كيف ترى الصحف الروسية تواجد موسكو في سوريا؟

تطرقت صحيفة “إيزفيستيا” إلى مصير الرقة؛ مشيرة إلى إمكان ضمها إلى منطقة الحكم الذاتي الكردية إذا ما وافق سكان المدينة على ذلك.

الرقة يمكن ضمها إلى منطقة الحكم الذاتي الكردية في حال موافقة سكان المدينة على ذلك، ولا سيما أن هذا التطور في الأوضاع يصب في مصلحة الولايات المتحدة، التي تنوي إنشاء دولة كردستان المستقلة

وصرح ممثل حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي السوري في موسكو عبد سلام علي بأن الكرد، بعد الانتهاء من تطهير المدينة من الإرهابيين، قد يضمونها إلى منطقتهم الذاتية الحكم، وإن بإمكان “قوات سوريا الديمقراطية”، التي يشكل الأكراد عمودها الفقري، تشكيل مجلس عسكري لإدارة المدينة بعد تطهيرها، وضمها إلى النظام الفدرالي الذي أعلنوه في شهر مارس/آذار المنصرم.

وأضاف أن هذه المسألة يقررها سكان المدينة، فإذا وافقوا على بقاء القوات الكردية في المدينة، فسوف تبقى القوات، وطبعا فإن الجزء الرئيس من هذه القوات سوف يسحب من المدينة في جميع الأحوال، أي سيبقى فيها ما يلزم لحفظ النظام، أما من الناحية الإدارية، فإن من الممكن تكليف مجلس عسكري للقيام بهذه المهمة، على غرار ما جرى في مدينة منبج بعد تحريرها.

من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، إن الولايات المتحدة تعتقد أن التشكيلات الكردية المسلحة المشاركة في عملية تحرير مدينة الرقة سوف تنسحب من المدينة بعد تحريرها وتطهيرها، ولكنه لم يحدد: هل ستنسحب القوات الكردية بكاملها أم سيبقى جزء منها في المدينة لإدارتها وللمحافظة على الأمن فيها؟

يذكر أن نائب مجلس الشعب السوري، جمال رابعة، كان قد صرح بأن دمشق تعدُّ عملية قوات سوريا الديمقراطية في الرقة طعنة في سيادة سوريا.

وأضاف أن أي عملية من دون موافقة القيادة السورية وليست ضمن إطار العمليات التي تقوم بها القوات الحكومية، هي عمليات غير شرعية. وهذا يشمل العمليات التي تقوم بها “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من الولايات المتحدة. وأن دمشق تنظر إلى هذه العملية كهجوم على السيادة الوطنية، لأنها واثقة من كونها من تخطيط وكالة الاستخبارات المركزية. كما أكد النائب السوري أن “سعي “قوات سوريا الديمقراطية” إلى السيطرة على المدينة هو خطوة أخرى في طريق فدرلة سوريا”.

من جانبه، قال مدير معهد المشكلات الإقليمية، دميتري جورافليوف، في تصريح أدلى به إلى “إيزفيستيا”، إن الكرد من دون شك سوف يضمون الرقة إلى منطقتهم الفدرالية.

وأضاف أن الأكراد إذا كان لديهم إمكانية لضم أي أراضٍ إلى منطقتهم من دون أن يتعرضوا إلى عزل سياسي فإنهم سوف يفعلون ذلك، خاصة أن مثل هذه الخطوة ستكون مدعومة من الولايات المتحدة التي تنوي إنشاء دولة كردستان المستقلة، وإن إنشاء الفدرالية في سوريا سيكون خطوة مهمة في هذا الطريق، ولكن كيف سيقتطع الأمريكيون جزءا من أراضي العراق وتركيا؟ – تلك مسألة أخرى.

يذكر أن “قوات سوريا الديمقراطية” أعلنت عن انطلاق عملية تحرير الرقة يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وأطلقت عليها اسم “غضب الفرات”. ويقود هذه العملية مجلس عسكري شكل خصيصا، وتقدم الطائرات الأمريكية الدعم الجوي للقوات المهاجمة.

قلق الإسرائيلي

وتطرقت “فزغلياد” إلى المخاوف الإسرائيلية بسبب تنامي الوجود العسكري الروسي في المنطقة، ووصفتها الصحيفة بالمبالغ فيها.

الصدام بين روسيا وإسرائيل غير واقعي الآن، ولكن الجيش الإسرائيلي “تساحال” قلق بسبب ظهور منظومات الدفاع الجوي الصاروخية الروسية “إس-400” وحاملة الطائرات “الأميرال كوزنيتسوف” في المنطقة.

وأدلى السفير الروسي في تل أبيب، يوم الثلاثاء الماضي، بتصريح لتهدئة المجتمع الإسرائيلي، وقال إن العسكريين الروس والإسرائيليين “أصدقاءٌ بعضهم مع بعض”.

