لبنان.. توالي الاستقالات وضغط الشارع يضعان حكومة دياب في مهب الريح
ربما أصبحت الحكومة اللبنانية برئاسة حسان دياب، على بُعد ساعات من استقالة جماعية، في ظل ضغط الشارع والغضب العارم المصاحب للانفجار المدمر لمرفأ بيروت الثلاثاء الماضي، الذي جعل نصف مباني بيروت “مهدومة” وأعلنت العاصمة “منكوبة” رسميا، وسقط على الأقل 160 شخصًا وأصيب ما يزيد عن 5 آلاف.
وباتت حكومة “دياب” في مهب الريح، بعد الاستقالة التي تقدمت بها اليوم وزيرة الإعلام منال عبد الصمد، وكانت قبل الأحداث أيضا استقالة وزير الخارجية ناصيف حتي، اعتراضا على هجوم رئيس الوزراء “دياب” على وزير خارجية فرنسا جان إيف لورديان، خلال زيارة الأخير لبيروت.
رئيس الوزراء اللبناني حسن دياب يرأس اجتماعا مشتركا مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان في بيروت يوم 23 يوليو تموز 2020. تصوير: دالاتي نوهرا – رويترز.
استقالات الوزراء تتوالى
وفي إطار ضغط الشارع ضد الحكومة ومسؤوليتها السياسية عن كارثة انفجار “مرفأ بيروت”، قدم اليوم الأحد، وزير البيئة دميانوس قطار، استقالته الخطية إلى رئيس الحكومة حسان دياب، وذلك بعد 4 ساعات من تقدم “عبد الصمد” استقالتها.
وذكرت مصادر أن هناك استقالة أخرى وضعت اليوم الأحد أمام “دياب”، وهي لوزير الاقتصاد راؤول نعمة.
ربما تصبح “جماعية”
والغريب رد فعل “دياب” على استقالة الوزير، وذلك بحسب وسائل إعلام لبنانية، حيث طلب رئيس الوزراء من “قطار” ، تجميد الاستقالة 24 ساعة، وذلك لأنه من الممكن أن تكون الاستقالة “جماعية” ، على حد قول رئيس الوزراء.
وقال قطار لرئيس الحكومة: “رفاق ولادي ماتوا.. ما بقدر استمر بتحمل المسؤولية”.
“دياب” ومهلة الاستقالة
وكان رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، قد أعلن مساء السبت، استمراره في منصبه لمدة شهرين حتى تتفق القوى السياسية على مشروع قانون لإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وهو مشروع القانون الذي قال عنه، إنه سيطرحه على مجلس الوزراء الإثنين المقبل.
ولكن يبدو أن ضغط الشارع المتواصل على الحكومة، لاسيما بعد ما نتج عنه مظاهرات السبت الماضي، جعل “دياب” يفكر في تقديم استقالته هو وحكومته كما قال لوزير البيئة، وإلا ينتظر شهرين كما أعلن مسبقا.
” التغيير بقى بعيد المنال”
وكانت وزيرة الإعلام اللبنانية منال عبدالصمد
قد أعلنت استقالتها من الحكومة، الأحد، بعد هول كارثة بيروت “استجابة للإرادة الشعبية”.
وقالت عبدالصمد في مؤتمر صحفي مقتضب: “أعتذر من اللبنانيين الذين لم نتمكن من تلبية طموحاتهم.. التغيير بقى بعيد المنال”.
وتابعت: أتقدم باستقالتي من الحكومة، متمنية لوطننا الحبيب لبنان استعادة عافيته في أسرع وقت ممكن، وسلوك طريق الوحدة والاستقلال والازدهار”.
