يبدو أن «الكوريتين» الشمالية والجنوبية، أصبحتا على أبواب السلام، في منطقة «أرض الثلج»، التي شهدت أشرس معارك الحرب الكورية 1950 ـ 1953، وتشهد حاليا دورة الألعاب الأولمبية الشتوية سنة 2018 في بيونغ تشانغ، حيث دخلت شبه الجزيرة الكورية أمس حقبة «الديبلوماسية الأولمبية»، بعد مصافحة حارة «تاريخية» بين الرئيس الكوري الجنوبي «مون جاي إن» وشقيقة الزعيم الكوري الشمالي «كيم يو جونغ»، في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.
وسوف تبقى هذه الدورة الأولمبية، شاهدا على بدء تحول تاريخي في العلاقات بين الكوريتين، حين وقف رئيس كوريا الجنوبية، مون جاي إن، وزوجته، وشقيقة رئيس كوريا الشمالية «كيم يو جونغ» بحماسة في منصة الشرف، عندما سار رياضيو الكوريتين معاً وراء علم الوحدة الأزرق والأبيض، للمرة الأولى منذ العام 2007.. ويقول «مون» إن رياضيّي الكوريتين «سيعملون معاً من أجل النصر».
وفي المشهد غير المسبوق في تاريخ التوتر بين الكوريتين، نقلت «كيم يو جونغ» دعوة شقيقها الزعيم الكوري الشمالي «كيم جونغ أون» لرئيس كوريا الجنوبية، معربا عن استعداده للقاء مون «في أقرب وقت ممكن».
ويرى المراقبون للتطورات الجديدة، أن شقيقة رئيس كوريا الشمالية، كانت نجم «الديبلوماسية الأولمبية»، وحظيت باستقبال حافل وصف بالتاريخي، وسرقت الأضواء من نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، خلال الاحتفال بافتتاح الدورة الأوليمبية، والذي كان على بعد خطوات من نجمة الدبلوماسية الأوليمبية، كيم جونغ أون، والرئيس الفخري لكوريا الشمالية، كيم يونغ نام، ولكنه حاول أن يتجنّب مخالطتهم!!
حظيت «كيم يو جونغ» باهتمام ومتابعة الدوائر السياسية في كوريا الجنوبية وداخل الإدارة الأمريكية، لتصبح «نجم المشهد السياسي» وتسحب البساط من تحت نائب الرئيس الأمريكي، مارك بنس، معبرا عن مشاعر عدم الارتياح، وكانت ملامح وجهة تحمل سمات غضب مكتوم، مما وصفه بـ «الاهتمام المبالغ فيه» لشقيقة زعيم كوريا الشمالية،بعدما أبرزت وسائل الإعلام في سيول، زيارة أول فرد في السلالة الحاكمة في كوريا الشمالية، لكوريا الجنوبية، منذ انتهاء الحرب الكورية، حيث كان جدها «كيم إيل سونغ»، مؤسس دولة كوريا الشمالية، آخر شخص من تلك العائلة يصل الى سيول بعدما أسقطتها قواته عام 1950.
الاهتمام بزيارة « كيم يو» لكوريا الجنوبية، وتصدرها المشهد مع افتتاح الدورة الأوليمبية، وبعدها، دفع الدوائر السياسية في الغرب، للقول، بإن الزيارة «ستشكّل الخطوات الأولى لكيم يو جونغ ـ 30 عاما ـ على المسرح الدولي»، خاصة وأن شقيقها يعتبرها إحدى أقوى الشخصيات في كوريا الشمالية، وتم ترقيتها في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لتصبح عضواً في المكتب السياسي للحزب الحاكم، أبرز هيئة حزبية يرأسها كيم جونغ أون. وشوهدت مرات ترافق شقيقها في «رحلات ميدانية توجيهية»، وسبق مشاركتها في عمليات الدعاية الحزبية.
وفي الأجواء الجليدية (دون 20 درجة مئوية تحت الصفر)، وعلى إيقاع «تمنيات السلام»، يسعى رئيس كوريا الجنوبية، مون جاي إن، الى اغتنام فرصة الأولمبياد لتخفيف توتر شديد شاب شبه الجزيرة الكورية العام الماضي، بعد تنفيذ بيونغيانغ تجربة نووية سادسة، وإطلاقها صواريخ باليستية عابرة للقارات.
كانت الدورة الأولمبية الشتوية، والتي تبلغ تكاليفها نحو 13 مليار دولار، انطلقت أمس، باستخدام جيل فائق من التقنيات الرقمية، ويخوض المنافسات حوالى 3 آلاف رياضي من 92 بلداً (رقم قياسي) يتبارون على الذهبيات الـ102 التي ستوزّع في 15 رياضة شتوية.
