كيف أصبح اليمين المتطرف سم الديمقراطية الألمانية؟

تجمع الآلاف في عدد من المدن الألمانية لتنظيم وقفات تكريما لضحايا إطلاق النار، الذين سقطوا بدوافع عنصرية، وسط دعوات متزايدة للسلطات للقضاء على التطرف اليميني المتطرف.

وقتل رجل ألماني بالرصاص تسعة أشخاص من أصول مهاجرة في ضاحية هاناو بفرانكفورت يوم الأربعاء قبل أن يقتل والدته ونفسه.

وترك الرجل، الذي يدعى توبياس راتين 43 عامًا، عددًا من النصوص والأشرطة المصورة التي تتبنى الآراء العنصرية، وتزعم أنه ظل تحت المراقبة منذ ولادته.

جاء الهجوم وسط قلق متزايد بشأن التطرف اليميني المتطرف، الذي انعكس في الهجمات السابقة وصعود “البديل من أجل ألمانيا” المناهض للمهاجرين.

مطالب الأقليات

التطرف دفع الأكراد الألمان إلى الدعوة لتحرك أكثر حزما من الحكومة ضد تشدد اليمين  وعنصريته.

وقال متين كان، الذي أشار إلى أنه كان صديقا مقربا لأحد ضحايا الهجوم، لرويترز، “على الساسة أن يسألوا أنفسهم: كيف وصلنا إلى هذه الحالة؟”.

وقال مسؤولون، إن مسلحا يشتبه أنه يعتنق أفكارا يمينية متطرفة أطلق النار على مقهيين في بلدة هاناو بغرب ألمانيا في ساعة متأخرة من يوم الأربعاء، وقتل تسعة أشخاص، بعضهم ينتمي للجالية التركية الكردية.

وتحدثت المستشارة أنجيلا ميركل في معرض إدانتها للهجوم عن “السم” الذي تمثله العنصرية.

وقال الرئيس فرانك فالتر شتاينماير، خلال حضوره واحدة من 50 وقفة بالشموع أقيمت في أنحاء البلاد لتأبين الضحايا، إن ألمانيا متحدة ضد العنف.

لكن أيتن كابلان، وهي معالجة مهنية تعيش في مدينة إيسن بغرب البلاد، تقول إن الكلمات واللافتات ليست كافية.

وأضافت لرويترز، “نحن بحاجة إلى حملة وطنية تحتفي بالتعدد العرقي لسكان ألمانيا، وتدين هؤلاء الذين يحاولون زرع بذور الانقسام”.

وتابعت قائلة “بعض الأشخاص الذين كانوا في المقهيين جاءوا إلى ألمانيا بسبب الاضطهاد في وطنهم، وآخر ما يريدونه هو دفعهم إلى الشعور بعدم الأمان”.

وجاء هجوم هاناو بعد أقل من خمسة أشهر على مقتل شخصين في هجوم جرى بثه على الإنترنت مباشرة لمسلح معاد للسامية خارج معبد يهودي في ألمانيا في يوم عيد الغفران، أهم الأعياد اليهودية، وفي مطعم في مدينة هاله بشرق البلاد.

وقال راينارد شرام، زعيم الطائفة اليهودية في ولاية تورينجيا بشرق البلاد، “من المؤكد أن الوضع لا يبشر بخير بالنسبة للأقليات، وخاصة اليهود والمسلمين، والأحوال لا تتجه للتحسن”.

وأضاف شرام “المشكلة أن الناس يصوتون لصالح أحزاب من الواضح أن قادتها متطرفون عنصريون ومعادون للسامية ويمينيون، وبالتأكيد ليس كل مناصري حزب البديل من أجل ألمانيا عنصريين، لكن اللغة التي يستخدمها بعض قادته تشجع الناس على تحويل مشاعرهم العنصرية إلى أفعال عنيفة”.

صعود اليمين المتطرف

أسباب صعود الأفكار اليمينية المتطرفة كشفتها الباحثة ومديرة المركز البريطاني للسياسة الخارجية، صوفي غاستون في مقال لها نُشر بصحيفة التايمز قائلة: “إن الهجرة ليست السبب الوحيد الذي يغذي الاستقطاب الاجتماعي في ألمانيا، فأزمة المهاجرين أخرجت إلى السطح مشكلة كانت تكبر منذ سنوات، وسيكون لها تأثير عميق على النسيج الاجتماعي وعلى السياسة في البلاد”.

وشهدت انتخابات 2017 صعود اليمين المتطرف في ألمانيا ودخول حزب من اليمين المتطرف البرلمان لأول مرة، معتمدا على شعارات معادية للهجرة.

