يستمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في دعم الميليشيات المتطرفة في سوريا وليبيا والعراق، حتى تحول إلى تابع للسياسة القطرية، يتحصل على الأموال لخدمة المساعي ودعم الجماعات الإخوانية والتنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط.
الرئيس التركي أصبح يحرك جيشه مثلما تتحرك الميليشيات، حيث كشفت تقارير صحفية عن حصول تركيا على أموال تقدر بالمليارات من قطر، وحكومة فايز السراج، ويؤكد مراقبون أن تلك الأموال كانت مقابل تدخله السافر في ليبيا، ودعم المرتزقة على حساب الجيش الليبي.
قفزة تطرح تساؤلات
وبعد نحو 86 مليار دولار قفز احتياطي تركيا من العملات الأجنبية بشكل مفاجئ خلال أسابيع معدودة إلى 93 مليارا وفق ما أعلنه الرئيس التركي.
وذلك الأمر يفرض تساؤلا: من أين جاءت هذه القفزة في بلد يعاني تراجعا في قيمة عملته أمام الدولار وضخ مبالغ ضخمة من العملة الأمريكية في السوق التركية؟.
لم يكشف رجب طيب أردوغان عن مصدر هذه الزيادة لكن تقارير صحفية كشفت عن تحويل حكومة فايز السراج في طرابلس مليارات الدولارات بالتزامن مع تدخل أنقرة في ليبيا لصالح السراج والميليشيات المتحالفة معه.
وأشارت الصحفية الأمريكية ليندسي سينيل إلى أن حكومة السراج حولت مؤخرا 4 مليارات دولار إلى البنك المركزي التركي بالإضافة إلى 8 مليارات أخرى حولتها إلى أنقرة في وقت سابق.
سينيل التي سبق أن اعتقلها تنظيم داعش في سوريا عام 2016 قالت إن تركيا في المقابل جلبت آلاف المرتزقة من سوريا إلى ليبيا ووعدت بإعطاء كل منهم 2000 دولار شهريا، وهو مبلغ تصفه الصحفية الأمريكية بأنه زهيد مقارنة بالمليارات التي حصلت عليها أنقرة.
واتهمت تركيا بإبادة الأكراد في شمال شرق سوريا وفي العراق بدعم خلايا تنظيم داعش.
قطر تحرك تركيا
ومع تسرع المعارك في ليبيا حولت قطر للبنك المركزي التركي 10 مليارات دولار مايو الماضي تحت مسمى اتفاق مبادلة العملة، وهو ما فسره متابعون للشأن الليبي بأنه تسديد جزء من فاتورة التدخل التركي الذي تموله قطر بمساعدة تمويل الإخوان في السيطرة على كامل الأراضي الليبية.
وتمثل هذه المليارات طوق نجاة لاقتصاد أردوغان الذي ترنح بفعل مشكلات عدة في السنوات الأخيرة وهو ما دفعه كما يرى مراقبون للبحث عن موارد جديدة سواء بمنازعة دول البحر المتوسط في التنقيب عن الغاز الطبيعي أو بوضع قدم له على النفط الليبي وهي غاية لا تزال بعيدة المنال.
تركيا تواجه أزمات
من حانبه قال المحلل السياسي جواد جوك، إن تركيا ستعاني بشكل كبير خلال الـ 25 عاما المقبلة، وذلك بسبب الديون التي تعاني منها البلاد.
وأشار إلى أن الفساد المالي لم يبق شيئا لتبيعه الحكومة التركية، كما أن الخزانة صارت خاوية، والركود الاقتصاد أصبح واضحا جدا.
وتابع: “الأموال التي جاءت من حكومة السراج أو قطر مؤقتة، لأن مصاريف الحكومة التركية كبيرة جدا، وهي تقحم نفسها في عدة جبهات سوريا وشمالي العراق، كما أن الجيش التركي تدخل في ليبيا، وتلك الأموال لا تكفي كل ذلك”.
وأضاف أن الأموال القطرية التي جاءت إلى تركيا كانت بالدولار، متسائلا: لماذا تعلن بالدولارات، في ظل ضعف قوة تحويل الريال القطري للدولار .
وأوضح أنه في حدود 9 أشهر يجب أن ندفع 360 مليار دولار ديون تركيا، والكل يعلم أن هناك مساعدات قطرية لكنها لا تكفي مصاريف الحكومة التركية.
وأشار إلى أن التدخل في الشؤون العربية من جانب تركيا يأتي مقابل مال وأيديولوجيات حزبية.
وأضاف: “بدلا من تحسين العلاقات مع دولة مصر الكبرى، يتحدثون الآن حول احتمالية المواجهة مع الجيش المصري في ليبيا، الكل يستغرب لماذا دخلنا مع بلد عربي بهذا الشكل؟ ورغم أن ليبيا جار لمصر، الحكومة التركية تتدخل بشكل غريب.
وأشار إلى وجود استغراب من كيفية تحول تركيا إلى تابعة للسياسة القطرية في الشرق الأوسط.
