لا تصِفوا ترامب بالفاشي

ماذا يعني وصم قادة اليمين المتطرف في العالم بالفاشيين.. ولماذا لا يجب علينا ذلك؟

Demonstrators hold posters of U.S. President Donald Trump depicted as Hitler during the Women's March in Barcelona on Jan. 21. David Ramos/Getty Images

إيليا بورس ـ فورين بولسي

ترجمة خاصة لـ«الغد»: نادر الغول

حذر الكاتب الإيطالي بريمو ليفي في مقالته عام 1974 من أن “كل عصر له فاشيته”.. وكرد فعل على حرب فيتنام ونشوء المجالس العسكرية في تشيلي واليونان، شعر ليفي بالقلق من أن الحرب العالمية الثانية فشلت في تجريد السياسة الفاشية من الهيمنة والسيطرة.

وأشار إلى أنه جرى إحياؤها في أشكال أقل وضوحًا من المذبحة الجماعية التي حدثت في معسكر أوشفيتز (أكبر معسكرات الاعتقال النازية).. والتي كان هو نفسه شاهدًا مباشرًا عليها.

ولفت ليفي إلى أن الوصول للفاشية لا يكون من خلال إرهاب الشرطة فقط.. لكن هناك العديد من الطرق، منها إنكار وتشويه المعلومات، وتقويض أنظمة العدالة، وشل نظام التعليم، ونشر إشارات رقيقة بشكل مكثف والشعور بالحنين لعالم يسود فيه النظام، وحيث يعتمد أمن القلة من أصحاب الحظوة على العمل القسري والصمت القسري للأغلبية.

وكان ليفي يخشى أن نغض الطرف عن عودة الفاشية.. ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أن معظمنا مصاب بالعوارض المعاكسة: نحن لسنا غافلين عن إمكانية عودة الفاشية.. وبدلاً من ذلك، نرى الفاشية في كل مكان.

خلال السنوات الخمس والأربعين التي انقضت منذ كتب ليفي هذا النص، تعرض معظم الرؤساء الأمريكيين على سبيل المثال، للتشهير والذم من قبل منتقديهم الغاضبين. رونالد ريجان وجورج دبليو بوش تم استنكارهما بشكل روتيني. وهكذا كان بيل كلينتون، واجه منتقدو باراك أوباما صعوبة في تقرير ما إذا كان فاشيًا سريًا أو ماركسيًا سريًا. في مقابلة أجراها في ديسمبر عام 1975 في 60 دقيقة، زعم ريجان أن الليبرالية الأمريكية عمومًا (بالمعنى اليساري التقدمي لهذا المصطلح) كانت لها ميول فاشية.

“الفاشية” هي دائمًا تهمة جاهزة للاستخدام. و”الفاشية” كلمة مرنة وعاطفية بشكل لافت للنظر، لكنها أيضًا مثال على اللغة التي من المرجح أن تنفر وتثير الغضب بدلاً من تشجيع الحوار، وهو تحول خطابي يجعل الناس أقل، وليس أكثر انفتاحًا على إنسانية من يعارضون من السياسيين.

في حين أن الشيطنة هي شهوة ورغبة سياسية قديمة، كان دائمًا من الأفضل تركها من دون تحفيز، فهي ضارة بشكل خاص على الثقافة السياسية الليبرالية الديمقراطية، لأنها تضفي الشرعية على التعنت والتطرف في المقابل. في مواجهة أدولف هتلر التالي، يصبح أي خصم سياسي عدوًا.

إذا كانت الفاشية الإعلانية المختصرة غير مستحسنة لأسباب عملية بل وأخلاقية، فهي أيضًا من أعراض التفكير السوداوي. تعاني المقارنات مع الفاشية من مشكلتين قاتلتين. أولاً: لديهم دائمًا بعض المشروعية. وثانياً: يصاحبهم دائمًا بقع عمياء هائلة، غالبًا ما تتخطى ما كان أكثر بروزًا في الفاشية التاريخية، أي أساليبها العنيفة وأهدافها الثورية.

حذر جورج أورويل من أن هناك مخاطر في السماح للغة بأن تغرق في عباءة الإهمال واللا معنى، وهو خطر واضح في أي وقت نسمح فيه بلغة المصطلحات أو الكلمات الطنانة للتفكير بالنيابة عنا. في عام 1946، كان بإمكان أورويل أن يرى أن الفاشية “لا معنى لها الآن إلا بقدر ما تشير إلى “شيء غير مرغوب فيه”.

