كيف يحدد الأمريكان «ساعة الصفر» للحرب الأوكرانية؟
من وقت لآخر تتحدث تقارير إعلامية أمريكية عن غزو روسي وشيك لأوكرانيا، وهي اللغة التي يتفوه بها أغلب المسؤولين في الولايات المتحدة، استنادا على تقارير دائما ما تنفيها روسيا، فما هي حقيقة هذه التقارير؟
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قال خلال اجتماع جرى عبر الإنترنت، ضم ممثلي الاتحاد الأوروبي، إن روسيا قد تغزو أوكرانيا في 16 فبراير، وهو الأمر الذي لم يحدث.
كما ذكرت صحف بريطانية كبيرة، الثلاثاء الماضي، أن “الهجوم” الروسي على أوكرانيا سيقع في الساعة 03:00 صباحا يوم الأربعاء الماضي، وهو ما لم يحدث أيضا.
وفي نبرة ساخرة على هذه التقارير، طلبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، من وسائل الإعلام الغربية، أن تحدد موعدا جديدا “للغزو الروسي” لأوكرانيا بالنسبة للعام المقبل.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن روسيا تحاول اصطناع مبرر لشن هجوم عسكري على أوكرانيا، مضيفا أن موسكو قد تفبرك تفجيرا إرهابيا على أراضيها، وتوجه أصابع الاتهام إلى كييف.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن الوزير بلينكن سيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأسبوع المقبل، بشرط ألا تغزو روسيا أوكرانيا.
وجددت موسكو نفيها أي سعي لغزو أوكرانيا، وطردت نائب رئيس البعثة الأمريكية بموسكو بارت جورمان.
حقيقة التقارير الأمريكية
وفي السياق ذاته، قالت نادين ساندرز، الصحفية المختصة بالشؤون الأمريكية والشرق أوسطية، إن التصريحات التي تخرج من الولايات المتحدة الأمريكية تشير إلى غزو روسي وشيك جدا لأوكرانيا، وهو الأمر الذي تحلله وسائل الإعلام.
وأضافت ساندرز، خلال مشاركتها في برنامج “وراء الحدث”، أن التقارير الأمريكية وصور الأقمار الاصطناعية تعتمد على مصادر متنوعة، متعجبة من كل هذا الحشد الروسي الضخم على الحدود الأوكرانية.
كما أوضحت ساندرز، أن هناك وجهات نظر حقيقية في هذه القضية، وضربت مثالا باجتياح روسيا لـ”شبه جزيرة القرم”.
حق المصير والاستقلال
من جانبه، قال رولاند بيجاموف، الباحث في العلاقات الدولية، إن روسيا لم تجتاح شبه جزيرة القرم، كما ذكرت الضيفة أعلاه، ولكن الشعب هو من قرر حق المصير، وأعلن استقلاله، مؤكدا أن الجيش الروسي لم يطلق رصاصة واحدة.
وأضاف بيجاموف، أن 80% من قوام الجيش الأوكراني يخدمون اليوم في الجيش الروسي، ولا يوجد أي علاقة بين شبه جزيرة القرم والأحداث الجارية في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، كما لا توجد أي نية روسية لغزو أوكرانيا.
وأكد بيجاموف، أن روسيا تصر على ضرورة تنفيذ “اتفاقية مينسك”، وهو الأمر الذي لا تريده أوكرانيا، رغم أنها وقعت على الاتفاقية، بعدما نفذت هجوما مرتين على الإقليم ومنعت اللغة الروسية.
البحث عن حلول
وتواصل القوى العالمية الكبرى، والأمم المتحدة، ورؤساء ووزراء وسفراء الدول الغربية الجولات المكوكية للبحث عن حلول للأزمة الروسية الأوكرانية، في وقت ترفض فيه كل الأطراف تقديم أي تنازلات.
وحشدت روسيا أكثر من 150 ألف جندي على حدودها مع أوكرانيا، حتى باتت على مقربة من الدخول في مواجهة مع الجيش الأوكراني والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي اللذين يقفان بجانب أوكرانيا، التي ترغب في الانضمام لـ(الناتو)، بينما ترفض موسكو لحفظ أمنها القومي.
وترى روسيا، أن أي تمدد لقوات حلف (الناتو) شرقا في أوكرانيا، التي لها حدود مباشرة مع موسكو، تهديدا مباشرا لها ولأمنها القومي، بينما يصر الأطلسي والولايات المتحدة على دعم كييف.
مطالبة أممية
ودعت الأمم المتحدة، أمس الخميس، جميع الأطراف المعنية بأزمة أوكرانيا إلى الامتناع عن الإجراءات الأحادية المخالفة لروح اتفاقيات مينسك.
وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، خلال جلسة لمجلس الأمن حول الوضع في أوكرانيا، إن “الأمم المتحدة تدعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن الإجراءات الأحادية، التي تخالف روح اتفاقيات مينسك أو تقوض تنفيذها.
