يقضي اللبنانيون أيامهم على وقع تتبّع أنباء التدهور المستمر في العملة الوطنية، والذي ينعكس في التراجع غير المسبوق لقدرتهم الشرائية.
وفي الأسواق تبدو بسطات الخضار الأكثر جذبًا، فالناس غير قادرين على الاستغناء عن إعداد وجباتهم رغم الأسعار المرتفعة التي تدفع إلى اختيار الأقل ثمنًا.
وأوضحت إحدى اللبنانيات لمراسلة الغد أنه ليس هناك من رواتب كي نقول إن المواطن سيتلقاها آخر الشهر حتى يستطيع أن يصرف ويشتري احتياجاته، قائلة :”الليرة التي تذهب لا تعود”
ويستغني كثيرون عن اللحوم الحمراء في الوجبات اليومية، فلدى محال الجزارة نجد اللحوم المعدّة للطبخ، أما اللحوم المُعدة للشوي فتغيب مع غلاء السعر وقلة الطلب الذي ارتفع على لحوم الدجاج نسبيًا
ويقول أحد أصحاب محال الجزارة إن من كان يطلب 2 أو 3 كيلوات من اللحوم بات يطلب كيلو واحد مقسم على أربع أجزاء، أو نصف أوقية.
وبينما يؤكد المعنيون أن لا أثر حتى الآن للسلة الغذائية المدعومة، فعلى النقيض نجد أنه كلما ارتفع الدولار كلما تضاعفت الأسعار السلع.
وتشير مراسلتنا إلى ارتفاع ضخم في بعض المواد الغذائية مثل سعر علبة صغيرة من التونة الذي ارتفع من ألفين ليرة إلى عشرة آلاف، وعبوة الزيت من 17 ألف إلى خمسين، كما ارتفع سعر الحبوب في الوقت الذي ارتفع فيه سعر الخبز بقرار رسمي.
وباتت الأسواق التجارية تخلو من كثافة الزوار، فالتراجع المتواصل للقيمة الشرائية للعملة الوطنية حمل الكثيرين على عدم الإصراف بعدما كان من أبرز العادات هنا.
ويشكو البائعين أنفسهم من زيادة الأسعار التي أدت لزيادة أسعار المنتجات التي يشترونها بالإضافة إلى الإيجارات.
وعلى وقع الأنباء عن تهالك قيمة العملة يبدأ اليوم وينتهي، فالليرة لم تعد ليرة والتضخّم أفقدها قيمتها، أما الدولار الذي كان أساس التعامل اليومي فضئيل جدا على شاكلة ضآلة الحلول المطروحة لحل أزمة لبنان.