بالنسبة لأورويل، كانت الكلمة تتحلل إلى نوع من الإسهاب الجاهز الذي يخترق العقل وينتج “حالة وعي منخفض.. مواتية للتوافق السياسي”. أي أن التعود على لغة الإهمال يجعلنا عرضة للسيطرة الأيديولوجية. لكن العكس صحيح، أيضًا: إن البرامج السياسية تعزز اللا مبالاة اللفظية، ما يقودنا إلى اختيار الكلمات (والحقائق) التي تخدم غاياتنا الخاصة.

 

الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يلوح لأنصاره في موبيل ، ألاباما ، في 17 ديسمبر 2016.  

التسمية الفاشية أكثر خداعا عندما ينظر المرء إلى الشعوبية الاستبدادية لشخصيات مثل دونالد ترامب أو فلاديمير بوتين. هذا لأن دراسة أقصى اليمين تتطلب الغرق في مستنقع تصنيفي، مع وجود رقع تعريفية قليلة لهذا المصطلح.

جولة جيدة في شرك هذا المستنقع من خلال مقالة في العام 1995 لكاتب إيطالي آخر، هو أومبرتو إيكو، الذي وضع 14 سمة لما أسماها “أور الفاشية”.

ووفقًا لإيكو، تم بناء الفاشية من مجموعة متغيرة من: التوفيق بين المعتقدات التقليدية والحقائق البدائية؛ اللا عقلانية، العمل من أجل العمل، العداء للنقد، انجذاب الطبقة الوسطى الساخطة والمهانة لخطاب الخوف، كره الأجانب والقومية، التركيز على الأعداء، النظر للحياة كصراع، ازدراء الضعفاء، عبادة البطولة، الرجولة وكره النساء، الشعبوية المناهضة للبرلمان و ازدراء للمواطنين الأفراد الذين يتواجدون فقط لقبول الثناء وإشادة القائد؛ وإفقار اللغة الإخبارية وبالتالي إعاقة ومنع التفكير المعقد.

من وجهة نظر إيكو، لا يوجد أي نظام فاش فعلي يجسد “الفاشية الأبدية” تمامًا، إنه يقترب منها فقط. تشدد التعاريف الأخرى للفاشية على ميزات أخرى، بما في ذلك النزعة العسكرية، والعداء المناهض للمؤسسة، واحتقار حقوق الإنسان والحريات المدنية، والشوق إلى الخلاص من قبل رجل قوي يتمتع بالكاريزما.

المشكلة هي أن معظم هذه الصفات موجودة على نطاق منزلق ومفتوحة بدرجة ما إلى التأويل الموضوعي. ما مقدار القومية أو الشجاعة الرجولية أو التركيز على الأعداء الذي تتطلبه الفاشية؟ في أي نقطة تعبر معاداة الفكر والتفكير إلى الديماجوجية والحنين غير العقلاني؟ متى يصبح التواصل السياسي الذكي عبارة عن بروباجندا؟ متى يصبح السياسي الذي يتخطى النقد طاغية منبوذا للمعارضين؟ هناك الكثير الذي يمكن للمراقب متابعته.

المفهوم ضمنيًّا لهذا النهج المتبع في اكتشاف الأعراض، أن الفاشية هي اضطراب يجب اكتشافه، مثل طبيب نفسي يتتبع المعايير التشخيصية للأمراض العقلية. لكن في حين أن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية واضح حول عتبة تشخيص مرض انفصام الشخصية، نادراً ما يخبرنا المتتبعون للفاشية تقودهم اعتبارات فوضوية حول آليات مكافحة الفاشية وحول أي الأعراض التي يجب مراقبتها حتى نصرخ بأعلى الصوت: “فاشية”.

الحكم على السياسة المعاصرة من حيث هذه القوائم هو عمل غامض.. يمكن للأفكار الحزبية دائمًا أن تلتقط رائحة الفاشية إذا كانت “تتنشق” بقوة كافية. يصبح التمرين بسهولة اختبارًا لـ”Rorschach الذي يعد اختبارا نفسيًا يتم فيه تسجيل تصورات الأشخاص لبقع الحبر ثم تحليلها باستخدام التفسير النفسي أو الخوارزميات المعقدة أو كليهما.)، عرضة لتأكيد التحيز والأشكال الأخرى من “التفكير المحفّز”. لغة العلوم الاجتماعية تشير إلى جميع الحالات التي تربط الإنسان بالقبلية المتشددة والتفكير العاطفي. كما تلاحظ العالمة السياسية ليليانا ماسون الاتجاهات الحديثة في السياسة الأمريكية، “أعضاء كلا الحزبين لديهم انطباعات نمطية سلبية عن أعضاء الحزب المعارض.. يعتبرون الطرف الآخر أكثر تطرفًا من حزبهم، بينما ينظرون إلى حزبهم على أنه بعيد كل البعد عن التطرف.”.