وأضافت أن خسارة أنجيلا ميركل، مستشارة ألمانيا، كبيرة شخصيا وسياسيا، إذ فقدت سلطة اختيار من سيخلفها في الحزب.

وأوضحت أن أفكار اليمين المتطرف انتشرت في الشطر الشرقي البلاد خصوصا، واستغل اليمين المتطرف هذه الظروف لطرح قضايا كانت متروكة في بلاد تحاول التصالح مع ماضيها، وأتاح النقاش حول التعددية والاندماج والشرخ بين الشرق والغرب الفرصة للأصوات الغاضبة للتعبير عن نفسها، وفي الوقت نفسه ترك المجال لخطاب معاداة الأجانب والعنصرية والقومية.

وأكملت أن التحديات التي تواجهها ألمانيا لاحتواء اليمين المتطرف ليست فريدة من نوعها، ولكن تاريخ البلاد وتشتت الأحزاب السياسية يعمق الشقاق السياسي.

 

سم الديمقراطية الألمانية

صحيفة لوفيجارو كشفت موقف السلطة من تصاعد اليمين المتطرف، حيث أفادت بأن السلطات الألمانية في السابق لم تكن تنظر إلى خطر اليمين المتطرف على أنه تهديد كبير للديمقراطية الألمانية، فالعنف ضد المهاجرين ليس ظاهرة جديدة في ألمانيا، فالبلاد شهدت عدة هجمات وقعت في العديد من المدن خلال سنوات التسعينيات ومنذ ذلك الحين تضاعف عدد النشطاء اليمينيين المتطرفين العنيفين كل عشر سنوات فمن 1400 متطرف إلى أكثر من 12 الف متطرف عام 2018 وفقًا لأرقام  لأجهزة المخابرات الفيدرالية الألمانية.

ونقلت يومية لوفيجارو عن Nele Katarina Wissmann “نيل كاترينا ويسمان” المتخصصة في اليمين المتطرف، أن اليمين المتطرف الألماني “أصبح متطرفًا ومخيفًا”، فالرجال حليقي الرؤوس الذين يقومون بتحية هتلر قد اختفوا من المشهد، لكنهم أفسحوا الطريق أمام متعاطفين أكثر حكمة يتعاملون فيما بينهم بإشارات تمجد هتلر، إضافة إلى أنهم يرتدون ملابس تحمل أسماء تقدس النازية، مثل العلامة التجارية “ثور شتاينار” Thor Steinar.

كيفية التعامل مع التطرف

طرحت صحيفة “فرانكفورتر روندشاو” الألمانية حلولا للتعامل مع اليمين المتطرف، وذلك تعليقا على الهجوم العنصري اليميني المتطرف، الذي شهدته مدينة هاناو الألمانية مساء أول أمس الأربعاء.

وكتبت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الجمعة: “من الضروري الآن أن نرى أن التطرف اليميني هو الخطر الأكبر على المواطنين في هذا البلد، لأنه بينما يمارس إرهابيون يمينيون القتل، يتزايد تمثيل متطرفين يمينيين في البرلمانات، ويعمل هؤلاء على الإضرار بالديمقراطية، وقد نجحوا في ذلك جزئيا عند النظر إلى ما حدث في ولاية تورينجن”.

وأضافت الصحيفة، أن “هناك حاجة الآن إلى مكافحة دفاعية كبيرة ضد التهديد اليميني، والتي تتضمن أن تعيد سلطات الأمن النظر (في كيفية التعامل مع هذا التهديد) وتركز بصورة أقوى على الشبكات اليمينية، وأن توقف جميع الأحزاب الديمقراطية كافة أنواع التودد إلى حزب البديل من أجل ألمانيا (اليميني الشعبوي)، وأن تركز على الدفاع عن الديمقراطية”.

وأوضحت الصحيفة، أنه “يتعين على المجتمع أيضا أن يتصدى بوضوح لسم العنصرية، وأضافت: “لقد تجاهل الكثير من الناس الخطر اليميني لفترة طويلة أو قللوا من شأنه، يتعين أن ينتهي ذلك الآن”.

تحذير أمني

أكد وزير الداخلية الألماني، هورست سيهوفر، الجمعة، أنه سيتم تعزيز تواجد الشرطة في أنحاء البلاد لمواجهة التهديد “المرتفع جدا” من اليمين المتطرف.

وقال سيهوفر، خلال مؤتمر صحفي في برلين، إن “التهديد الأمني من التطرف اليميني ومعاداة السامية والعنصرية مرتفع جدا”، معلنا كذلك “تعزيز تواجد الشرطة” في المساجد ومحطات القطارات والمطارات وعلى الحدود”.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]