كيف يؤثر كورونا على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؟
كتب – أحمد إبراهيم
رصدت دوائر سياسية فلسطينية تداعيات الأزمة السياسية الحاصلة خلال الآونة الأخيرة مع تزايد التفاعلات الجيوسياسية الناجمة عن تداعيات أزمة كورونا، وهي التفاعلات التي باتت واضحة عقب قرار الحكومة اللبنانية بعدم السماح لأبناء المخيمات الفلسطينية بالعودة من جديد إلى لبنان، ثم تراجعت عنه الحكومة بعد ذلك.
اللافت أن صحيفة إندبندنت أشارت في تقرير لها إلى أن الحكومة اللبنانية لم تتراجع فقط عن هذا القرار بل تم السماح أمس الخميس بعودة اللاجئين من إحدى دول الخليج الكبرى التي قامت بتسيير رحلات جوية لنقل اللبنانيين من أراضيها إلى بيروت.
وسافر اللاجئون الفلسطينيون بحرية دون مضايقة من أحد بعد أن منعوا خلال الفترة الماضية.
وتشير صحيفة تايمز البريطانية إلى استمرار التفاعل بشأن هذا القرار رغم التراجع عنه وإلغاء الحكومة اللبنانية له، غير أن مصادر فلسطينية أشارت إلى تواصل الغضب بين مختلف الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس وقياداتها في لبنان بسبب هذا القرار.
وقال مصدر في الجبهة الشعبية للصحيفة، إن انتهازية حركة حماس وسعيها إلى حصد اي مكاسب سياسية على الساحة العربي أو اللبنانية مع تدهور شعبيتها في الآونة الأخيرة دفعها لاستغلال تداعيات هذا القرار وحصد أي مكاسب.
ورغم تراجع الحكومة اللبنانية عن هذا القرار إلا أن حماس تصر على إذكاء الفتنة المتعلقة به.
وأشار المصدر للصحيفة إلى أن هذا القرار الذي تم التراجع عنه بعد ذلك، أصاب عدد من القيادات التابعة لحركة حماس بالغضب ، خاصة أنها اعتبرت أنه يمثل استمرار لسياسات التمييز ضد اللاجئين الفلسطينيين ممن يعيشون في ربوع الدولة اللبنانية، وتميزهم عن بقية أبناء الشعب.
ورغم تراجع الحكومة اللبنانية عن هذا القرار عقب سلسلة اللقاءات التي عقدها اللواء عباس إبراهيم المدير العام للأمن اللبناني مع عدد من كبار المسؤولين في حماس، إلا أن بعض من القيادات الفلسطينية تترقب تنفيذه على أرض الواقع فعليا وعودة اللاجئين إلى لبنان من جديد.
بدورها تطرقت صحيفة إيفننج ستاندرز الشعبية الإنجليزية إلى هذه القضية ،قائلة، إنه لمن المنتظر عودة عدد من الرحلات إلى بيروت خلال الساعات المقبلة ، وهي الرحلات التي حجز فيها الكثير من اللاجئين الفلسطينيين بالعودة، وبالتالي سيتم بموجب ما سيتم في هذه الرحلات معرفة هل الحكومة اللبنانية جدية بشأن السماح للاجئين الفلسطينيين وعودتهم إلى لبنان أم لا، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية.
من جانبها أشارت صحيفة الأوبزرفر في تقرير لها إلى أن ما أثار غضب القيادات التابعة لحركة حماس بالتحدي إنها رأت إن هذا القرار السابق، المتعلق بعدم عودة اللاجئين من جديد ورغم التراجع عنه، يشبه القرارات الأخرى التي أصدرتها لبنان.
وأوضحت، أنه ينتقص من قدر اللاجئين وتميز في التعامل بينهم وبين بقية أبناء الشعب اللبناني، مثل قرار وزير العمل الذي يحظر عمل أبناء المخيمات وإصدار تصاريح العمل لهم، فضلا عن وضع قواعد وقيود قانونية على التعاملات البنكية والمالية معهم.
يذكر أن اللواء عباس إبراهيم اجتمع مؤخرا مع عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، وهو اللقاء الذي تم بموجبة التراجع عن قرار حظر عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى لبنان والسماح هم بعد ذلك بالعودة إلى بيروت ضمن برنامج الرحلات الطارئة لإعادة اللبنانيين العالقين في الخارج بسبب أزمة كورونا.
بدورها اهتمت نيويورك تايمز بهذه القضية، مشيرة إلى وجود دعوات للتظاهر في الشوارع في مخيمات اللاجئين في لبنان عقب إصدار هذا القرار بعدم عودة اللاجئين وقبل صدور قرار بالتراجع عنه، وهي الدعوات التي قدتها بعض من القيادات في حركة حماس.
وبحسب مصادر في الحركة تحدثت إلى الصحيفة فإن المظاهرات ستعم بعض من المناطق اللبنانية إذا لم يتم السماح فعليا بعودة اللاجئين إلى لبنان من الدول المتواجدين بها.
وتشير الصحيفة إلى أن ذلك بلور حالة من التخوف خاصة وأن التهديدات وصلت إلى أن سكان المخيمات سيخرجون إلى الشوارع، وهو ما يعني إمكانية أن يواجهوا قوات الأمن اللبناني، وهو ما سيزيد من توتر الأوضاع في لبنان الذي يعيش في أزمات متواصلة منذ فترة ، وهي الأزمات التي لا تنتهي.