انتشار الفاشية في كل مكان دليل على هذا الانزلاق أكثر نحو الاستقطاب والسياسة القائمة على الخوف. يبدو أن هناك القليل من مناهضي ترامب، على سبيل المثال، الذين لم يصب تفكيرهم بطاعون الفاشية. في مقال نشر في نوفمبر 2015 على صفحات مجلة Slate بعنوان “دونالد ترامب فاشي”، جادل جميل بوا بأن الترامبية تعرض ما لا يقل عن سبعة من سمات الفاشية التي وضعها إيكو.

كتب روبرت كاغان في الواشنطن بوست بعد بضعة أشهر، “هذه هي الطريقة التي تأتي بها الفاشية إلى أمريكا”، مشيرًا إلى “هالة ترامب من القوة الفاسدة والرجولة”، واستغلاله الذكي للاستياء والغضب وأداء دور الضحية باحتراف.

مسيرات تحمل لافتات لصورً ساخرة لبينيتو موسوليني وأدولف هتلر خلال عرض ليوم مايو بالقرب من ميدان الاتحاد في نيويورك في أوائل الثلاثينيات.

منذ أن تخطى المصعد الذهبي لبرج ترامب ليعلن ترشحه في يونيو 2015، نشأ نوع من الصحافة المزعجة، مستمرة في الربط بين ترامب والفاشية. كثير منها تحليلات موثوقة لتهديد ترامب للتقاليد الأمريكية والتعددية وسيادة القانون؛ إنهم يحذرون بحق من سياسة مبنية على الظلم والنقاء. لكن الحديث عن الفاشية، خاصة فيما يمكن عنونته على أنه نوع الأفخاخ الإلكترونية (ما يقصده الكاتب هو استغلال البعض لعناوين تحفز القارئ على النقر على الموقع الإلكتروني وتسويق مادة أو خبر – إضافة من المترجم). تم تصميم النشر الرقمي والنماذج القائمة على الإعلانات قبل كل شيء على إغراء مقل العيون بالحماسة، والقلق والغضب. يحفز الصراع الدارويني على الإنترنت والسعي وراء مرور وحركة  أكثر للموقع على نشر كلمة الفاشية بدلا من استخدام كلمات أكثر عقلانية.

الإثارة التي ابتلي بها العالم أصبحت هناك نسخة مطبوعة منها. لقد شهدت سنوات ترامب مجموعة من الكتب المثيرة للإعجاب والتي يكون موضوعها الحقيقي هو الصعود العالمي للسلطوية والاستبدادية ولكن هذه الكتب لم تستطع مقاومة أن تكون صياغة هذا النقاش بلغة فاشية. ومن الأمثلة على ذلك كتاب جيسون ستانلي “كيف تعمل الفاشية: سياسة نحن وهم”. لدى الفيلسوف بجامعة ييل قائمته الخاصة من الصفات الفاشية، بما في ذلك استحضار ماض أسطوري، وإنشاء “حالة من عدم الواقعية” تستند إلى الأكاذيب ونظريات المؤامرة، والهجوم غير القانوني والمهين على المجموعات التي لا تتفق معهم.

ستانلي يقدم ملاحظات ذكية في كل منعطف، ويشير إلى أن “القلق الجنسي” يحكم الخيال اليميني، الذي يرى الماضي المجيد لبلد ما مدمرًا ليس فقط بسبب العولمة والعالمية ولكن أيضًا من خلال “احترام” القيم العالمية “مثل المساواة”.

المخاوف الذكورية من الوضع الضائع تتواصل بسهولة لمشاعر الإذلال الوطني، والحنين إلى الأب باعتباره رب الأسرة بلا جدال تتناسب بشكل طبيعي مع الحنين للقيادة الاستبدادية. يجادل ستانلي بأن الاحتفال بالماضي الأبوي الأسطوري لا يتعلق بالتاريخ، بل يتعلق “بفرض التسلسل الهرمي في الوقت الحاضر”.

يسقط ستانلي بشكل صحيح هذه العقلية في ألمانيا هتلر وإيطاليا بينيتو موسوليني. لكنه بعد ذلك يقفز بشدة، ويحدد مواقف مماثلة في أحزاب اليمين المتطرف الأوروبية الحالية (مثل البديل لألمانيا وقانون بولندا الحاكم والعدل)، والنازيين الجدد الأمريكيين، والإبادة الجماعية الرواندية، والحزب الجمهوري، والدستور الهنغاري وحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند، وتطهير الروهينجا في ميانمار، وجنوب أمريكا بعد الحرب الأهلية. إن جعل النظام الأبوي الرجولي والأسطورة الوطنية لتعريف الفاشية يسمح لستانلي بالعثور على بذور الفاشية التي تنتشر مثل الهندباء في كل مكان ننظر إليه.