وأضاف ألكسندر شيين، أن الأحداث في سوريا في هذا الصدد لم تغير شيئا.

وثمن السفير عاليا فعالية قناة التواصل المباشر بين وزارتي دفاع البلدين، التي تم إنشاؤها بقرار من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وجاءت تصريحات ألكسندر شيين وزيارة رئيس الوزراء الروسي مدفيديف إلى تل أبيب على خلفية تصاعد حدة النقاش الآن في وسائل الإعلام الإسرائيلية، حول التنامي المزعوم لخطر الصدام المباشر بين “تساحال” والعسكريين الروس بسبب سوريا.

وبدأ الجدل في المجتمع الإسرائيلي في نهاية الشهر الماضي، بعد أن نقلت القناة الإسرائيلية الثانية عن “مصادر في الجيش الاسرائيلي” خبرا مفاده أن “الصراع العسكري بين روسيا واسرائيل بات مسألة وقت”.

من جانبها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الاسرائيلية إيلينا بارداتش، يالوفا لصحيفة “فزغلياد” أن المعلومات التي أوردتها القناة الثانية، لا تمثل وجهة النظر الرسمية للوزارة، مشيرة إلى “وجود تنسيق كامل وعلاقة عمل ممتازة مع روسيا، كما هو الحال أيضا مع الولايات المتحدة بما يخص الوضع في سوريا”.

لكن، وعلى الرغم من تطمينات السفير الروسي ووزارة الدفاع الإسرائيلية، فإن الجدل الحاد حول “المخاوف”، بقي مستمرا في الأوساط السياسية غير الرسمية في إسرائيل.

السفير الإسرائيلي سابقا في موسكو، تسفي ماغن، أكد للصحيفة “وجود بعض القضايا المثيرة للجدل حول وجود القوات الروسية وحول الحجم الكبير للسلاح الروسي في سوريا، فمثلا “هناك مخاوف من أن يوجه هذا السلاح نحو الإسرائيليين، وتحديدا بطاريات صواريخ الدفاع الجوي “إس-300″ و”إس-400” الموجودة على الأراضي السورية، والتي يمكنها تغطية الأراضي الاسرائيلية”، لكن الدبلوماسي الاسرائيلي استبعد حصول صراع مسلح بين إسرائيل وروسيا. 

من جانب آخر، أشار خبير مركز التحليل السياسي أندريه تيخونوف إلى التناقض بين سياسة إسرائيل تجاه جيرانها والسياسة الروسية في سوريا، وقال إن “الدولة السورية التي نساندها في الوقت الراهن والتي يمثلها بشار الأسد هي في صراع دائم مع إسرائيل، ويكفي أن نتذكر الصراع من أجل هضبة الجولان”.

 واقعيا، وكما يعتقد الخبير تيخونوف، فإن حليفي روسيا الموثوق بهما هما بشار الأسد وإيران، و”نحن لا يمكن خيانة حلفائنا من أجل اسرائيل، حتى لو أن ذلك لا يعجب بعضًا”، كما ذكر الخبير.  

كما أوضح تيخونوف أيضا، أن روسيا منذ تفكك الاتحاد السوفياتي لم تسمع من إسرائيل سوى وعود وضمانات للتعاون، و”لكننا لم نر منها أي خطوات ملموسة، لذلك لا ينبغي النظر إليها “كحليف لروسيا”.

وأشار إلى أن “مصلحة إسرائيل، وكما في السابق تتطابق مع مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، وفي هذه الحالة ليس من المفهوم من منهما يؤثر أكثر في الآخر! وحتى في القضايا الاخرى، ولا سيما القضية الفلسطينية من الممكن أن يكون بينهما اختلافات ضئيلة، بينما فيما يخص سوريا فهناك انسجام كامل”.

ويرى تيخونوف أن وسائل الإعلام الإسرائيلية تبالغ في التهديدات الناجمة عن وجود القوة الجو-فضائية في سوريا، وقال إن “هدفنا الرئيس هو الإرهاب”، وأعرب عن اعتقاده بأن رئيس الوزراء مدفيديف خلال زيارته، سيجد الكلمات المناسبة لتهدئة “الصقور” الإسرائيلية.

جدير بالذكر أن القناة الثانية الإسرائيلية أعربت في أحد برامجها عن القلق بسبب تنامي الوجود العسكري الروسي، ورأت أن كل هذا يضاعف من احتمال الصدام بين القوات الروسية والإسرائيلية في الجو أو في البحر.

هذا، وكانت وزارة الدفاع الروسية قد حذرت سابقا من أنه سيتم استهداف أي طائرة يشتبه في أنها تشكل تهديدا للقوات الروسية أو السورية. 

واشنطن تُوازن بين تركيا والكرد

تناولت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” عملية الهجوم على مدينة الرقة؛ مشيرة إلى أن واشنطن تُوازن في خطواتها بين تركيا والكرد.

