ترفع الدول العربية حالة الاستعداد الأمني كل عام مع حلول ذكرى مقتل الحسين بن على، حفيد النبى محمد، يومى التاسع والعاشر من محرم، والمعروفة أيضا بذكرى عاشوراء التى استشهد فيها الحسين فى معركته مع يزيد بن معاوية، خليفة المسلمين آنذاك، قرب مدينة كربلاء بالعراق.
وتتركز احتفالات الشيعة من كل عام في مناطق بالبحرين والعراق وإيران ولبنان، ويخرجون بمئات الآلاف في ذلك اليوم ليمارسوا بعضا من طقوسهم الدينية.
العراق
في كل عام تخرج مواكب من مئات الرجال يرتدون ملابس بيضاء يمارسون شعائر تسمى بـ”التطبير”، عن طريق حز رؤوسهم بالسيوف والحراب قبل الضرب عليها لتبدأ الدماء تسيل منها وذلك على مقربة من مرقد الحسين وأخيه العباس في شوارع المدينة القديمة في كربلاء.
ظلت إحياء ذكرى عاشوراء لدى الشيعة في العراق محظورة طيلة 30 عامًا خلال حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ليبدأ الشيعة أول مرة احتفالاتهم بتلك المناسبة مع عام 2004 بعد الغزو الأمريكي للعراق وسقوط نظام صدام حسين.
ولا يقتصر الاحتفال بذكرى عاشوراء على العراقيين فقط حيث ينضم إليهم بعض المواطنين الإيرانيين وصل عددهم هذا العام إلى 15 ألفا للمشاركة في إحياء عاشوراء الحسين.
وتتحول بعض المدن العراقية ذات الكثافة الشيعية في ذلك اليوم إلى مجالس عزاء، وتتشح المباني بالألوان السوداء فضلا عن رفع الأعلام الملونة فوق الأبنية الحكومية والوزارات.
ولا تقتصر منازل العزاء على منازل المواطنين العراقيين فقط، بل أيضا في المجالس الخاصة بكبار المسؤولين في الدولة والوزراء ونواب البرلما.
لبنان
يرتدي الشيعة فى جنوب لبنان احتفالا بعاشوراء الحسين الملابس السوداء ومن فوقها أوشحة خضراء ، أما الأطفال فيختصون بوضع العصب ذات اللون الأحمر فوق رؤوسهم ويكتب عليها “أبا عبد الله”، بينما تكتب على العصب التي تضعها النساء “يا زينب”.
السعودية
تتمركز طائفة الشيعة في المملكة العربية السعودية بالمنطقة الشرقية، حيث يخرج الآلاف من الطائفة لإحياء الذكرى في مسيرات تجوب شوارع القطيف مرتدين اللباس الأسود.
ويحتفل الشيعة فى السعودية بهذا اليوم منذ عام 2006، إذ تعهد خادم الحرمين الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز السماح لهم بممارسة شعائرهم الدينية بحرية أكبر.
وتأتي احتفالات الشيعة في السعودية هذا العام بعد أكثر من استهداف تعرضت لها الحسينيات، وتحذير من قبل المفتي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل شيخ من ضرب الصدور وسفك الدماء والصراخ، مؤكدا أن هذه التصرفات لم تأتي في كتاب أو سنة.
البحرين
تحدد الحكومة البحرينية لطائفة الشيعة لديها بعض المناطق المحددة لممارسة شعائرهم الدينية لضمان تحقيق السيطرة الأمنية.
إلا أن بعض أفراد الطائفة لجأوا هذا العام إلى مخالفة تلك القواعد من خلال محاولة الاحتفال في أماكن مخالفة ما دفع الحكومة لإزالة اللافتات الخاصة بيوم عاشوراء.
ويقول رئيس الأمن العام البحريني اللواء طارق الحسن إن قوات الأمن تحاول حماية مراسم الاحتفالات بعاشوراء لدى الشيعة وفي الوقت نفسه ضمان تعليق اللافتات في المناطق المحددة.
ومن جانبهم، انتقد رجال دين شيعة الإجراء، وقالوا في بيان نشر أمس، إن ما حدث في بعض المناطق من إزالة الأعلام يعد تعديا على مراسم العزاء ومساسا بحرية ممارسة الشعائر الدينية المكفولة دستوريا والتي تُمارس في هذا البلد منذ مئات السنين.
سوريا
وفي العاصمة السورية دمشق، يرفع الشيعة راية “لبيك يا حسين” السوداء فوق مرقد السيدة رقية بالقرب من مسجد بني أمية الكبير وسط العاصمة.
المختلف في هذا العام أن الطابع السياسي كان له أثر على مظاهر الاحتفالات إذ بث وقائع احتفالات الشيعة وسائل إعلام روسية حيث أظهرت، “تزيين” مرقد ابنة الحسين المتاخم للمسجد الأموي بصور بعض قادة ورموز الحرس الثوري الإيراني الميدانيين، ممن لقوا مصرعهم أثناء أداء مهامهم القتالية والعسكرية على الأراضي السورية.
وتشهد أحياء دمشق القديمة خلال فترة المناسبات الشيعية، على وجه الخصوص، تشديدا في الإجراءات الأمنية من قبل أجهزة المخابرات وعناصر اللجان الشعبية والدفاع الوطني.
مصر
على الرغم من قلة عدد الطائفة الشيعية في مصر، فإنهم قرروا هذا العام أن يطلقوا احتفالاتهم، حيث انتشرت دعوات لهم لإقامة فعالية بالقرب من ضريح الإمام الحسين في القاهرة تبدأ اليوم وتستمر حتى الغد.
لكن هذه الدعوة قوبلت بالرفض من قبل السلطات في مصر إذ قررت مديرية الأوقاف في القاهرة إغلاق ضريح الإمام الحسين حتى السبت.
وجاء في بيان نشرته الوزارة في موقعها الالكتروني أن هذا القرار جاء “منعًا للأباطيل الشيعية التي تحدث يوم عاشوراء وما يمكن أن يحدث من طقوس شيعية لا أصل لها في الإسلام، وما يمكن أن ينتج عن ذلك من مشكلات” على حد قول بيان الوزارة.
وأضاف البيان أن الوزارة “ستتخذ كافة الإجراءات القانونية تجاه أي تجاوز يحدث في هذا الشأن”.