كيف أثر فيروس كورونا على أوضاع اللاجئين؟
يعيش الملايين من اللاجئين حول العالم حياة قاسية، فجميعهم تركوا أوطانهم لظروف قهرية، دفعتهم إلى الهرب من ذلك الجحيم.
لاجئون يفقدون العمل
فيما أصبحت المعاناة أكثر صعوبة عند اللاجئين، فهم يفتقدون الحماية في الوضع الطبيعي، والآن بات عليهم أن يواجهوا أزمة كورونا، ولا أحد يهتم باحتياجاتهم، وفي بعض الدول تعتمد تلك الفئات على خدمة البيوت كمصدر للدخل، لكن فيروس كورونا كان سببا في عدم استمرار اللاجئات في أعمالهن، فأصبحن بلا مصدر للعيش.
ووفقا للبيان فإن “المجلس اليوناني للاجئين”، حذر في تقرير له من ظهور فيروس كورونا في مخيمات اللاجئين في اليونان؛ وهو أمر منطقي، بل ومتوقّع بشكل كبير، في ظل تدني الظروف المعيشية.
وفي منتصف الشهر الجاري، كانت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية المعنية بالمساعدات الطبية قد حثت اليونان على القيام بإجلاء فوري للمهاجرين من المخيمات المكدسة على جزرها، نتيجة تصاعد خطر وباء فيروس كورونا المستجد الذي ينتشر بسرعة بين أناس يعيشون أوضاعا مزرية.
وقالت المنظمة “يجب أن نكون واقعيين، سيكون من المستحيل احتواء تفشي الفيروس في مخيمات تشهد أوضاعا كهذه”،
ويعيش أكثر من 40 ألفا من طالبي اللجوء في تلك المخيمات التي تستضيف على خمس جزر يونانية أعدادا تفوق بكثير طاقاتها الاستيعابية.
وبالرغم من أن مخيم موريا أنشئ على جزيرة ليسبوس ليستوعب 3000 لاجئ، إلا أنه يؤوي فعليا على الأقل خمسة أضعاف هذا العدد.
وتقول المنظمة إنه وفي بعض المناطق في المخيم يتشارك نحو 1300 شخص صنبور مياه واحدا دون أن تتوفر لديهم أدوات التنظيف كالصابون.
وضع غير آمن
الوضع المأساوي يعاني منه اللاجئين في كل بلدان العالم، ومنذ ما يقرب من 10 أيام أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، رصد عشر حالات إصابة بفيروس كورونا بين لاجئين وطالبي لجوء في ألمانيا.
وقال المتحدث باسم المفوضية أندريه ماهيسيتش خلال إفادة صحفية “حسب علمنا، هناك عشر حالات مؤكدة في ألمانيا حتى هذا الصباح… هم إما لاجئون أو طالبو لجوء”. وجرى رصد الحالات في ميونيخ وبرلين وهايدلبرج.
وحث كل الإدارات على مستوى البلاد على معاملة اللاجئين وطالبي اللجوء الذين يصابون بالمرض بنفس معاملة المواطنين الألمان.
سوريا دون وقاية
وفي تقرير لرويترز عن معاناة اللاجئين السوريين، كشف الوضع السىء الذي يواجههم، فعلى سبيل المثال يحاول اللاجئ السوري محمد البخاس قصارى جهده لحماية أُسرته من فيروس كورونا المستجد بالحفاظ على أكبر قدر ممكن من النظافة للمخيم الذي يقيمون فيه.
لكن مع عدم وجود ما يكفي من الصابون أو المال اللازم لشراء مُطهرات أو كمامات، هناك الكثير الذي يمكنه القيام به.
وقال البخاس (40 عاما “أعطونا توعية ووزعوا لنا كل واحد لوح صابون وهيدا ما إنه كافي، عم أروح ع الصيدلية، الكمامة بأربعة آلاف وسبعة آلاف (ليرة لبنانية)، ما قدرتنا نجيب والمعقم” مشيرا إلى عمال الإغاثة الذين زاروا مخيمه في شمال لبنان هذا الأسبوع.
أضاف البخاس، الذي فر إلى لبنان من حمص في سوريا قبل ثماني سنوات ويعيش مع زوجته وطفله “إحنا نطلب معقم، نطلب بخاخات للمخيم، إحنا مجمع كبير وللسوريين مخيمات كبيرة يعني، ونطلب من الأمم المتحدة، نناشد العالم يساعدونا، وقد ما فينا عم نحافظ ع نفسنا والنظافة، أكتر من هيك ما فينا”.
ومع معاناة النظام الصحي اللبناني بسبب الوباء فإن الحكومة تشعر بقلق من وصول الفيروس لمخيمات اللاجئين السوريين والفلسطينيين في البلاد.