وصرح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، بألَّا خطط للولايات المتحدة للتنسيق مع روسيا وقوات الحكومة السورية في عملية الهجوم على الرقة، وأن القوى الرئيسة المهاجمة هي “قوات سوريا الديمقراطية” والمعارضة السورية المسلحة والتحالف الدولي الذي يدعمها جوا.

بيد أن تونر اعترف بأن التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الرقة “محق”، لكنه أضاف “كان بإمكان تنفيذ الاتفاق الذي وُقع في 9 سبتمبر/أيلول، أن يجعلنا نتعاون مع روسيا في سوريا. ولكننا لم نتوصل إلى أي شيء، لعدم وجود أي تنسيق بهذا الشأن. كما أنه ليس لدينا خطة للتنسيق مع روسيا وقوات النظام”، حسب تعبيره.

وبحسب قوله، تُجري الولايات المتحدة مفاوضات مع تركيا لتجنب وقوع نزاعات في الرقة، ويذكِّر بأن أنقرة غير راضية عن مراهنة واشنطن على “قوات سوريا الديمقراطية” التي تتألف في غالبيتها من الأكراد في عملية تحرير الرقة، فقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “ألَّا أحد يصدق في العالم هذا الموقف الساذج، بإمكان القضاء على منظمة “داعش” الإرهابية، بواسطة منظمة ارهابية أخرى”، (بحسب قناة “الجزيرة”)، أما نائب رئيس الحكومة التركية نعمان قورتولموش، فقد أعلن أن تحرير المدينة العربية يجب أن يتم على يد قوات عربية.

ومع ذلك، فقد تم التوصل إلى اتفاق بشأن بعض القضايا بين رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد ونظيره التركي خلوصي أكار.

فقد صرح مصدر مقرب من المفاوضين لصحيفة “حريت ديلي” بأن الجانبين اتفقا على نقطتين: الأولى بشأن الهجوم على مدينة الباب السورية، الذي بدأته قوات “جيش سوريا الحر” التي تدعمها تركيا جوا.

يذكر أن هذا الهجوم توقف بعد أن أعلنت الحكومة السورية عن استعدادها لإسقاط الطائرات التركية، وبحسب المصدر، وافق دانفورد على توفير غطاء جوي أمريكي في الهجوم على مدينة الباب.

والنقطة الثانية، التي اتفق عليها الجانبان هي بشأن مدينة سنجار العراقية، التي كان “داعش” يسيطر عليها وحررتها القوات الكردية، فالسلطات التركية تعتقد أن “حزب العمال الكردستاني” الذي تعدُّه أنقرة إرهابيا، ينوي إنشاء قواعد في شمال العراق، ولذا حذر أكار دانفورد من أن تركيا ستكون مضطرة إلى التدخل في مسألة سنجار؛ لأن توازن القوى هناك يشكل “تهديدا للأمن القومي”، وقد اعترف الجنرال الأمريكي بأن “هذا من حق تركيا”.

وتفيد “رويترز” بأنه إضافة إلى “قوات سوريا الديمقراطية”، تشترك المعارضة السورية المسلحة في الهجوم على الرقة؛ حيث تمكنت القوات المهاجمة من الاستيلاء على مجموعة من القرى بدعم من طائرات التحالف. والهدف الرئيس لهذا الهجوم هو تطويق المدينة وعزلها تماما، لمنع المسلحين من مغادرتها، وتقول “بي بي سي”، استنادا إلى معطيات الاستخبارات الأمريكية، إن “داعش” كان في الرقة بالذات يخطط للعمليات الإرهابية في بلدان أخرى، لذلك تقرر تطويقها.

ويقول شهود عيان، إن مسلحي التنظيم يستخدمون سيارات مفخخة في المعركة، كما يفعلون في الموصل، وصرحت مصادر مطلعة لوكالة “فارس” الإيرانية بأن المعلومات عن انطلاق هجوم “قوات سوريا الديمقراطية” على الرقة أجبرت قادة التنظيم على إعلان حالة الطوارئ والنفير العام فيها. وقال المصدر إنه “مع بدء هجوم قوات سوريا الديمقراطية على الرقة، بدأ الإرهابيون بحفر خنادق حول المدينة وملئها بالنفط الخام. وينوي التنظيم حرق هذا النفط عند اقتراب القوات المهاجمة من المدينة”؛ مضيفا بأن الدخان الأسود الكثيف يعوق عمل الطيران الحربي.

يقول كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق بوريس دولغوف، إن “الهدف من هذه العملية هو تحقيق أهداف الولايات المتحدة وتلك القوى التي تدعمها. وحاليا تهاجم “قوات سوريا الديمقراطية” المدينة، حيث هنا للولايات المتحدة أهدافها الخاصة، لذلك فهي ليست بحاجة إلى التنسيق مع روسيا، وعموما فإن هذا التنسيق لم يكن ضمن خطة محاربة الإرهاب”، لأن أهداف الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة مختلفة تماما، عن أهداف روسيا وشركائها في المنطقة.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]