ووفقًا لعنوانه، فإن ستانلي يضع في الواقع خطاب “نحن ضدهم” الذي يشحم الأنظمة غير الليبرالية بعيدة المدى. ولكن لماذا تنظم الفاشية هذه المناقشة على نحو أفضل من المفاهيم البديلة مثل الشعوبية، أو الشمولية، أو حتى الطغيان على الطراز القديم، هو سؤال لم يسأل ولم تتم الإجابة عنه، يخبرنا ستانلي فقط أنه “اختار التسمية الفاشية للقومية المتطرفة من نوع ما (عرقي، ديني، ثقافي)، مع تمثيل الدولة في شخص زعيم استبدادي.”.

رغم أن هذا التعميم مزعج، فهو “ضروري في الوقت الحالي.”  و”الضرورة” هنا نوع من الإغراء للقارئ، وإرضاء الناشرين، لأن الحديث عن الفاشية مثير من الناحية التجارية ويجعل الكتاب أكثر جاذبية لوسائل الإعلام وتناوله مقارنة بتقرير استقصائي دقيق.

“كيف تعمل الفاشية” كتاب غريب، فهو يقدم عرضًا مقنعًا لعدد من التكتيكات التي استخدمها المستبدون المعاصرون والتي مع ذلك تطفو على سحابة من الغموض المفاهيمي لا يتوقعها أحد من فيلسوف أكاديمي.

والأمر المحير هو كتاب وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت لعام 2018، “الفاشية: تحذير”. تزعم أولبرايت أنها تمقت الادعاء  الاستنباطي ورد الفعل الذي من شأنه أن يشبه الفاشية “بأنها أي شخص أو أي شيء نراه مزعجًا”. بعد قراءة قائمة صفات الفاشية، تستقر أولبرايت على تعريف موسع للفاشية. تخبرنا أن الفاشي هو “شخص يتعاطف بقوة ويدعي أنه يتحدث باسم أمة أو جماعة بأكملها، ولا يهتم بحقوق الآخرين  ويرغب في استخدام أي وسيلة ضرورية، بما في ذلك العنف، لتحقيق أهدافه”.

هذه النظرة للفاشية كأنها خلاصة شيطانية للقبلية، والانتهازية، واللا ليبرالية الاستبدادية تحدد هدف ألبرايت الحقيقي: التفكير ملياً “بالصعاب والمآسي التي تواجه الديمقراطيات في جميع أنحاء العالم”. يتبع روايات هتلر وموسوليني فصول عن شخصيات اليوم مثل بوتين، ورجب طيب أردوغان في تركيا، والمجر فيكتور أوربان، وبطبيعة الحال ترامب. ومع ذلك، لم يكن أي من هؤلاء القادة حسب تقدير أولبرايت فاشيين؛ هم فقط يحتمل أن يكونوا كذلك، يأخذون إشاراتهم من كتاب قواعد الفاشية الذي كتبه الطغاة والديماغوجيون في وقت سابق.

إن الطبيعة المنزلقة للصفات الفاشية، وعنصر التفسير الذاتي الذي ينطوي عليه قياس التهديد يسمح للفاشية بأن تطارد وساوس كتاب أولبرايت بأنه دائم التربص ونادراً ما يُشاهد، رافقها المنطق الغامض لـ”علامات” تؤدي مع الغموض على قدم المساواة، إلى الهاوية. والهدف من ذلك هو تعزيز اليقظة من خلال المقارنات الضمنية، دعوة ترامب “تجفيف المستنقع”، كما نعلم هي صدى لدعوة موسوليني. يبدو أن أولبرايت لم تفكر أبدًا ولم تضع في اعتباراتها أن إثارة خوف العامة وتحريضهم للدفاع عن الأممية الليبرالية سيئ تمامًا مثل خطابات هتلر المحرضة ضد يهود العالم، أو حوار ترامب حول “الرجال (اللاتينيين) السيئين” الذين يعبرون الحدود الجنوبية للولايات المتحدة. ربما تكون الدعوة للأفضل فعلا، ولكنها ما زالت تستخدم الخوف لتمريرها.

وأعلنت أولبرايت في مقابلة أن النظام الفاشي الوحيد اليوم، هو كوريا الشمالية، متجاهلةً احتمالية أن ينظر إلى ديكتاتورية سلالة كيم على نحو إيجابي على أنها مزيج هجين من القومية المناهضة للاستعمار والاشتراكية الحكومية الستالينية.

