لابيد: اتفاق الترسيم البحري مع لبنان يبعد احتمالية اندلاع نزاع مع حزب الله

شن رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، يائير لابيد، هجوما حادَّا على بنيامين نتنياهو المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة واصفا إياه بال «ضعيف»، وأن حلفاءه من أقصى اليمين يبتزونه للحصول على مناصب سياسية حساسة على خلفية محاكمته في قضايا فساد.
كان «لابيد» يتحدث خلال اجتماع كتلة «هناك مستقبل» البرلمانية برئاسته.
وأشار «لابيد» إلى اتفاق نتنياهو مع آفي ماعوز رئيس حزب “نوعم” المتشدد، والذي منحه بموجبه سلطات على المناهج الإسرائيلية في منظومة التعليم بقوله: “نتنياهو يعلم أنه ارتكب خطأ فادحا، ولا يمكنه التراجع عنه”.

أسيرا لليمين المتطرف

من جانبه، قال الكاتب والباحث السياسي فضل طهبوب، إن نتنياهو صعد لرئاسة الحكومة بمساعدة اليمين المتطرف، مشيرا إلى أنه من صنعهم خلال فترة وجوده 10 سنوات في الحكم.
وشدَّد خلال تصريحاته لبرنامج “وراء الحدث”، على أنَّ نتنياهو أصبح أسيرا لليمين المتطرف.

وأضاف أن نتنياهو وضعه ضعيف جدا، وهو غير قادر على اتخاذ قرارات مناقضة لليمين المتطرف، مؤكَّدا أنه يطيعهم، وينفذ ما يريدونه، لأنه بدونهم لا يستطيع تشكيل حكومة.
وأوضح، أن المشكلة لا تكمن في وجود نتنياهو على رأس الحكومة فقط، لافتا إلى أنَّ العقيدة الصهيونية أصبحت سياسة إسرائيل، من خلال تنفيذ مخطط صهيوني ضد الشعب الفلسطيني.

حكومة عمرها قصير

ومن جانبه، قال رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية، الدكتور أحمد رفيق إنَّه من المتوقع أن يتمكن نتنياهو من تشكيل الحكومة، لكن من الصعب أن تصمد طويلا.
وأشار في حديثه لبرنامج “وراء الحدث”، إلى أنها حكومة متطرفة فاشية ستبقى تحت ضغوط متعددة، وانتقادات متواصلة.
وتوقع أن يكون هناك ردود أفعال ضدها في الميدان تسرّع من انهيارها.

وأضاف: “نتنياهو يريد تشكيل حكومة بأي ثمن، لذلك لا يجد حرجا من تشكيل ائتلاف مع أحزاب صهيونية وفاشية لمساعدته في الخروج من أزمته”.
وتوقَّع “رفيق” أن يكون عمر الحكومة قصيرا، لأنها ستكون سببا في أزمات مع الفلسطينيين والمجتمع الدولي والمجتمع الإسرائيلي نفسه.

ولم تقتصر الانتقادات التي يواجهها نتنياهو في تحالفه مع اليمين المتطرف على الخارج فقط وإنما هناك من ينتقد في الداخل أيضا.
واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته يائير لابيد، الاتفاق الذي وقعه رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو مع شريكه اليميني المتطرف زعيم حزب “الصهيونية الدينية” بتسلإيل سموتريش، بأنه يسلم زمام الجيش الإسرائيلي لأقصى اليمين المتطرف، لأنه يتيح لهذا الحزب سلطة إدارة عمليات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتنسيق مع السلطة الفلسطينية.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو، إن سابقه يائير لابيد يحاول دفع ضباط الجيش الإسرائيلي ورؤساء البلديات إلى التمرد ضد حكومته، معتبرا ذلك مخالفة لمبادئ الديمقراطية.

ورد لابيد على هذه الاتهامات، مشيرا إلى أنَّه لن يتلقى دروسا في الديمقراطية من نتنياهو.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية تفاصيل هذا الاشتباك بدءا من إشارة نتنياهو إلى رسالة بعث بها لابيد إلى رؤساء السلطات المحلية دعاهم فيها إلى عدم التعاون مع عضو الكنيست المتشدد آفي ماعوز في مجالات التعليم، معتبرا أن سلوك لابيد خطير ويضر بالديمقراطية، على حد قوله.
وجاء رد فعل لابيد بأن نشر بيانا شن فيه هجوما على نتنياهو قال فيه: “أنا لا أتلقى دروسًا في الديمقراطية منك، ولا من شخص يدير آلة سموم ممولة من الخارج تنشغل في القذف والافتراء من أدنى نوع”

وتابع لابيد مخاطبا نتنياهو: ” لم تكن هناك لحظة واحدة في العام ونصف العام الماضيين احترمت فيها الديمقراطية”.

ويسود مخاوف داخل إسرائيل وخارجها من تشكيلة الحكومة الإسرائيلية المقبلة، والتي تضم أحزابا من أقصى اليمين.
وأفضت المفاوضات الائتلافية بين نتنياهو وقادة أحزاب معسكر اليمين بقيادته حتى الآن بما في ذلك إلى تعيين إيتمار بن غفير وزيرا للأمن القومي (وزارة جديدة مستحدثة بدلا من الأمن الداخلي)، مع صلاحيات غير مسبوقة، مع إسناد منصب وزير تطوير النقب والجليل أيضا إلى حزبه.