كيف أصبحت إيطاليا «بوابة كورونا» إلى أوروبا؟
كشفت إيطاليا عن إصابة أكثر من 400 شخص بفيروس كورونا، معظمها في منطقتي لومبارديا وفينيتو الصناعيتين، في حين ثبتت إصابة مواطنين إيطاليين أو أشخاص زاروا إيطاليا مؤخرا لتصبح أكبر مركز لانتشار الفيروس في أوروبا، حتي أصبح البعض يصفها بأنها ووهان أوروبا.
يشار إلى أن ووهان هي المدينة الصينية التي ظهر فيها فيروس كورونا أواخر العام الماضي، وذلك في سوق للأطعمة كان تباع فيه حيوانات برية بطريقة غير مشروعة.
وألقى رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، باللائمة في انتشار الفيروس على الإدارة الضعيفة لمستشفى في الشمال، ما تسبب بسبع وفيات في إيطاليا حتى الآن هي الأعلى في أوروبا.
وقال كونتي، إن “المستشفى الذي لم يشر إلى اسمه لم يتبع البروتوكول الصحيح ما ساهم في انتشار المرض”، مضيفا أنه قد يدرس سحب بعض صلاحيات المناطق بسبب السياسة الصحية.
وأشارت وكالة “آكى” الإيطالية إلى أنه فى مدينة لومبارديا تم تسجيل 259 إصابة بالفيروس، وتسع حالات وفاة، أما فى مقاطعة فينيتو المجاورة تم رصد 45 إصابة وحالتي وفاة، وفي إميليا رومانيا تم تأكيد 26 إصابة، وفي بيمونتى ولاتسيو وصقلية ثلاث إصابات، وسجلت إصابتان فى مقاطعتي توسكانا وليجوريا وإصابة واحدة فى جنوب تيرول.
وتقع البؤرة الأساسية في مدينة كودونيو على بعد 60 كيلومترا من ميلانو، ومنذ مساء الجمعة الماضية أقفلت الأماكن العامة من مقاهٍ وبلديات ومكتبات ومدارس في هذه المدينة وتسع بلدات مجاورة باستثناء الصيدليات.
وأعلن وزير الصحة الإيطالي، روبرتو سبيرانزا، إغلاق المباني العامة والنقل المحدود في هذه المناطق، وقال في مؤتمر صحفي، “نطلب بشكل أساسي من كل من جاء من المناطق المنكوبة بالوباء البقاء تحت الإقامة الإلزامية في المنزل.
ووهان أوروبا
وعقدت منظمة الصحة العالمية، اجتماعا مشتركا مع وزارة الصحة الإيطالية، لمناقشة انتشار فيروس كورونا في إيطاليا بعد تزايد أعداد الإصابة، وذلك في مقر وزارة الصحة الإيطالية في روما، بحضور الدكتور هانز كلوج، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأوروبا، والدكتور روبرتو سبيرانزا وزير الصحة الإيطالي، الدكتورة ستيلا كيرياكيدس مفوضة الصحة والسلامة الغذائية بالاتحاد الأوروبي، والدكتورة أندريا عمون مديرة المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها.
وأكدت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، الخميس، أن إيطاليا أضحت بحاجة إلى الدعم لكي تتمكن من التصدي إلى فيروس كورونا المستجد، لا سيما بعد أن انتشر في عدة مدن إيطالية وأجبر السلطات هناك على إغلاق بعض المدن ومطالبة أكثر من 50 ألف شخص في إقليمي لومبارديا وفينيتو على البقاء في منازلهم.
وأبرزت الصحيفة، أن تفشي المرض في المناطق الغنية مثل إقليمي فينيتو ولومبارديا في شمال إيطاليا أصبح هو التهديد الأكبر في العالم الغربي.
وأغلقت السلطات الإيطالية عدة مدن للحيلولة دون انتشار فيروس كورونا، وطلبت السلطات من أكثر من 50 ألف شخص في إقليمي لومبارديا وفنيتو البقاء في منازلهم، ولجأ السكان إلى شراء وتخزين المواد الغذائية.
إيطاليا بوابة كورونا لأوربا
أرجعت العديد من الأنباء أن الإصابات الي وقعت في عدد من الدول الأوربية والعربية أيضا كانت إيطاليا حاضرة بقوة كمحطة في طريق المصابون بالفيروس.
ذكرت تقارير إعلامية، أن الدنمارك أكدت أول حالة إصابة لرجل عاد من عطلة تزلج على الجليد في إيطاليا.
وفي فحص أجرته الحكومة البرازيلية أكدت فيه أول حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد فى أمريكا اللاتينية، بعدما أشار مستشفى فى ساو باولو إلى احتمال انتقال العدوى إلى شخص عمره 61 عاما زار إيطاليا.
وقالت الوزارة، فى بيان، إنها تفحص حالة مواطن من سكان ساو باولو سافر إلى لومبارديا فى شمال إيطاليا من التاسع حتى 21 من فبراير/ شباط وظهرت عليه أعراض المرض.
وأعلنت وزارة الصحة الفرنسية أن ثالث إصابة بها هي لفرنسي يبلغ من العمر 36 عاماً، نقل إلى مستشفى في ستراسبورج في شرق فرنسا، و”لا تظهر عليه مؤشرات خطرة، وكان هذا المريض عائداً من لومبارديا، إحدى المناطق الإيطالية التي تشهد تفشياً لفيروس كورونا.
وأعلنت السلطات الفنلندية تسجيل ثاني إصابة بفيروس كورونا المستجد في البلاد لدى امرأة سافرت إلى شمال إيطاليا.
