كيف أثبت الجيش الليبي تورط الميليشيات في الهجوم على مركز إيواء تاجوراء؟
لا تزال أزمة الهجوم على مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين في تاجوراء بليبيا، تشغل اهتمام المجتمع الدولي وسط فشل مجلس الأمن في إصدار بيان إدانة للحادث.
اتهامات متبادلة
يأتي ذلك وسط اتهامات متبادلة بين الميليشيات التي تقاتل تحت لواء حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي بمسئولية الهجوم على مركز إيواء تاجوراء، حيث اتهمت حكومة الوفاق الجيش الليبي بأنه المسئول عن قصف المركز أثناء توجيه ضربات جوية ضد مقر كتيبة ميليشيا الضمان المجاور لمركز الإيواء وتأكيد الجيش الليبي بأن الميليشيات هاجمت المركز لتقليب الرأي العام العالمي ضده، لكن الأمم المتحدة أكدت في تقرير منسوب لها، أنها تلقت معلومات بأن حراسا ليبيين أطلقوا النار على لاجئين ومهاجرين كانوا يحاولون الهرب من الهجوم الجو.
الجيش ينفي مسؤوليته
وأثبت الجيش الوطني الليبي عدم مسئوليته عن هجوم مركز الإيواء بتاجوراء، حيث أصدر بيانا، الخميس، من اللواء محمد المنفور آمر غرفة عمليات القوات الجوية ، أكد فيه أن “المركز لم يكن ضمن قائمته تلك الأهداف بتاتا، بالإضافة إلى أن توقيت استهداف مركز إيواء المهاجرين فى تاجوراء تزامن مع تحليق طيران معادٍ في المنطقة انطلاقاً من كل قاعدة معيتيقة ومطار الكلية الجوية مصراتة، مشيرا إلى أن الطائرات المعادية نفذت غارة واحدة فى ذات التوقيت تقريباً بمدينة ترهونة.
وأضاف المنفور: «لا نعلم أين نفذت بقية طلعاتها كما أن كافة الأدلة موجودة عن وقوع انفجارات لكميات ضخمة فى موقع ميليشيا الضمان المجاور قبل 15 دقيقة من إصابة المركز المنكوب ووقوع الضحايا».
وحملت غرفة عمليات القوات الجوية، المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق، كامل المسؤولية الجنائية والأخلاقية والسياسية على عدم اتخاذه أى إجراءات تكفل سلامة المهاجرين سواء فى المركز المنكوب أو غيره من المراكز التى تديرها الميليشيات وتستخدمها كمواقع لتخزين الأسلحة والآليات والمتفجرات بدون اتخاذ أى إجراءات تخزين سليمة واستخدامها استخداما مزدوجاً كما هو فى حالة مركز تاجوراء الذي خصه المتحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالذكر في 8 مايو الماضي مطالباً بإخلائه لقيام الميليشيات بعسكرته وتعريضه للخطر.
خلافات مجلس الأمن
بالرغم من عقد مجلس الأمن جلسة مغلقة طارئة، أمس الأربعاء، لمناقشة أزمة استهداف مركز الإيواء بتاجوراء، إلا إنه فشل في إصدار بيان موحد لإدانة الحادث حيث أجهضت الولايات المتحدة هذه المحاولة بعدما اقترحت بريطانيا الأربعاء بيانا يدين الهجوم ويدعو إلى وقف لإطلاق النار واستئناف المفاوضات.
غير أن الولايات المتحدة لم توافق على البيان، حسبما قال دبلوماسيون، الذين قالوا إن جلسة مجلس الأمن، التي استمرت ساعتين، شهدت انقساما في مواقف الدول الأعضاء.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصادر دبلوماسية قولها إن الدبلوماسيين الأمريكيين قالوا خلال الجلسة إنهم يحتاجون إلى ضوء أخضر من واشنطن للموافقة على نص البيان البريطاني المقترح.
صعوبة إجراء تحقيق
من جانه، أكد الكاتب الصحفي المختص في الشأن الليبي، عبد الستار حتيتة، أن «ليبيا تحتاج إلى تحقيق نزيه ومستقل حول الحادث دون انحيازات أو نتائج مسبقة».
وأضاف حتيتة، أن هناك بعض الدول لديها علاقات مباشرة بالميليشيات مثل قطر وتركيا وإيطاليا ولذلك واجه اقتراح أممي بنفقات المجلس الرئاسي والمصرف المركزي، أزمات وذلك خوفا من تورط قادة الميليشيات في الاستيلاء على المال العام.
وأكمل حتيتة، أنه من الصعب إجراء تحقيق دولي حول أزمة حادث تاجوراء وذلك بسبب انقسام المجتمع الدولي وانحياز بعض الدول لطرف بعينه في ليبيا.
