أفادت مراسلة الغد في بيروت باستمرار عملية التفاوض مع مسلح يحتجز عددا من الموظفين في بنك فدرال بحي الحمرا، حيث يطالب باسترداد وديعة له في البنك.
ويشهد محيط البنك انتشارا كثيفا لقوات الأمن اللبنانية من قوات الداخلية والجيش ورجال الإطفاء والدفاع المدني والإسعاف. وذلك إلى جانب تجمهر كبير من المواطنين والنشطاء السياسيين.
وأشارت مراسلتنا إلى أن قوات الأمن نصحت المواطنين والصحفيين بالابتعاد عن محيط البنك بعدما قام المسلح الذي يدعى بسام حسين بسكب مادة البنزين في البنك.
وذكرت مراسلتنا أن بسام الشيخ حسين والبالغ من العمر 42 عاما يمتلك في البنك وديعة تقدر بأكثر من 200 ألف دولار ويحتاج إلى مبلغ 60 ألف دولار منها لإجراء جراحة لوالده، وهو ما لم يوافق عليه البنك، ما دفعه لاقتحام المقر بسلاح ناري ومادة البنزين واحتجاز عدد من الموظفين والعملاء.
وقالت مراسلتنا إن عددا من معارفه قد أتوا إلى محيط البنك، ونقلت عنهم قولهم إنه “شخص مسالم ولا يجنح إلى العنف ويمتلك محل بقالة، واضطر لفعل لذلك لحاجته الماسة إلى المال من وديعته”.
تعاطف المودعين
وقالت إحدى السيدات المودعات لمراسلة الغد إنها “متعاطفة مع هذا الشخص، كونها مودعة مثله ولا تستطيع الحصول على أموال من وديعتها”. واتهمت البنك بالسرقة.
وأضافت، “القضاء اللبناني لا يحمي حقوقنا والقانون متخاذل والحكومة لا تعيرنا انتباها”.
وفي محيط الحادث، قال أحد المحامين من تحالف متحدون إن هذا المشهد داخل البنك لم يأت من فراغ، فمنذ 3 سنوات بواجه المودعون تعسفا من قبل المصارف ومماطلات بشأن صرف أموال المودعين.
وذكر المحامي أن “هذا الفعل مبرر قانونا بنص المادة 184 عقوبات إنه بحق الدفاع المشروع عن النفس والمال في حال عدم تجاوب القانون معه في أخذ حقه” على حد قوله.
وقال إن هذا الشخص كرر ما فعله من قبل المواطن اللبناني عبد الله الساعي الذي هدد بحرق بنك حال عدم حصوله على وديعته، داعيا كل من سلك طريق القضاء ولم يحصل على أمواله، أن يتخذ نفس المسار.
وأوضحت مراسلة الغد أنه حتى اللحظة لم تصدر تصريحات رسمية بشأن الحادث.
صديق بسام
من جانبه، قال أحد أصدقاء بسام الشيخ والذي رفض الكشف عن هويته إن بسام ظل يذهب للبنك على مدار عام للحصول على جزء من وديعته دون جدوى، مشيرا إلى أن بسام يريد الحصول على الأموال لإنقاذ والده الخاضع للعلاج.
وقال صديق بسام، إن هذا التصرف جاء بعد تلقى أكثر من وعد من البنك ولم ينفذ منها شئ، “فالمصارف لا تسلم الأموال بسهولة إلى أصحابها”.
وقالت مراسلتنا في بيروت إن هناك حالة من التعاطف مع بسام ممزوجة بالغضب، لأن الحادث أعاد إلى الأضواء أزمة يواجهها اللبنانيون في الحصول على أموالهم المودعة في البنوك.
وذكرت أن بسام أكد لعملاء البنك المحتجزين أنه لا يقصدهم ولا يهددهم وكلامه موجه لمدير الفرع والعاملين في المصرف.