كما أعلنت الجزائر عن تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا وهي لرجل إيطالي وصل إلى البلاد يوم 17 فبراير/شباط، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي. وقال المصدر عن وزير الصحة إن الرجل يخضع للحجر الصحي.
وظل فندق في جزر الكناري الإسبانية مغلقا لليوم الثاني يوم الأربعاء ويضم أكثر من 700 زائر بسبب حالات مرتبطة بإيطاليا.
وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية، الخميس، إن رجلا عاد من إيطاليا تأكدت إصابته بفيروس كورونا المستجد.
وقالت الوزارة، إن الرجل عاد من إيطاليا قبل أربعة أيام وجاءت تحاليله إيجابية بعد أن ظهرت عليه الأعراض.
وطلبت السلطات من الإسرائيليين العائدين من إيطاليا عزل أنفسهم في منازلهم لمدة 14 يوما بعد عودتهم.
وأعلنت اليونان، تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا الجديد “كوفيد 19″، لمواطنة (38 عامًا) سافرت مؤخرًا إلى شمالي إيطاليا.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة اليوناني إن المُصابة ترقد في مستشفى سالونيك، وحالتها جيدة.
كورونا يتسبب في عزلة إيطاليا
ومع حالة انتشار الفيروس في إيطاليا تسبب الأمر في حالة من العزلة، التي فرضت علي بريطانيا، سواء داخليه أو من خلال بعض الدول التي أوقفت رحلات الطيران والسفر إليها.
وكان من جراء انتشار الفيروس بها قيام نادي هونفيد المنافس في الدوري المجري الأول لكرة القدم بعزل مدربه الإيطالي جوسيبي سانيني كإجراء احترازي في ظل ظهور فيروس كورونا في إيطاليا مؤخرا.
وقال النادي المجري، في بيان، “استبدال المدرب جوسيبي سانينو ومساعده أليساندرو ريسينتي كانت خطوة ضرورية لأنهما ربما اتصلا بأشخاص يعيشون في مناطق يتواجد فيها الفيروس”.
وقال الاتحاد الدولي للدراجات إنه لا يمكن توقع إقامة سباق إيطاليا هذا العام في ظل انتشار فيروس كورونا في البلد الأوروبي.
ويبدأ سباق إيطاليا في بودابست يوم 9 من مايو/ آيار وينتهي في ميلانو يوم 31 من الشهر ذاته ويضم العديد من المراحل في شمال إيطاليا.
وقال الاتحاد الدولي للملاكمة، الخميس، إنه ألغى المنتدى الأوروبي، الذي كان من المقرر إقامته في مدينة أسيسي الإيطالية السبت المقبل بسبب مخاوف تتعلق بانتشار فيروس كورونا.
وقال محمد مستحسني، الرئيس المؤقت للاتحاد، في بيان، “فرضت إيطاليا إجراءات عزل صارمة في بعض المناطق من الممكن أن تستمر لعدة أسابيع، وفي ظل هذه الظروف المحزنة لم يكن أمامنا خيار سوى إلغاء المنتدى الأوروبي”.
وأضاف رئيس الاتحاد، “اتخذت قيادة الاتحاد الدولي للملاكمة القرار من أجل صالح الوفود”.
وقال الاتحاد، إنه ينوي عقد الاجتماع في وقت لاحق من العام الحالي عندما تتحسن الأوضاع في أوروبا.
وتسبب تفشى فيروس كورونا فى إيطاليا بشكل ملحوظ، فى تأجيل عروض عازف البيانو الروسى المعروف، دينيس ماتسويف، إلى أجل غير محدد، بعد انتشار الفيروس فى شمال إيطاليا، بمعدلات مقلقة.
وقال، ماتسويف، فى صفحته على فيسبوك، إنه كان يخطط لتقديم حفلين موسيقيين يومى 24 و27 فبراير فى كل من روما وبولونيا، لكن العرضين تم تأجيلهما من شهر فبراير إلى شهر آخر.
وتأجلت مباريات لكرة القدم ضمن دوري الدرجة الأولى الإيطالي، وعُلّق مهرجان البندقية الشهير، في حين ألغيت عروض أزياء ضمن أسبوع الموضة في ميلانو.
ونتيجة للمخاوف من الفيروس تم تعليق مهرجان كرنفال فينسيا، فيما تم إغلاق المتاحف ودور السينما، لا سيما بعد تسجيل 11 حالة وفاة في البلاد.
وأكد لوكا زايا، حاكم منطقة فينيتو، فرض حظر على الاجتماعات العامة والخاصة، إلى جانب إغلاق المدارس والجامعات والمتاحف في المنطقة.
وأوقفت النمسا خدمات القطارات التي تدخل وتخرج من إيطاليا، ويقول كارل نيهمر، وزير الداخلية في البلاد، إن المسؤولين يفكرون في فرض قيود على الحدود مع البلاد كإجراء وقائي.
وبحسب مجلة “لونوفال أوبسرفاتور” الفرنسية والتي نشرت تقريرا لمراسلتها في روما مارسيل بادوفاني قالت فيه، إن أجهزة التلفزيون تبث صور الشوارع المهجورة في “المنطقة الحمراء” بمقاطعة لودي أوبلدوا وصور الكنائس المغلقة والمتاجر المغلقة والواجهات المظلمة، وأحيانا صور أشخاص يرتدون أقنعة.
وفي وصفها للحالة العامة، قالت المراسلة، إن عمليات التفتيش على الطرق تزايدت، وألغيت وسائل النقل العام، وأغلقت المحطات والمدارس والجامعات والمكاتب والشركات ، حتى إن الخروج لجلب الطعام أو الدواء أصبح في “ممرات معقمة” وفي ساعات محددة وتحت رقابة الشرطة.
