لبنان أمام مرحلة مفصلية..ومخاوف من «الارتطام الكبير» وانفلات الشارع
تؤكد الدوائر السياسية في بيروت، أن لبنان أصبح أمام مرحلة مفصلية في تاريخه المعاصر، فإما يذهب إلى الارتطام الكبير، وبالتالي يسقط الهيكل على رؤوس الجميع، وإما تنجح المساعي الجارية في تشكيل الحكومة الجديدة «المتعثرة»، التي من خلالها يمكن تأخير السقوط أو تجنبه في حال كانت النوايا الداخلية والخارجية صادقة بإمكانية شروع المجتمع الدولي في مساعدة لبنان، من بوابة وجود حكومة مكتملة الأوصاف تكون قادرة على تنفيذ رزمة من الاصلاحات التي وعد لبنان بتنفيذها في المؤتمرات الدولية التي انعقدت لأجل مساعدته.
- مع مخاوف من انفلات الشارع، بحسب تعبير المحل السياسي اللبناني، حسين زلغوط، حيث أفق السياسة والمساعدات والاهتمام الدولي اللازم مسدود إلى درجة تبعث على القلق والخوف من أن نصل إلى ذات صباح ويكون الشارع قد أفلت من عقاله كنتيجة حتمية لعدم قدرة غالبية الشعب اللبناني على تحمل وزر الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي بلغت الدرك الأسفل من الانهيار.
أزمة «بيت العنكبوت»..والحلول مستعصية
ويرى «زلغوط»، أن الأزمة التي تعصف بلبنان لم تعد أزمة تشكيل حكومة، بل أصبحت أزمة متشعبة تأخذ شكل «بيت العنكبوت»، حيث أن الحلول مستعصية، وفي حال نجح أهل الحل والربط في إغلاق أي مربع من مربعات الأزمات، فُتح مربع آخر في أمكنة أخرى، ربما لا يكون في الحسبان، وهكذا دواليك إلى أن نصل إلى المكمن الأساسي للأزمات المتشعبة والتي بات الجميع يُقر بوجودها وهي أزمة النظام الذي بات يحتاج إلى ان تعاد صياغته بما يتلاءم والواقع الحقيقي للبنان، ويتعايش والمتغيرات التي طرأت على المنطقة بكاملها، لكن الوصول إلى هذه الغاية المنشودة ـ وإن كانت غالبية القوى السياسية تطمح بحصولها وإن كان برؤى مختلفة ـ لا تزال بعيدة المنال.
- وتشير المصادر السياسية في لبنان، إلى أن الرؤية الحكومية لا تزال ضبابية، وما قاله رئيس مجلس النواب، نبيه نبيه بري، بالأمس، من أن لبنان يقف على مفارق طرق، وأن الوضع لن يبقى على ما هو عليه، يؤكد أن لبنان أمام ساعات أو أيام قليلة حاسمة على مستوى تشكيل الحكومة، سلباً كان ذلك أم إيجاباً.
ولذلك تتجه الأنظار، حاليا، إلى المشاورات التي يجريها الرئيس المكلف سعد الحريري مع الأطراف الداخلية، وهو بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، يتوقع أن يترأس، اليوم، اجتماع كتلة «المستقبل» النيابية، حيث ستكون له سلسلة مواقف على قدر كبير من الأهمية، في ما يتصل بالملف الحكومي العالق تحت وطأة الشروط والشروط المضادة .
كل الخيارات متاحة أمام الحريري
وكشفت مصادر لصحيفة اللواء اللبنانية، أن رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، سيدرس مع نواب كتلة تياره «المستقبل»، كل الخيارات في ضوء الاتصالات التي يقوم بها، لكي يبنى على الشيء مقتضاه، انطلاقاً من الحرص على مصلحة لبنان وشعبه، وإن أكدت أن كل الخيارات أصبحت واردة، في ظل تمسك الفريق الرئاسي (الرئيس ميشال عون وصهره رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل) بشروطه وعدم استعداده للتنازل من أجل تسهيل ولادة الحكومة.
- وأشارت المصادر، بحسب المحلل السياسيي اللبناني، عمر البردان، إلى أن أي قرار سيتخذه الرئيس المكلف، سيكون حصيلة اعتبارات عديدة، بالنظر إلى أوضاع البلد المأساوية، وما يمكن أن يتركه من تداعيات، اعتذارا أم استمرارا في التكليف، وأن كل شيء متوقع، وأن والصورة ستتضح بعد اجتماع كتلة المستقبل.
تحرك مرتقب للبطريرك الراعي
وتشير المعلومات على هذا الصعيد، إلى تحرك مرتقب للبطريرك الماروني، بشارة الراعي، الذي عاد بدعم فاتيكاني على أعلى المستويات لمساعيه التي لم تتوقف بشأن إزالة العقبات من أمام ولادة الحكومة، وبهدف تقريب وجهات النظر بين قصر الرئاسة «بعبدا» وبين مقر الحكومة «بيت الوسط»، وبالتنسيق مع رئيس مجلس النواب في «عين التينة»، على أن يكون للبطريرك الراعي لقاءات مع رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، للدفع باتجاه إزالة العقبات من أمام تشكيل الحكومة، انطلاقاً من حرص دوائر الكرسي الرسولي على إنجاز هذا الأمر في أسرع وقت، لإنقاذ لبنان من ورطته
قنبلة القاضي طارق البيطار
وسط هذه الأجواء الضبابية التي تخيم على المشهد اللبناني «المترهل» والمخاوف من انفلات الشارع من عقاله.. يتحسب اللبنانيون من تداعيات «المستجد» من الأحداث، ممثلا في القرارات التي اتخذها المحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت، القاضي طارق البيطار، وهي قرارات وصفت بـ «قنبلة البيطار»، وتتصدر واجهة الاهتمامات في لبنان، بالنظر إلى تداعياتها المحتملة، بعدما تمكن من اختراق المحرمات والوصول إلى أعلى الهرم السياسي والطائفي، بحسب تقديرات المحلل السياسي البناني، عمر البردان.
وبانتظار ما ستسفر عنه جلسة هيئة مكتب مجلس النواب، ولجنة الإدارة والعدل، بعد غد، لدرس طلب رفع الحصانة النيابية عن النواب علي حسن خليل، غازي زعيتر ونهاد المشنوق، حيث لم يستبعد المعنيون بهذا الملف، إصدار القاضي البيطار، دفعة قرارات جديدة تطال شخصيات سياسية وأمنية، في إطار التحقيقات التي يجريها، لإماطة اللثام عن هذا الزلزال المروع، ومعرفة أسبابه وتفاصيل حدوثه.
وهي عقبة جديدة تتصدر المشهد السياسي اللبناني، ويصبح تشكيل الحكومة الجديدة معها «بعيدة المنال»، ليزداد الأفق السياسي إنسدادا أمام اللبنانيين !!