كيف يواجه ماكرون الإضراب الأعنف منذ 1995؟

يواجه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أعنف إضراب في فرنسا منذ عام 1995، حيث يواصل الإضراب يومه الثاني، الجمعة،  منذرا بمزيد من الفوضى في حركة النقل، لإجبار ماكرون على التراجع عن إصلاحات لنظام التقاعد دفعت بقرابة مليون شخص للنزول إلى الشارع رفضا لها.

مقترحات الحكومة

تعتبر الحكومة الفرنسية أنظمة التقاعد مكلفة للغاية، وينص الإصلاح على إنهاء كل الأنظمة الخاصة، التي يستفيد منها بعض الموظفين والعاملين في الشركات العامة الكبرى، وقلة من القطاعات المهنية الأخرى (البحارة وموظفو أوبرا باريس وغيرهم)، وفرض نظام عام للتقاعد يعتمد على النقاط.

ويبلغ السن الأدنى للتقاعد في فرنسا 62 عاما، وهو من الأدنى بين الدول المتقدمة، لكن هناك 42 “نظاما خاصا” بعمال سكك الحديد والمحامين وموظفي الأوبرا وسواهم، تسمح لهم بالتقاعد قبل ذلك السن وتقدم مزايا أخرى.

وتقول الحكومة، إن نظاما موحدا سيكون أكثر عدلا للجميع، وقادراً على ضمان الاستمرارية المالية، مع الإقرار بأن الناس سيضطرون تدريجيا للعمل لفترات أطول.

وتقول النقابات، إن نظام  ماكرون للتقاعد “الشامل”، الذي من شأنه أن يلغي عشرات الخطط المنفصلة لعمال القطاع العام، يجبر ملايين الأشخاص في القطاعين العام والخاص على العمل لسنوات بعد سن التقاعد، وهو 62 عاما.

وستكشف الحكومة عن تفاصيل خطتها الأسبوع المقبل، لكنها قالت في وقت سابق، إن على الناس أن يعملوا لفترات أطول من أجل استمرارية نظام يمكن أن يمنى بعجز يصل إلى 17 مليار يورو (19 مليار دولار) بحلول 2020.

إضراب عنيف

في اليوم الثاني للإضراب، ألغيت العشرات من رحلات القطارات والمترو والطائرات، وأغلقت المدارس مجددا أو قدمت خدمة حضانة فقط، فيما لا تزال أربع من مصافي النفط الثماني متوقفة عن العمل بعد قطع الطرق المؤدية إليها، ما يثير مخاوف من حصول نقص في الوقود.

وأوقفت الشركة الوطنية للسكك الحديد بيع التذاكر لنهاية الأسبوع، فيما ألغت 90% من رحلات القطارات الفائقة السرعة الجمعة مجددا، ولا يبدو أي تغير في الأفق لليومين القادمين.

وألغيت نصف رحلات قطارات يوروستار بين باريس ولندن، فيما عمل قطاران من ثلاثة لثاليس تخدم باريس وبروكسل وأمستردام .

وألغت العديد من الخطوط الجوية رحلات فيما توقف مراقبو الحركة الجوية عن العمل، وألغت الخطوط الجوية الفرنسية 30% من رحلاتها الداخلية و10% من جميع الرحلات الدولية القريبة.

وأُغلقت تسعة من 16 خط مترو في باريس، فيما تم تسيير خطوط أخرى فقط خلال ساعات الذروة، ما دفع بالمواطنين للتنقل على الدراجات الهوائية والكهربائية أو اللجوء إلى وسائل بديلة.

بداية الإضراب

في أول يوم للإضراب شارك 800 شخص على الأقل في تظاهرات في مختلف أنحاء فرنسا أمس الخميس، وفق وزارة الداخلية، في عرض هو من الأكبر لقوة النقابات منذ قرابة عقد من الزمن.

وبالرغم من سلمية تظاهرات الخميس، قامت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق عشرات من المتظاهرين بلباس أسود، حطموا الواجهات ورشقوا حجارة خلال مسيرة باريس، وأشعلوا النار في مقطورة إنشاءات، وأفيد عن صدامات أيضا في بعض المدن الأخرى.

وتم توقيف عشرات الأشخاص فيما أصيب 3 صحفيين بجروح بعد أن تعرضوا، على الأرجح، للغاز المسيل للدموع أو للقنابل الصوتية، بينهم صحفي تركي تعرض لإصابة في الوجه.

إضراب 1995

في عام 1995 شلت الحركة في فرنسا لمدة 3 أسابيع من نوفمبر/ تشرين الثاني حتى ديسمبر/ كانون الأول، احتجاجا على إصلاح نظام التقاعد، في تحرك أجبر الحكومة على التراجع.

ونجح إضراب 1995 في إجبار  رئيس الوزراء الفرنسي وقتها ،آلان جوبيه، على سحب الإصلاحات في هزيمة لم يتمكن من التعافي منها، حيث دفع الإضراب جوبيه في نهاية الأمر إلى الاستقالة، ثم حل الرئيس آنذاك جاك شيراك الحكومة.

ماكرون في ورطة

أكد الكاتب الصحفي في فرنسا، ميشيل أبو نجمة، أن “فرنسا شهدت تعطيل حركة القطارات والنقل الجوي والمطارات والمترو في ثاني أيام الإضراب”.

وأضاف أن “الشارع الفرنسي ينتظر تعليق الحكومة على ذلك الإضراب العنيف، الذي لم يحدث في فرنسا إلا في عام 1995”.

وأوضح، “هناك أنباء عن  نية الحكومة الفرنسية لطرح تعديلات لإرضاء النقابات لعدم تصعيد الإضراب”.

وأكمل، أن “فرنسا ستشهد إجراء انتخابات للبلديات في مارس المقبل، وستكون مؤشرا لشعبية الرئيس الفرنسي، لذلك تراجع ماكرون عن موقفه عن الخطوات الإصلاحية ستضعف موقفه وصورته أمام الشارع وأنصاره”.

وأضاف، أن “ماكرون لا بد أن يسير في خطين متوازيين الأول عدم التراجع عن الإصلاحات والخط الثاني عدم إزعاج الجمهور”.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]