كيف يتأثر الشرق الأوسط من تداعيات الحرب الأوكرانية؟
بالطبع للحرب تداعيات على العالم خاصة على منطقة الخليج، حيث وتسببت الحرب الروسية الأوكرانية في ارتفاع أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل، للمرة الأولى منذ عام 2014، بعد بدء العملية العسكرية، وبالنسبة للدول المصدرة للنفط في المنطقة، ستوفر الأسعار المرتفعة تخفيفاً مرحباً بالميزانية على المدى القصير.
وأصدر مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية الدولية بواشنطن، تقرير يقول فيه إن آثار العملية الروسية في أوكرانيا ستنتشر في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
كما ذكر التقرير أن الحرب ستكشف عن تحالفات “جيو استراتيجية جديدة”، وتفاقم انعدام الأمن الغذائي، وتهدد بإشعال مواجهات عسكرية جديدة، وذلك في حال استمرت المواجهة بين روسيا ومعظم أنحاء العالم لفترة طويلة.
وعرض التقرير جوانب من تأثير الأزمة الأوكرانية الروسية على خطوط الإمداد والسلع الغذائية العالمية، والتي تسيطر على رُبع الصادرات العالمية؛ حيث ارتفعت أسعار السلع العالمية إلى أرقام كبيرة تصل في زيادتها إلى 80%، على الرغم من ارتفاعها أساساً منذ بدء الجائحة، وتفشي وباء كورونا.
ويذكر أن روسيا شنت هجوما واسع النطاق على أوكرانيا في الـ 24 من فبراير الماضي، بسبب نية أوكرانيا الانضمام لحلف شمال الأطلسي وهو ما ترفضه روسيا بشدة.
استعدادات الخليج
بداية، قال الدكتور محمد الصبان، المستشار الاقتصادي وخبير النفط الدولي، إن دول الخليج العربي استعدت لمواجهة اي آثار أو تداعيات للحرب الروسية الأوكرانية.
وأضاف الصبان خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن وزير الزراعة السعودي أكد أن الممكلة لديها احتياطي كافي، وفي حالة أي نقص في الإمدادات الغذائية فكل دول العالم ستعاني وليس السعودية فقط.
وأوضح الصبان أن اقتصادات الدول الخليجية ستنتعش بالتأكيد بسبب ارتفاع أسعار النفط جراء الحرب في أوكرانيا.
سوق الغاز والنفط
من جانبها، قالت كارولين روز، كبيرة الباحثين في مركز للدراسات، إن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت ضمانات على أمن السوق العالمي، موضحة أن العقوبات التي فرضت هدفها تغيير ممارسات روسيا وبيلاروسيا.
كما أكدت أن الولايات المتحدة والحلفاء سينتظرون التغيير المطلوب في سلوك روسيا، لافتة إلى أنه في حالة عدم حدوث ذلك، فإن العالم سيفرض عقوبات أكبر على موسكو.
وتابعت:” من المهم جدا الآن التنسيق بين دول الشرق الأوسط والولايات المتحدة الأمريكية في مسار التعامل مع سوق الغاز والنفط”.
الشرق الأوسط
وفي السياق ذاته، قال ستانيسلاف ميتراكوفيتش، الباحث في العلاقات الدولية، إن الشرق الأوسط لم يعتمد أي عقوبات اقتصادية على روسيا حتى الآن، كما لم يقدم السلاح للجيش الأوكراني.
وأضاف ميتراكوفيتش أن العقوبات الغربية ستضر بالاقتصاد الروسي لكن سنتعايش مع هذه الظروف، موضحا أن الشرق الأوسط يجب عليه أيضا أن يتعايش مع هذه المستجدات.
كما أشار ميتراكوفيتش إلى أن دول الشرق الأوسط تدرس الواقع الجديد في أوكرانيا وفي كل دول العالم، لا سيما وأنه ليس من السهل الاستثمار أكثر مع الغرب أو مع أمريكا.
وتابع:” هناك مشكلة كبيرة في شراء الغذاء من روسيا بسب العقوبات الأمريكية لكن هناك طرق للتحايل على هذه العقوبات، وسيقوم التجار الروس ببيع المنتجات وستستمر التجارة”.
وأعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي الخميس أنّ مليون لاجئ أوكراني فرّوا من بلدهم منذ بدأت القوات الروسية غزوه قبل أسبوع.
وكتب جراندي في تغريدة “في غضون 7 أيام فقط شهدنا تدفق مليون لاجئ من أوكرانيا على الدول المجاورة لها”.
وأضاف أنّه “بالنسبة لملايين آخرين داخل أوكرانيا، حان الوقت لأن تسكت المدافع حتى تتمكّن المساعدات الإنسانية من أن تصل وتنقذ أرواحاً”.
وقال جراندي إنّه يعتزم التوجّه في الأيام القليلة المقبلة إلى رومانيا ومولدافيا وبولندا، الدول الثلاث التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين الأوكرانيين.
وأضاف جراندي أنه خلال 40 عامًا من الخبرة في التعامل مع أوضاع كهذه “نادرًا ما شهد مثل هذا النزوح الجماعي السريع”.
وأكثر من نصف الذين فروا من أوكرانيا مروا عبر أوكرانيا غربًا باتجاه بولندا، وفقًا لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