يناقش الخبراء الدرجة التي استوعبت بها كوريا الشمالية العناصر الأيديولوجية، بما في ذلك الهوس بالنقاء العرقي العنصري وثقافة عبادة القائد، من عقود من الحكم من قبل الإمبراطورية اليابانية، وهو نظام أقرب بكثير إلى الفاشية. لكن أولبرايت تتجاهل اختلافات حاسمة. نظام كوريا الشمالية دفاعي ومتجذر، يختلف تمامًا عن الحركات الثورية المتشددة للفاشية بين الحربين العالميتين. تاريخيا كان اقتصادها يعتمد على الصناعة التي تديرها الدولة والمزارع الجماعية الشيوعية، وهو أمر لا تؤيده الفاشية، والتي تؤيد مبدأ الملكية الخاصة. توضح مثل هذه التصريحات العشوائية أن استخدام أولبرايت للكلمة “الفاشية” يعد بلاغياً فقط، وليس ذا طابع تحليلي.

مثل ستانلي، تستجيب أولبرايت ليس فقط للظهور العالمي لليمين المتطرف، ولكن لتدهور المعايير السياسية والثقة في الحكومة التي اجتاحت الولايات المتحدة منذ حرب فيتنام. المخاوف بشأن الاستبداد والشعبوية القومية لها ما يبررها بالتأكيد. لكن هذه المفاهيم موجودة بالفعل، ولا نحتاج إلى استدعاء الفاشية للتحدث عنها.

يفشل ستانلي وألبرايت في رؤية أن اللجوء إلى استخدام كلمة “فاشية” غالباً ما يكون أحد أعراض الأخطار السياسية ذاتها التي تحذر منها الكلمة. كما أدرك أورويل أن اللغة الغامضة والمنطق الرديء تتعايش بحميمية مع السياسة المدمرة. والاستسلام للكاريكاتير والعبارات المبتذلة يشجع التفكير النموذجي للفاشية.

الحديث المستهتر عن الفاشية ليس أقل انتشارًا في معسكر اليمين. من الجيد للقراء اليساريين قضاء بعض الوقت في قراءة الكتب اليمينية التي تدعي أنها تحدد الميول الفاشية في معسكر اليسار، ليس لأن مثل هذه الخطابات أو الرسائل مقنعة، ولكن لأن التمرين يوضح مدى سهولة (ومدى تضليل) إنشاء تصور للفاشية يسمح بإجراء مقارنات مغرضة.

يعتبر دينيش دي سوزا في كتابه “الكذبة الكبرى: كشف الجذور النازية لليسار الأمريكي” مثالاً جيدًا على العمل المحافظ الذي يستغل معنى الفاشية الغامض. المستشار السابق في البيت الأبيض خلال عهد ريجان والذي أدين بارتكاب جريمة مخالفة تمويل الحملات الانتخابية في عام 2014 وعفا عنه ترامب في وقت لاحق، يساوي الفاشية مع مركزية الدولة والعنصرية والتنمر “سياسة الكراهية”.

الحجة بسيطة، لقد فعل النازيون مثل هذه الأشياء. قام الديمقراطيون أحيانًا بمثل هذه الأشياء (كان جنوب جيم كرو معقلًا للديمقراطيين في النهاية)؛ وهكذا “فإنهم الفاشيون الحقيقيون”. مثل كثيرين ممن يستخدمون كلمة فاشية لغايات حزبية  يؤكد دي سوزا أنه “يجب التعامل مع موضوعات النازية والفاشية بأكبر قدر من العناية”. دي سوزا وبشكل متناقض يصف ترايفون مارتن، المراهق غير المسلح الذي ساهم مقتله في إطلاق حركة حياة السود مهمة، واصفا إياه “بالسفاح اليساري” وشبهّه بشخص هورست ويسل، جندي العاصفة المذبوح الذي احتفل به باعتباره شهيدًا نازيًا بعد وفاته عام 1930، شديد الحساسية بصراحة.

يتبع اختراق دي سوزا نص كتبه جوناه غولدبرغ عام 2008 في كتابه، “الفاشية الليبرالية: التاريخ السري لليسار الأمريكي، من موسوليني إلى سياسة المعنى”. وكان غاضبًا من وصفه من قبل الليبراليين الأمريكيين بالنازي، غولدبرغ الذي كان سابقًا محررًا في مجلة “ناشيونال ريفيو”، يقلب الطاولة على اليسار، ويربط بين اليسار الأمريكي والفاشية كفروع مزدوجة لحركة تقدمية في أوائل القرن العشرين كانت حريصة على استخدام سلطة الدولة لبناء مجتمع أفضل.

