لا حكومة في الأفق.. الأحزاب تستعد للأسوأ في لبنان
ترى الدوائر السياسية في بيروت، أن زيارة مساعد وزارة الخارجية الأمريكية، دايفيد هيل، كشفت عن حقيقة تقول «إته لا حكومة في المدى المنظور على الرغم من المواقف الحاسمة التي أطلقها هيل خلال لقاءاته مع كبار المسؤولين اللبنانيين ».
وتشير المعلومات من مصادر متابعة للقاءات الموفد الأمريكي ، بحسب المحلل السياسي اللبناني أنطوان غطاس صعب، بأن «هيل» طالب المسؤولين اللبنانيين بأن يدركوا أنه ولو تشكلت حكومة لن يكون هناك دعم أمريكي ودولي، إلا في حال إلتزام ثلاث عناوين رئيسية:
أولاً: أن تكون الحكومة إصلاحية وتنفذ الشق المرتبط بالمبادرة الفرنسية في هذا السياق.
ثانياً: أن تضم وزراء أخصائيين وأيضاً وفق هذه المبادرة التي أعلنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ثالثاً: عدم مشاركة حزب الله بها وهذا البند تم التركيز عليه بشكل دقيق، حتى أن هيل ابلغ هذا الكلام لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولمعظم من التقاهم. وربط ذلك بما تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية من دعم ومساعدة للجيش اللبناني الذي أثبت قدراته في مواجهة الإرهاب وحفظ الأمن في الداخل اللبناني.
من هنا وإزاء هذه المطالب عُلم أن موقف الفرنسيين بات متشددا كما الأمريكيين، وبناء عليه فإن تشكيل الحكومة يلقى انقسامات داخلية وتباينات دولية وإقليمية.
كل الاحتمالات واردة وعلى كافة الصعد
وتحت مظلة تلك الأجواء، فإن القلق يتفاقم بفعل تدهور الأوضاع المالية والاقتصادية والاجتماعية، مما دفع بهواجس أمنية على خلفية الظروف الاستثنائية التي يجتازها الناس.. وتؤكد بعض الجهات السياسية الفاعلة بأن هذه التعقيدات والأوضاع الصعبة تُبقي كل الاحتمالات واردة وعلى كافة الصعد.
ويأتي هذا التطور في ضوء المراوحة القائمة.. والصورة الحكومية الضبابية آخذة في التمدد، ما يعني أن الطروحات لم تصل إلى المكان الذي يجب أن تصل إليه والمبادرات متوقفة إلى حين ما قد يحمله رئيس الحكومة المكلف من روسيا ومن الفاتيكان، مع العلم ان الاتصالات التي تمت مؤخرا بين المعنيين أظهرت أن لا حكومة في الأفق.
الأحزاب اللبنانية تستعد للأسوأ
وسط هذ الأجواء القاتمة، تستعد الأحزاب اللبنانية وفي المقدمة «حزب الله» عبر تخزين المواد الغذائية والنفطية للمرحلة الخطرة المقبلة، والتي ستكون بعنوان اقتصادي.. وتاتي هذه التطورات مع حركة تسجل الأحزاب لمتلقي الإعانات أو الإعاشات، ونفت الأحزاب ان تكون الحركة «مبادرة المساعدة» مرتبطة باقتراب التحضير للانتخابات النيابية المقبلة ، بل وصنفتها في خانة المساعدة للتخفيف من ضغوطات الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
وذكرت مصادر لبنانية، أن هذه الإجراءات، من قبل الأحزاب النافذة، تأتي للتعويض عما سيترتب على خطوات رفع الدعم التدريجي، بعد انكشاف فضائح الأموال المهدرة في «اللحم المدعوم» بملايين الدولارات، والأمر نفسه ينسحب على الحليب، خاصة حليب الأطفال المفقود في الصيدليات والأسواق، فضلاً عن الهدر في المحروقات والكهرباء.
مخاوف متزايدة من انهيار الدولة اللبنانية
وتلقي هذه الخطوات الضوء على المخاوف المتزايدة من انهيار الدولة اللبنانية، بحسب صحيفة اللواء اللبنانية، وهو الوضع الذي تصبح السلطات فيه غير قادرة على استيراد الغذاء أو الوقود من أجل تفادي الظلام.
وتعكس هذه الخطة أيضا مخاوف في لبنان من أن يدفع الانهيار الناس إلى الاعتماد على الأحزاب السياسية للحصول على الغذاء والأمن كما كان الحال مع المليشيات خلال الحرب اللبنانية بين 1975 و1990.
وقالت المصادر المطلعة، إن الخطة التي من شأنها التحضير للسيناريو الأسوأ المحتمل تسارعت مع اقتراب رفع الدعم في الأشهر المقبلة، مما يثير أشباح الجوع والاضطرابات.
وقال أحد المصادر، وهو مسؤول كبيرن للصحيفة اللبنانية: «الاستعدادات بدأت للمرحلة المقبلة.. إنها بالفعل خطة معركة اقتصادية».
