كيف تخطط تركيا في إحكام قبضتها الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية على ليبيا؟
التحركات التركية في ليبيا لا تتوقف، وذلك من أجل تثبيت العدوان التركي في البلاد عسكريا واقتصاديا واجتماعيا، وذلك من أجل البقاء الدائم في ليبيا، مثلما كشف وزير الدفاع التركي عن هدف بلاده من الأزمة الليبية.
زيارة أوغلو
أجرى لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو زيارة إلى طرابلس اليوم مع نظيره المالطي، وذلك للقاء رئيس حكومة الوفاق فائز السراج.
ولم تكن أزمة سرت والجفرة غائبة عن زيارة أوغلو إلى طرابلس، حيث أكد أن حكومة الوفاق تطالب بتسليمها سرت والجفرة، تمهيداً لما وصفه بـ “وقف إطلاق نار دائم”، مشيرا إلى أن على الجميع تفهُّم قلق حكومة السراج بسبب التحضيرات العسكرية في تلك المنطقة.
وأكد أن جبهة سرت الجفرة تشهد هدوءا في الوقت الراهن رغم عدم وجود وقف رسمي لإطلاق النار.
وأشار أوغلو إلى أن وفداً ليبياً سيزور تركيا الأسبوع القادم، لبحث ملفات مهمة من بينها ملفّ الشركات التركية العاملة في ليبيا، قائلا إن هناك شركات تركية توقفت عن العمل منذ عام 2011 ولديها مستحقات مالية كبيرة على ليبيا.
وأوضح وزير الخارجية التركي إنه سيبحث مع حكومة فايز السراج التعاون في مجال الطاقة، مع إقراره في الوقت نفسه بأن قطاع الطاقة في تركيا يعاني من مشكلات.
وأجرى الوزير التركي ونظيره المالطي محادثات مع السراج بعد وصولهما إلى طرابلس.
حشد عسكري
التحركات التركية مستمرة في الحشد العسكري ونقل المرتزقة إلى ليبيا يوميا، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وصول دفعات جديدة من مقاتلي الفصائل السورية الموالية لأنقرة، إلى الأراضي الليبية، في إطار استمرار عملية نقل “المرتزقة” التي تقوم بها الحكومة التركية إلى ليبيا، للقتال إلى جانب “حكومة الوفاق” في حربها مع “الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير خلفية حفتر، حيث وصلت دفعة جديدة خلال الـ 48 ساعة الفائتة، يبلغ تعدادها نحو 300 مقاتل من فصائل “السلطان مراد وفرقة الحمزة والسلطان سليمان شاه”.
وأ كد المرصد، أن أعداد المجندين الذين ذهبوا إلى الأراضي الليبية حتى الآن، ترتفع إلى نحو 17300 “مرتزق” من الجنسية السورية من بينهم 350 طفلا دون سن الـ18، وعاد من مرتزقة الفصائل الموالية لتركيا نحو 6000 إلى سورية، بعد انتهاء عقودهم وأخذ مستحقاتهم المالية، في حين تواصل تركيا جلب المزيد من عناصر الفصائل “المرتزقة” إلى معسكراتها وتدريبهم.
وبلغ تعداد الجهاديين الذين وصلوا إلى ليبيا، “10000” بينهم 2500 من حملة الجنسية التونسية.
تدريبات في تركيا
امتد الحشد العسكري التركي إلى تدريب قوات الوفاق في أنقرة، حيث يتم تدريب 363 عنصراً، من عناصر قوات حكومة الوفاق حالياً في تركيا، وفق البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الدفاع التركية.
وقالت وزارة الدفاع التركية إن هذا التدريب، يأتي (انطلاقا من اتفاق التدريب والتعاون العسكري والاستشارة، الموقع بين الحكومتين، التركية وحكومة الوفاق).
تغيير ديموغرافي
مخطط تركية في نقل المرتزقة إلى ليبيا لا يقتصر خطورته في النتائج العسكرية لكن له خطورة اجتماعية حيث أكد وزير الداخلية بالحكومة الليبية المؤقتة المستشار إبراهيم بوشناف أن حكومته باتت تتخوف من تغيير التركيبة الديموغرافية في ليبيا بسبب استقدام المرتزقة السوريين والأفارقة.
وشدد بو شناف في تصريحات صحفية له ، على استعداد كافة الأجهزة الأمنية بوزارته على التعامل مع أي تطورات عسكرية قد تحدث، وتحديداً بخط القتال المتوقع حول مدينة سرت وقاعدة الجفرة.
عقوبات أوروبية
أفادت وكالة فرانس برس نقلا عن مصادر أوروبية الخميس أنه يجري التخطيط لعقد قمة أوروبية استثنائية في 24 و25 أيلول/سبتمبر، يقوم خلالها قادة الاتحاد الأوروبي بتقييم علاقاتهم الصعبة مع تركيا.
و سيبحث القادة الأوروبيون في التوصل إلى قرار بشأن التعامل مع سياسة المواجهة التي يقودها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ويجري النظر في فرض عقوبات لإجبار أنقرة على احترام الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على بيع الأسلحة إلى ليبيا ووقف عمليات التنقيب غير القانونية التي تتم في المنطقة الاقتصادية البحرية لقبرص.
