط توسيع دوري أبطال أوروبا لتشمل 36 فريقا بدلا من 32 لكن المسابقة الجديدة هيمنت على المشهد.
وشدد تشيفرين على أن دوري السوبر يتعارض مع جوهر كرة القدم الأوروبية حيث يمكن لجميع الأندية أن تحلم باللعب في دوري الأبطال.
وتابع تشيفرين “اليويفا وعالم كرة القدم يقف صفا واحدا في مواجهة المقترحات المخزية والأنانية الجديدة التي قدمتها بضعة أندية أوروبية يحركها الجشع. نحن جميعا متحدون في مواجهة هذا المشروع العبثي”.
وسيمنح جيه.بي مورجان الأندية المؤسسة 3.5 مليار يورو (4.21 مليار دولار) للإنفاق في البنية التحتية والتعافي من تداعيات جائحة كوفيد-19.
قالت الحكومة الإسبانية اليوم الإثنين إنها لا تدعم تأسيس دوري السوبر الأوروبي الجديد لكرة القدم وذلك عقب اجتماع وزير الرياضة الإسباني برؤساء مؤسسات وأندية.
وأضافت الحكومة أن كل الأطراف، ومنها رؤساء أندية ريال مدريد وأتليتيكو مدريد وبرشلونة، تبدو منفتحة على الحوار.
ويضمن دوري السوبر الجديد أماكن ثابتة للأندية المؤسسة، منها ستة أندية من الدوري الإنجليزي الممتاز وثلاثة من إسبانيا وثلاثة من إيطاليا، على عكس دوري أبطال أوروبا التي تتطلب تأهل الأندية عبر المسابقات المحلية.
ورغم أن فكرة المقاعد الثابتة للأندية بالمسابقة تتعارض مع تقاليد الكرة الأوروبية منذ قديم الأزل، تبرر الأندية بأن دوري السوبر يعرض نموذجا أكثر استقرارا من الناحية المالية.
وقالت الأندية في بيان التأسيس “إنشاء دوري السوبر يأتي في وقت تزداد فيه حالة عدم الاستقرار بالنظام الاقتصادي لكرة القدم الأوروبية بسبب الوباء”.
وأدان الاتحاد الدولي (فيفا) البطولة وقال إنه يرفض إقامة “دوري أوروبي انفصالي مغلق” خارج إطار كرة القدم الدولية.
ويخطط دوري السوبر إلى إضافة ثلاثة فرق أخرى كأندية مؤسسة للمسابقة ثم اللعب بمشاركة 20 ناديا كل موسم وبدء المسابقة “في أقرب وقت ممكن عمليا”.
وهذه المرة الأولى التي تتجاهل فيها الأندية الثرية التهديدات وتتخذ خطوات فعلية لتأسيس بطولة جديدة للدوري.
ولم ينضم باريس سان جيرمان أو بايرن ميونيخ لدوري السوبر ما يعني عدم وجود ممثلين لفرنسا أو ألمانيا.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه سيبذل كل جهد مستطاع لمنع إقامة دوري السوبر الأوروبي الجديد.
وقال في مقابلة “سننظر فيما يمكننا القيام به بالتعاون مع سلطات كرة القدم لضمان عدم تنظيم الدوري بالطريقة المطروحة حاليا”.
وقالت محطة (بي.تي سبورت) البريطانية التليفزيونية، التي تدفع مئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية لبث مباريات دوري الأبطال، إن اللعبة تحتاج للحماية وعبرت عن مخاوفها من أن يترك دوري السوبر تأثيرا ضارا على صحة كرة القدم على المدى البعيد في البلاد.
ويقول خبير العلوم الاقتصادية ديدييه بريمو “الجدوى المالية غير مضمونة على الاطلاق لأننا ننشئ بطولة من أفضل الأندية”.
يذكر بريمو أنه إذا أخذنا على سبيل المثال بطولة “يوروليج” في كرة السلة، فإن “80% من الأندية المشاركة تولّد عجزاً”، برغم المستوى المرتفع من المنافسات.
