كيف استقبل الفلسطينيون دعوة عباس لإجراء الانتخابات العامة؟
لا تزال أصداء الدعوة التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، تشكل حديث الشارع الفلسطيني في قطاع غزة، كما قوبل إعلان الرئيس محمود عباس عن نيته إجراء انتخابات عامة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس بترحاب كبير.
إلا أن السؤال وفق ما ذكره سياسيون ومواطنون في أحاديث منفصلة لموقع قناة الغد، هو مدى الاستجابة لتطبيق كل هذه المبادرات والدعوات على أرض الواقع، وذلك نظرًا لكثرة ما جرى إطلاقه في وقت سابق ولم يكلل بالنجاح.
إحباط في الشارع
وقال خليل محمد أبو مرسة 33 عاما: “كل المبادرات التي تطلق لإنهاء الانقسام، لا تطبق عمليا على أرض الواقع، ونحن كمواطنين بغزة لم نشعر بأي تغيير منذ سنين طويلة، كل يوم نسمع أن هناك حلولا ومبادرات إلا أن كل هذا غير حقيقي”.
بينما لا تجد السيدة امتثال النجار 40 عاما، أي أفق سياسي قادم يمكن أن يغير من واقع غزة المؤلم قائلة: “نحن منذ 13 عام حصار وانقسام و لا يوجد أي حل، سمعنا عن دعوة من قبل الرئيس عباس لإجراء انتخابات، ونحن ننتظر كيف سيتم تطبيقها على الأرض، يوجد إحباط من كل شيء”.
الانتخابات وإنهاء الانقسام
وفي المقابل نجد أن العديد من الفصائل الفلسطينية، لا تزال تتمسك بأمل لإنهاء الانقسام من خلال إطلاقها العديد من المبادرات لاستعادة الوحدة الفلسطينية والتي كان آخرها مبادرة الفصائل الثمانية التي تطرح رؤية وطنية فلسطينية لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام.
وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين هاني الثوابتة،: ” نحن أحوج ما يكون للاستجابة لمبادرة الفصائل الثمانية، والتي تجيب في جوهرها عن الخطوات التي من الواجب اتباعها، وصولا للانتخابات ورأب الصدع وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الفلسطينية”.
من جهتها، أعلنت حركة حماس استعدادها للانتخابات العامة الشاملة، التي تضمن الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، داعية إلى التوافق حول خطوات إنجاح هذه الانتخابات.
وقال المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع: “نحن بعد إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس من منبر الأمم المتحدة نؤكد ونعلن جاهزيتنا لإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، ولكن يجب أن يسبق هذه الانتخابات حالة من التوافق الوطني وخطوات جدية لإنجاء هذه الانتخابات”.
تفكيك الأزمات
بينما رأى الكاتب والمحلل السياسي تيسير محسين، أن التطبيق العملي على أرض الواقع لجميع المبادرات الفلسطينية هو الحل الأمثل لإنهاء الانقسام قائلا: “لم يعد مفيدًا أن تبقى الدعوات فقط في الخطابات العامة، الشعب الفلسطيني بحاجة ماسة لخطوات عملية وتعزيز صموده ومغادرة الانقسام”.
وأضاف، ومن المهم جدًّا أن يكون هناك حوار بين الأطراف الفلسطينية من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكى يتم إجراء انتخابات وتفكيك كل الأزمات التي يعيشها المواطن الفلسطيني”.
يذكر أن كل من حركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا، وحزب الشعب الفلسطيني، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، ومنظمة الصاعقة الفلسطينية، تقدموا برؤية وطنية لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام قدمت لكل من حركتي فتح وحماس.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال قبل يومين إنه سيدعو لانتخابات عامة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، بعد عودته من نيويورك، موضحًا أنه سيحمل أي جهة تسعى لتعطيل إجرائها في موعدها المحدد المسؤولية الكاملة.