ليست المسألة أن دي سوزا و غولدبرغ (أو ستانلي و البرايت) مخطئون في كل حالة لإيجاد أوجه تشابه بين الفاشية وأشياء يكرهونها. المقارنات مع الفاشية، بعد كل شيء تقريبًا تتمتع ببعض المصداقية. المشكلة هي تعريفهم للفاشية من حيث مجموعة من السمات الغامضة مثل “مركزية الدولة” أو “القبلية” أو “البروباجندا”، تعاريف تعمل بشكل عكسي مبتعدة عن الرغبة في فضح الفاشيين من خلالهم.

الساتر الدخاني من البحث الأكاديمي مغلف بجدلية ضيقة. دي سوزا، على سبيل المثال يربط بين تنظيم الأسرة المبكر وحركة تحسين النسل، مشيرا إلى أن مارجريت سانجر، التي أسست ما أصبح فيما بعد تنظيم الأسرة، ألقت خطابًا في Ku Klux Klan وأن هتلر أشاد بالقوانين الأمريكية خلال الحقبة التقدمية التي سمحت بالعقم القسري. لكن هدف دي سوزا هو ليس إثارة العلاقات التاريخية المعقدة؛ ولكن توسيع التسمية النازية لتشمل الديمقراطيين الحاليين.

وكما لاحظ عالِم الاجتماع مايكل مان مزاعم مماثلة عن الفاشية الليبرالية في خطاب غولدبرغ: “الشيء الوحيد الذي تثبته هذه الروابط هو أن الفاشية تحتوي على عناصر كانت تيارا رئيسيا في سياسة القرن العشرين”.

هذه الكتب ليست جميعها سيئة على حد سواء، إن ذنب وخطيئة دي سوزا هي الأسوأ إلى حد بعيد، ولكن جميع هذه الكتب تكاسلت بشكل متساو في عدم الانتباه والتركيز على ما جعل الفاشية مميزة. إنهم جميعًا يجسدون الاتجاه السائد في المجال العام اليوم للحديث عن الفاشية في الوقوع فريسة لمغالطة الوسط، بمعنى إذا فعل هتلر شيئًا ما، وهيلاري كلينتون (أو ترامب) فعلت  الشيء نفسه، فإن كلينتون (أو ترامب) فاشٍ.

الخطأ أساسي للغاية وغبي لدرجة أن الحزبية التي تحركها المشاعر فقط، والتي ساعدها في ذلك التسويق المتهكم، يمكنها أن تفسر ذلك. في أكثر الأحيان، تكشف الرغبة في تثبيت صفة الفاشي عن الأشباح وشباك العنكبوت في رؤسنا. في الواقع فإن العقل الذي يتحول بشكل طبيعي إلى ليلة الكريستال (حادثة عنف منسق من قبل النازيين في جميع أنحاء ألمانيا والنمسا ضد اليهود وممتلكاتهم في ليلة 9-10 نوفمبر 1938.) أو البوليس السري النازي، في كل مرة يواجه فيها خصمًا سياسيًا هو عقل مستقطب ويخشى المستقبل.

هتلر يحيي حشد من الجنود في تجمع حاشد في ألمانيا في 1 مايو 1938.

العلماء والباحثون في الفاشية يبدون حذراً أكبر عندما يتعلق الأمر بكلمة الفاشية على سياسات اليوم. هذا لأنهم يدركون أن ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية كانت لديهما أحلام الألفية وطموحات تدمير النظام التي تفوق بكثير طموحات أقصى اليمين المتطرف اليوم. يقدم المؤرخ روبرت باكستون التعريف التالي في كتابه لعام 2004 بعنوان “تشريح الفاشية”. يجادل باكستون بأن “الفاشية” هي “شكل من أشكال السلوك السياسي يتسم بالانشغال المهووس بتدهور المجتمع أو الإذلال أو الإيذاء”، وهذه خصائص الأنظمة الشمولية اليوم. ولكن كما يضيف باكستون، فإن الفاشية “تتخلى عن الحريات الديمقراطية وتواصل أعمال العنف التعويضية ومن دون قيود أخلاقية أو قانونية تهدف إلى التطهير الداخلي والتوسع الخارجي”.

الفاشية الحقيقية هي فاشية ثورية وديكتاتورية، تمارس وحشية تطهيرية لتعزيز أهداف طوباوية. لم يكن هدف هتلر هو بناء جدار و”جعل ألمانيا عظيمة مرة أخرى”. لقد كان أكثر جرأة، ساعيا الى إعادة تنظيم العالم على أسس عنصرية هرمية والغزو العسكري لبناء إمبراطورية ألمانية جديدة شاسعة، حيث يتم قتل أو استعباد الأقل درجة في الهرم البيولوجي. إن التخفيضات الضريبية التي قام بها ترامب، والسياسة الخارجية المبهمة، والتراجع التنظيمي، وضعف الوكالات الفيدرالية يصعب مقارنتها مع فاشية هتلر، رغم شخصيته الاستبدادية. أي قائمة من الخصائص الفاشية التي لا تتضمن هذا البعد العدواني بشكل جذري في مركز تصنيفها من المرجح أن تكون أكثر تضليلا من أن تكون مستنيرة.

