أثار الحديث عن تقليص المواد الغذائية التي تقدمها الأونروا للاجئين الفلسطينيين حالة من القلق لدى المواطنين في قطاع غزة، وذلك بعد أن أعلنت الوكالة أنها ستوحد سلتها الغذائية بدءًا من دورة يناير 2021.
ورأى مختصون أن حديث الأونروا عن هذه التقليصات يأتي في إطار تقليص وكالة غوث وتشغيل اللاجئين لخدماتها، إلا أن الأونروا تقول إنها تهدف من وراء ذلك لمراعاة جميع الفئات المحتاجة.
وقال المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في قطاع غزة عدنان أبو حسنة، إن هذا نظام يسمى النظام التضامني، وهو أكثر عدالة بالنسبة لتوزيع المواد الغذائية.
وأوضح خلال حديثه لقناة “الغد” أن كل اللاجئين الفلسطينيين الأحياء في قطاع غزة والمسجلين سيتسلمون نظام كبونات موحدا، لأن اللاجئين في قطاع غزة يتجهون نحو الفقر، ولفت إلى أن من سافر أو توفي أو موظف يحصل على راتب ثابت ومستقر سيتم استثناؤه من تسلم المواد الغذائية، مشيرا إلى وأن الأمر قيد النقاش وسيكون هناك قرار منذ بدء العام المقبل.
قلق اللاجئين
ورأت الفلسطينية بثنية غبن ” التي تتكون أسرتها من 10 أطفال وتقيم في مخيم الشاطئ لللاجئين بقطاع غزة، وكانت تجهز العجين من أجل خبزه، أن هذا القرار مجحف ويضر بالفئات الفقيرة بقطاع غزة.
وقالت: “هذا الطحين أنا استلفته من الجيران، فلا يوجد في البيت طحين، وهذه التقليصات ستؤثر علينا، أنا استهلكت حصتي من المساعدة الغذائية قبل 4 أشهر، واحتاج لـ100 رغيف خلال يومين أو ثلاث”.
وأوضحت غبن خلال حديثها لقناة ” الغد”، أن زوجها من موظفي 2005 وراتبه محدود جدا، وأسرتها بحاجة للكابونة المضاعفة، وأن تقليصها سيضر بها كثيرا ، لأنها لا تقدر على توفير متطلبات الحياة الصعبة.
من جهته، رأى رئيس اللجنة الشعبية للاجئين بمخيم الشاطئ نصر أحمد :”هذه التقليصات التي تقوم بها الأونروا قديمة جديدة، وتم تحديثها في الفترة الأخيرة وخاصة بعد صفقة القرن وحسب موازنة الوكالة، وكان هناك تقليصات في المجالات كافة، وازدادت في أزمة كورونا من شهر مارس لهذا العام، وقالت إن لدينا خطة طارئة وخطة للتعامل مع الفيروس واتضح أنه ليس لديها أي خطة بل تقليصات مفاجأة”.
وأوضح أحمد خلال حديثه لقناة “الغد” ،أن توحيد السلطة الغذائية، يعني أن هناك تقليصا تاما في الخدمات وخاصة الموظفين، لأنها تريد أن تنهي خدماتها وفق الخطة التي يتمها معها مدير عمليات الوكالة في غزة، ونحن نحتج ضد هذه الخطوة التي تنال من جميع الموظفين وذوي الدخل المحدود، وهناك إمكانية لفصل عدد كبير من الباحثين، وسنقوم بالعديد من الاحتجاجات على ذلك.
رفض فصائلي
ورفضت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ما ستقوم به الأونروا، مؤكدة أن إجراءات إدارة الأخيرة على الأرض تثبت بالدليل القاطع عدم جديتها وتهربها من واجباتها ومهامها تجاه اللاجئين والمخيمات، ارتباطاً بسياسة ممنهجة غير معزولة عن مؤامرات تصفية قضية اللاجئين ومحاولة إنهاء دور الأونروا”.
وقررت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا وقف توزيع المساعدات على العائلات الكبيرة من اللاجئين وقطع المعونة الغذائية عن الموظفين في قطاع غزة، وستبدأ الأونروا تطبيق قرارها بداية العام المقبل ما خلق قلقا كبيرا في أوساط اللاجئين.
وتبلغ نسبة الفقر المدقع في غزة قبل تفشي كورونا 65%، لكنها ارتفعت بعد ذلك لتصل إلى نسبة 85%، وتعد هذه النسب متغيرة وفقًا للحالة الراهنة في القطاع، وذلك وفق ما ذكره تجمع المؤسسات الخيرية في القطاع.
