أفاد مراسلنا من كييف بأن العمليات العسكرية الروسية تتسع، بعد إجراء مناورات بين روسيا وروسيا البيضاء في شمال أوكرانيا، مع وجود أكثر من 100 ألف جندي على الأراضي الروسية قرب الحدود الشرقية لأوكرانيا.
وأضاف أن روسيا تسير في اتجاهين، الأول دبلوماسي يعتمد على إجراء مفاوضات، والآخر يتبنى السيناريو للأسوأ على المستوى العسكري.
ولفت إلى أن الرأي العام في أوكرانيا، يرى أن الحرب باتت وشيكة بسبب التحركات الروسية، وأن موسكو تملك أوراقا قوية بشأن الحرب إذا ما تمت، حيث تملك منطقة دونباس وتسيطر على أكثر من 80% منها عبر الانفصاليين منذ عام 2014.
وأكد مراسلنا أن هناك تخوف في أوكرانيا من عودة سيناريو الانفصال، ويرى بعض المراقبين أن روسيا يمكن ألا تتدخل مرة أخرى عسكريا، لكنها يمكن أن تساعد الانفصاليين المؤيدين لها على السيطرة على مناطق أخرى من أوكرانيا، وهذا هو السيناريو الأسوأ على اعتبار أنه يضع روسيا في طمأنة تامة بإبعاد نفسها عن اجتياح عسكري وترك الأمر للانفصاليين.
وأضاف أن ما كشفت عنه أمس الخارجية الروسية بأنه إذا لم يتفاعل حلف شمال الأطلسي وواشنطن مع المطالب الروسية فإن موسكو ستتخذ الخطوة المناسبة، ما جعل الأمر مبهما للكثيرين، لا سيما أن أوكرانيا تقريبا شبه محاصرة بطريقة غير مباشرة، في الوقت الذي تلقت فيه بيلاروسيا منظومة صواريخ إس 400.
ولفت مراسلنا إلى إجلاء الرعايا الأجانب من أوكرانيا، والنصح بعدم السفر إليها، حيث بدأت السفارة الأمريكية هذا الأسبوع في إجلاء أسر الرعايا، وكذلك المملكة المتحدة التي أوصت بعدم السفر، وبات الجميع يعرف أن الحرب أصبحت قاب قوسين.
ويرى مراقبون أن الأمر الآن بيد موسكو، وأنها لن تسقط في الفخ والاتجاه للحرب العسكرية، فيما يرى آخرون أن روسيا لا تمتلك خيارا آخر في الدفاع عن مصالحها.
وأشار مراسلنا إلى شعور الأوكرانيين بتخاذل الغرب، ممثلا في واشنطن والناتو، وأن الخطوات بفرض عقوبات اقتصادية على موسكو لا تفي بطموح الأوكرانيين، وأنها تُعد تخاذلا في الدفاع عن البلاد التي أعطت الولاء للاتحاد الأوروبي على حساب موسكو.
وتابع أن تهيئة 8500 جندي أمريكي و4000 جندي من الناتو في رومانيا بالإضافة إلى تسليح جنود أوكرانيون رآه البعض أمر غير كاف مقابل الترسانة العسكرية الروسية القوية والحضور القوي الروسي، باستثناء التهديد بعقوبات اقتصادية التي لن تعطي نتيجة ميدانية للأوكرانيين وفقدوا أراضيهم.