يتحدث المؤرخون وعلماء السياسة الجادون عمومًا عن الطفرة اليمينية المتطرفة اليوم، ليس باعتبارها عودة للفاشية بل كحركة مؤثرة نحو “الليبرالية العرقية” أو “الليبرالية العنصرية” أو “الديمقراطية غير الليبرالية”.

كل هذه المصطلحات تسمي أيديولوجية تتوق إلى رجل قوي مع كراهية للأجانب، وتقييد للحقوق والمشاركة السياسية على المجموعة السكانية الخاصة بهم، ويستخدم التلاعب في وسائل الإعلام والقضاء المتحيز كوسيلة لتزوير السياسة الانتخابية لصالح الرجل القوي ومكافحة التهديدات المتوقعة في الداخل أو الخارج.

إن أصداء الفاشية هنا واضحة بما فيه الكفاية. ولكن هناك أصداء للفاشية في تدابير الصحة العامة حيث يسارع المحافظون إلى الإشارة. “إشارات” غير كافية لاستخدام كلمة فاشية بمسؤولية. روجر جريفين، باحث في الفاشية لا يخجل من تطبيق التسمية على النازيين الجدد ومعاداة الحداثة الراديكاليين، ومع ذلك يطالبون بتطبيقه على الشعوبيين القوميين مثل ترامب أو مهندس البريكسيت نايجل فاراج. “يمكنك أن تكون ذكوريا وغدا عنصريا كرها للأجانب” ، أشار غريفين، “ولن تكون فاشيًا”.

إذًا ما العلاقة بين الفاشية في فترة ما بين الحربين والشعبويين اليمينيين اليوم؟ يقدم المؤرخ الأرجنتيني فريدريكو فينشلشتاين طرحًا مقنعًا. في كتابه “من الفاشية إلى الشعوبية في التاريخ “، يجادل فينشلشتاين بأن الشعوبية اليوم تطورت من الفاشية بعد عام 1945، معبرة عن نفس الطاقات والاندفاع ولكن أعيد تجميعها وتغليفها لأوقات أكثر ديمقراطية.

لا يترك فينشلشتاين أدنى شك في أنه لا يزال من الممكن تطبيق الفاشية على شرائح من أقصى اليمين اليوم، التوق إلى تطهير العنف واضح في حركات الفاشية الجديدة مثل الفجر الذهبي في اليونان، ولكن تطبيقه على أمثال أوربان، على سبيل المثال فشل في إدراك كيف تعكس سياساته تكيفًا مع الديمقراطية.

لفهم علم الأنساب الذي يربط بين الفاشية والشعبوية، يجب على المرء إدراك أن السياق التاريخي مهم. لقد تسببت شرعية الديمقراطية الواسعة والنمو الاقتصادي السريع بعد عام 1945 في العثور على شبح الفاشية لإيجاد مضيف جديد في “شكل سلطوي مستبد من الديمقراطية” ، كما كتب فينتشلشتاين.

كانت هذه الشعوبية، التي كان رائدها خوان بيرون بالأرجنتين، ما بعد الفاشية لأنها نظرت إلى الوراء وعلى تركة العنف التي خلفتها الحرب العالمية الثانية ورفضت الديكتاتورية ومعسكرات الاعتقال وحروب الفتح. احتضنت شعبوية ما بعد الحرب السياسة الانتخابية ولكن في سياق مناهض للتعددية، باعتبارها الأداة التي من خلالها يمكن لـ”الشعب الحقيقي” التهليل للزعيم على اعتبار أنه صوتها الحقيقي. مثل الفاشية من قبل، احتفظت الشعبوية بعشق التهديدات والتركيز على الأعداء، رغم أن معظمهم الآن يعتمد على الكلام المنمق بدلاً من الاعتداء المباشر.

يعبر الشعبويون اليوم عن حنين عاطفي لعالم هتلر وموسوليني، وهي استمرارية قدمت بشكل أفضل من خلال فكرة ستانلي عن الفاشية كسياسة “نحن ضد هم”، أكثر من هؤلاء، مثل غولدبرغ، الذين يقدمون الفاشية على أنها ديكتاتورية شمولية للتحسين الاجتماعي. لكن هذا لا يعني أن جميع الشعوبيين ناشطون فاشيون. في الواقع باستثناء أزمة الرأسمالية والتمثيل الديمقراطي على نطاق عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، لا يوجد سبب لتوقع أن تعود شعوبية اليوم إلى الفاشية.

