كيف يرى الشارع السياسي تصنيف تبون للحراك الجزائري؟
انتقد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مسار الحراك الشعبي، وقال إنه لم يعد ذلك الحراك الأصيل الذي يؤمن به، قائلا إن حراك اليوم محتكر من قبل أقلية كانت رافضة للانتخابات الرئاسية السابقة.
وأكد تبون في حوار مع أسبوعية لوبوان الفرنسية، قبل أسبوع من موعد الانتخابات البرلمانية المبكرة في الجزائر، أنه لا يفكر في الترشح لفترة رئاسية ثانية وأن جهوده منصبة على إعادة بناء مؤسسات الدولة التي كادت تنهار خلال فترة حكم الرئيس السابق.
واعتبر مراقبون هذه التصريحات رسائل مباشرة للتيار المعارض المنتقد للمسار الحالي للسلطة وأيضا فتحا لباب المنافسة أمام التيارات السياسية الراغبة في الوصول إلى سدة الحكم.
في هذا السياق قال محمد مسلتي الكاتب الصحفي وعضو الهيئة الوطنية لتجمع الشباب من أجل الجزائر، إن تصريحات الرئيس تبون لم تأت بشيء جديد يمكن الارتكاز عليه، فيما عدا تصريح النظام علنيا بالقول إنهم يريدون القضاء على الحراك والانتهاء منه أمنيا.
وقال إن هذه التصريحات خرجت عن دقتها، متسائلا هل كان أهل النظام في يوم ما جزءا من هذا الحراك وانطلقوا معه، حتى يقولوا إنه حاد عن طريقه.
وذكر مسلتي لحصة مغاربية أن بوصلة الحراك لا تزال في الاتجاه نفسه الذي يقاطع تماما هذا النظام، والتغيير الجذري الذي يمكّن من بناء مؤسسات تكون في خدمة الشعب لا في خدمة السلطة والأشخاص.
ومن لندن قال الصادق الأمين الكاتب والمحلل السياسي الجزائري، إن تصنيف الرئيس تبون يعود أساسا إلى المنحى والمسار الذي اتخذه الحراك الشعبي، لأنه في البداية كان أصيلا يطالب بمنع العهدة الخامسة للرئيس السابق بوتفليقة.
وتابع: بعد ذلك تطورت مطالب الحراك إلى ضرورة التغيير الجذري لنظام الحكم في الجزائر، ولم تطالب إطلاقا بإسقاط النظام.
ويرى الأمين أن المتطرفين من الإسلامويين وأشباه الديمقراطيين أجهضوا فكرة الحراك وحلم الشعب الجزائري في تغيير سلمي يناله نتيجة تطلعات طويلة.
ورغم انقسام الشارع السياسي في الجزائر بخصوص الانتخابات التشريعية يؤكد الرئيس عبد المجيد تبون أن الحراك الذي وصفه بالأصيل قد حقق أهدافه ولا مناص اليوم من المسار الانتخابي لإعادة بناء مؤسسات الدولة التي كانت على وشك الانهيار.
