حمل الخطاب الأخير للرئيس الأمريكي جو بايدن تناقضًا فيما يخص دولتي روسيا وإيران، فيما أثار تجاهل القضية الفلسطينية خيبة أمل كبيرة بحسب كوكبة من المحللين والكتاب السياسيين الذين استضافتهم شاشة الغد تعقيبا على تفاصيل أول كلمة رسمية بشأن رسم ملامح السياسة الخارجية للولايات المتحدة في ظل الإدارة الجديدة..
تناقض واضح
البداية من موسكو، حيث رأت المستشارة بمعهد الدراسات الدولية في روسيا إلينا سوبونينا، أن الخطاب يعكس تناقضا واضحا تجاه روسيا، لافتة إلى أن بايدن ذكر روسيا عدة مرات ولكن في إطار مزعج للغاية، متحدثا عن إمكانية مواجهتها سياسية وهذا مؤشر مقلق جدًا.
وأعربت سوبونينا عن تخوفها من أن يرتكب بايدن أخطاء جديدة خاصة في العلاقات الأمريكية الروسية، مؤكدة أن سياسة الرئيس الأمريكي ستكون متناقضة تجاه روسيا، وفق ما جاء في خطابه.
وأوضحت أن بايدن ذكر من ناحية معاهدة ستارت واستعداد واشنطن لمواصلة المحادثات حول رؤوس نووية وحاملات الصواريخ وإلى آخره، ومن زاوية أخرى ينتقد موسكو، ويبدي الاستعداد لإقحام نفسه في الشؤون الداخلية، وهذا غير مقبول.
من جانبه يرى ماثيو بروديسكي كبير الباحثين بمعهد دراسات للأمن في واشطنن، أن بايدن التزم بكثير من الأشياء التي قالها أثناء ترشحه، وفي الوقت نفسه ذكر أن الأخير ليس من حزبه وهو غير متفاجئ قائلا إن من اختارهم في إدارته أسوأ مما يتوقعه، وأن الكثير منهم من فريق باراك أوباما.
وفي الوقت الذي قال فيه بروديسكي إن هناك حدة كبيرة ظهرت في تصريحات بايدن عن روسيا، يرى أنه المنهاج النفسه الذي كان يسلكه أوباما، لافتا إلى أنه يظهر لا يتعامل بقوة، لكنه يتحدث بقسوة، وقال: “علينا أن ننتظر لنرى ماذا سوف يحدث”.
بداية غير مبشرة
من جانبه قال خبير الشؤون الأمريكية، إيميل أمين، إنه يشعر بالإحباط إزاء حديث بايدن، خاصة أنه يعيد إعادة لما صرح به قبل بضعة أيام، مؤكدا أن حديثه كان كله عبارة عن شعارات يمكن كتابتها، وكنا نتطلع إلى مواقفه من إيران ومشروعها النووي والصاروخي.
وأضاف أمين أن خطاب بايدن يعد بداية غير مبشرة بشكل واضح وفاضح لهذه الإدارة الجديدة، مشيرا إلى أنه صمت في ما كان يجب أن يتكلم فيه.
القضية الفلسطينية
ومن رام الله يرى الكاتب والمحلل السياسي هشام عبد الله أن إدارة بايدن تريد أن تنأى بنفسها عن أزمة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكدا أن خطابه جاء مخيبا للآمال، لا سيما بالنسبة لمنظمة التحرير التي تمثل الفلسطينية كونه خالف توقعاتها وتصريحاتها السابقة بعودة الاتصال بالإدارة الأمريكية الجديدة.
وتابع عبد الله في مداخلته مع الغد أن رغم وجود مؤشرات رافقت فوز بايدن كعودة التنسيق الأمني مع إسرائيل بناء على توصلات مع أطراف في المنطقة واستئناف دعم الفلسطينيين لترميم بعض الخراب الذي سببته إدارة ترامب، فإن تجاهل ذكر القضية الفلسطينية في الخطاب الأول بشأن السياسة الخارجية لواشنطن والذي كان يرقبه العالم أجمع ينم عن اعتبار بايدين القضية ليس مسألة دولية.
وذكر أن بايدن سيعتبر القضية الفلسطينية مسألة داخلية، ولن تريد إدارته إمكانية الدخول في وهم جديد لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
الدبلوماسية هي الحل
فيما رأى الكاتب والمحلل السياسي توماس جيرجيسان أن الولايات المتحدة تعود للعالم، وأن الطريق لهذه العودة هي الدبلوماسية، وان بايدن سيتعامل مع الحلفاء ويستعيد ما كان مفقودا في الفترة الماضية، معددا ما جاء في خطاب بايدن حول الدفاع عن الحريات ومساهدة اللاجئين وإعادة النظر في تواجدها العسكري والعودة إلى المنظمات الدولية.
كما رأي المتحدث الرسمي السابق للبنتاجون جيف جوردن أن بايدن سيحذو حذو أوباما وسيعيد أمريكا للاتفاق النووي مع إيران.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس عودة الدبلوماسية الأمريكية بعد أربع سنوات من تراجع التزامات الولايات المتحدة الدولية في عهد دونالد ترامب.