نادرًا ما تتكرر ظاهرة معقدة مثل الفاشية لأن الظروف التاريخية في حالة تغير دائم. في كتابه من الفاشية إلى الشعوبية في التاريخ، كتب فينشلشتاين أنها “فصول مختلفة في نفس التاريخ عبر الوطني للمقاومة غير الليبرالية للديمقراطية الدستورية الحديثة”.

ويشير هنا إلى الصفة الرئيسية الحقيقية التي توحد الشعوبيين اليمينيين اليوم وميليشيات الأمس. كلها حالات لما يمكن أن نسميه “معاداة الليبرالية، ولا ماركسية وضمن التنصيف العرقي Ethnonationalist.” (وللموضوعية أن العبارة أقل إثارة من كلمة “الفاشية” على غلاف الكتاب.)

إن معاداة الليبرالية من هذا النوع تنظر إلى الانفتاح والتنوع والعلمانية في المجتمع الحديث برعب. ترى الكوزموبوليتية فوضى، والتغيير الاجتماعي كأنه اقتلاع، والفردية كنوع من التقسيم والانحلال. منذ الثورة الفرنسية، ظل هذا التقليد المعادي لليبرالية يطالب باستعادة السلطة، القانون والنظام، وثقافة بدهية، والتسلسلات الهرمية الاجتماعية، والمعتقدات المتعالية، والانتماء الجماعي، من المفترض أنه تم إفسادها من قبل الأنانية الليبرالية والأسواق العالمية.

تجربة معاداة الليبرالية العصرية هي أزمة سياسية وروحية مستمرة. رغم أن المحافظين وانطلاقا من الغريزة، يعتقدون أن العفن قد تقدم كثيرا ولم يتبق إلا القليل للحفاظ عليه، وبالتالي هناك حاجة إلى عودة رجعية أو تجديد جذري (أو مزيج من الإثنين). تحت هذه الخيمة الكبيرة المناهضة لليبرالية، يوجد مجال واسع لستيف بانون وبوتين وهتلر وفرانسيسكو فرانكو وأوغوستو بينوشيه وبات بوكانان.

تنتمي الفاشية إلى هذا التقليد اليميني المناهض لليبرالية باعتباره كائنًا ينتمي إلى جنس. لكنه نوع دموي وحشي، متعطش للتدمير والنهضة النارية. “إذا كانت الأعراق الأخرى تعيش في راحة أو تهلك من الجوع، فإن ذلك يهمني فقط بقدر ما نحتاج إليهم كعبيد لثقافتنا”، هكذا أعلن زعيم أسراب الحماية النازي هاينريش هيلمر في عام 1943.

أيًا كانت الصفات الفاشية المفترضة التي يجدها المرء في بوتين أو ترامب، أو في محرضي حرم الجامعات الملقبين بـ”ندفة الثلج” وتقدمي”ولايات الجدات”، لا يجد المرء مثل هذه الوحشية. عدم استخدام  كلمة الفاشية باستهتار لا يؤدي إلى تطبيع اليمين المتطرف وقبوله؛ ما تقاومه هو تطبيع الخطاب السياسي الطائش والشيطاني.

اليوم ليس 1930، نحن لا نواجه أزمة على نطاق الكساد الكبير أو تركة من المشاعر المثيرة، والآمال المحبطة، والعنف غير المسبوق لمنافسة ما بعد الحرب العظمى. في حين أن الديمقراطية الليبرالية هي حالة شاذة في تاريخ البشرية ويجب ألا تؤخذ على أنها من المسلمات، فإن القواعد الديمقراطية الليبرالية لا تزال تتمتع بشرعية أوسع مما كانت عليه قبل قرن مضى.

ومع ذلك، هناك عنصر واحد يمكن أن يشبه عصرنا بسنوات ما بين الحربين. ولا يزال صحيحًا، كما جادل أورويل في حينه، “أن الفوضى السياسية الحالية مرتبطة بانحطاط اللغة، والخطاب وأنه يمكن للمرء أن يحقق بعض التحسن من خلال البدء من حيث انتهينا، باللغة”، وكما كان في حينها، المجتمعات المنفتحة ما زال دافعها الأفضل عن ذلك هو الرغبة في التفكير والتحدث بوضوح، وليس بشكل فيه مبالغة  وتضخيم، حول التحديات التي يواجهونها.

* مؤرخ في تاريخ أوروبا الحديثة وباحث زائر في جامعة كاليفورنيا، مركز بيركلي للدراسات اليمينية. عن مجلة فورين بوليسي.

رابط المقال الأصلي هنا

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]