مع بداية العام الجديد، خرجت المملكة المتحدة من السوق الأوروبية الموحدة، لتُكمل بذلك انفصالها التاريخي عن الاتحاد الأوروبي، بعد 47 عامًا من العيش المشترك.
واعتبارًا من مطلع يناير، تتوقف البلاد عن تطبيق قواعد الاتحاد الأوروبي، الذي خرجت منه رسميًا في 31 من يناير/كانون الثاني الماضي.
من جهته، وصف رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، خروج بلاده من السوق الأوروبية الموحدة، بأنه يشكل لحظة رائعة، مؤكدا أن بلاده ستكون مفتوحة وسخية منفتحة على الخارج.
مرحلة انتقالية صعبة
ويقول إيان بلاك، الأستاذ بجامعة لندن للاقتصاد، إن بريطانيا سوف تشهد مرحلة انتقالية صعبة، إذ أن حرية التنقل للسائحين والمهاجرين كانت جزءا لا يتجزأ من سياسة الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي سوف يتغير خلال الفترة المقبلة.
وأضاف بلاك في حديث لقناة الغد أن حزب المحافظين تعهد بإنجاز اتفاق بريكست، ووضع نظام هجرة “النقاط”، الذي يتيح لبريطانيا التحكم والسيطرة الكاملة على الوافدين إلى البلاد، الأمر الذي سوف يؤثر على دول الاتحاد الأوروبي، وقد تضيق حركة التنقل بين الطرفين.
وأشار الأستاذ بجامعة لندن للاقتصاد إلى أن السياح البريطانيين سيواجهون قيودًا أوروبية كذلك.
وأكد بلاك أن المواطنين الأوروبيين لن يتمكنوا من ممارسة عملهم بشكل سلس وتلقائي، وسوف يواجهون أزمات عدة، ذلك بسبب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن انتشار فيروس كورونا.
وأوضح أن مؤسسة الصحة البريطانية تواجه نقصًا حادًا في عدد العاملين بها، ولم تكون الخدمات الصحية متاحة إلى المواطنين الأوروبيين المقيمين في بريطانيا، وسوف يتم تطبيق نظام الحد الأدنى من الأجور، مما يجعلها أكثر قدرة على المنافسة العالمية.
ومع تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا، بالتزامن مع انتشار السلالة المتحورة من الفيروس نفسه، أعرب جونسون عن أمله في انفراج أزمة كورونا، خصوصا بعدما بدأت حملة التطعيم التي تشمل اللقاح الذي طورته جامعة أكسفورد في بريطانيا بالتعاون مع مجموعة “أسترازينكا”.
التنقل والسفر
ومن جانبه، قال ناصر زهير، الباحث في مركز جنيف للدراسات، إن عمليات التنقل والسفر للمواطنين البريطانيين ستكون صعبة في الأشهر الأولى من تنفيذ اتفاق بريكست.
وأضاف زهير، أن الجانبين سيواجهون أزمة إقامة المواطنين البريطانيين أو الأوروبيين، خاصة الذين يقيمون من أجل الدراسة أو العمل.
وأوضح الباحث في مركز جنيف للدراسات، أن بريطانيا كانت مركزا ماليا مهما بالنسبة للاتحاد الأوروبي، لكنه أكد أن الاتحاد الأوروبي سوف يدعم الفئات المتضررة من اتفاق بريكست.
