“لن يكون هناك وجود لداعش على الحدود التركية، وستشهدون ذلك في الأيام” .. هكذا جاء تصريح وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو، في وسائل الإعلام التركية، في وقت كثر الحديث حول استخدام “داعش” لتركيا معبرا لعناصره من سوريا إلى أوروبا. ومن المتوقع بحسب تحذير رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن تستهدف بهجمات أخرى في الأيام أو الأسابيع المقبلة، الأمر الذي جعل دول أوروبا تنتفض لتجفيف منابع التنظيم والثغرات التي يمكن أن يستغلها عبر الحدود.
وتعتبر الحدود الشمالية السورية أكثر الطرق التي يستغلها عناصر التنظيم للوصول إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، وأشارت التقارير الإخبارية الأخيرة إلى أن أكثر مكان يتدفق منه عناصر التنظيم هي مدينة كيليس التركية الجنوبية.
تدفق الدواعش
وأشار تقرير نشرته صحيفة “جمهوريت” التركية إلى تدفق عناصر داعش من مدينة “كيليس” الحدودية مع سوريا، ونقلت عن قائد داعشي سابق هارب من التنظيم قبل هجمات باريس قوله: “تدفق عناصر التنظيم حاليا يأتي من جهة مدينة كيليس التركية، وجبهة النصرة وتنظيم داعش كلاهما يواصلان أعمال نقل المقاتلين إلى سوريا من مدينة كيليس، وهناك جامعان بمدينة كيليس، أحدهما يستخدمه الملتحقون بالقاعدة والآخر يستخدمه الملتحقون بتنظيم داعش، ولايزال هناك ممثلون لكلا التنظيمين في الجامعين، ولا يزال المقاتلون يتدفقون إلى سوريا من هذين الجامعين”.
كما دلت الحملات الأخيرة التي شنتها القوات التركية على الحدود عقب تزايد هجمات التنظيم في أوروبا، أن معظم العناصر الإرهابية اللذين تم القبض عليهم وجدوا في مدينة كيليس الحدودية مع سوريا، وخلال الأسبوع الماضي أعلن عن توقيف 21 شخصا من المنتمين للتنظيم في المدينة المذكورة، بالإضافة إلى اعتقال ناقل أموال لداعش في نفس المدينة كان يحمل 450 ألف دولار ينقلهم إلى التنظيم في سوريا، وفقا لصحيفة “ديلي صباح” التركية.
وأشارت الصحف التركية إلى أن تلك المدينة شهدت مواجهات وإطلاق نار بين التنظيم والقوات التركية سقط خلالها عدد من الجنود الأتراك واختطف أحدهم، فضلا عن اعتقال 12 شخصا يحملون جنسيات أجنبية، خلال أغسطس كانوا يحاولون العبور إلى سوريا، بهدف الانضمام لداعش.
تعاون أمريكي – تركي
تحدثت وسائل إعلام عالمية عن اتفاق أميركي ـ تركي لم يفصح عن تفاصيله يقضي بإغلاق الحدود التركية مع سوريا بإنشاء تركيا لمنظومة أمنية حدودية متكاملة من أجل تجفيف المنابع لتنظيم داعش الإرهابي، لكن التصريحات الإعلامية أفادت بأن التركيز على “كيليس”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أعلن في مقابلة مع شبكة CNN، أن بلاده بدأت عملية مع تركيا للانتهاء من تأمين حدود شمال سوريا، كاشفا أنه تم إغلاق 75% من الحدود، وجار العمل مع الأتراك لإغلاق 98 كيلو مترا متبقية”.
وقد أعلنت السلطات في تركيا، بمقتضى اتفاق تركي أمريكي سابق، عن إقامة منطقتين عسكريتين مغلقتين لمدة خمسة أيام فقط في مدينة “كيليس” الحدودية مع سوريا.
كيليس واللاجئين
وكيليس القريبة من الحدود السورية تبلغ مساحتها 1,239 كم2 ويبلغ عدد سكانها 114,724 نسمة خليط من العرب والأكراد والأتراك، وتعتبر “كيليس” أو (كلّس) كما يسميها السوريون المحافظة الثالثة من حيث عدد السوريين المتواجدين فيها، بواقع 36.017 لاجئا سوريا.
