لبنان.. تيار المستقبل: لقاء بعبدا غير مُوفّق والبيان يحوي ألغاما سياسية ووطنية
اعتبر “تيار المستقبل” اللبناني أن لقاء بعبدا لم يكن موفقاً شكلاً ومضموناً، عدا الموقف الذي أعلنه الرئيس السابق، ميشال سليمان، والتزام رئيس مجلس النواب، نبيه بري، للصمت طوال اللقاء.
وأوضح التيار، في بيان، أن البيان الذي توجه به المجتمعون إلى اللبنانيين امتلأ بالعناوين “الملتبسة” التي تؤسس لفتح ملفات خلافية جديدة.
وتساءل التيار “لمن يتوجه لقاء بعبدا عندما يدعو إلى وقف جميع أنواع الحملات التحريضية التي من شأنها إثارة الفتنة وتهديد السلم الأهلي وزعزعة الاستقرار الأمني؟”، وكيف يتخلف عن تسمية القائمين بهذه الحملات وفضحهم، ويجيز لنفسه وضع البلاد في أجواء الشحن الطائفي والمذهبي ويتحدث عن التحضير للفوضى، كما لو أن اللبنانيين على شفير صراع أهلي جديد، لا يستقيم مطلقا مع مناخات الوحدة الوطنية والتعالي على الاعتبارات والولاءات الطائفية التي انطلقت بعد ثورة السابع عشر من نوفمر.
وتابع أن الأحداث الطائفية العابرة التي رافقت التحركات الشعبية وشكلت هجمة متعمدة للانقلاب على الطابع السلمي والمدني للتحركات، وحاولت استدراج البلاد إلى صدام أهلي جديد على صورة ما جرى في بعض أحياء العاصمة، أخمدت في مهدها بفضل وعي القيادات الروحية والسياسية وإجراءات الجيش والقوى الأمنية، وليس هناك من موجب في المقابل لتضخيم عوامل الإنقسام الأهلي وتكوين انطباع خاطىء ومشبوه عن خلافات بين أطياف الشعب اللبناني تقف على حدود الفتنة والحرب.
وأوضح أنه من المستهجن أن يقارب اللقاء النقمة الشعبية التي بدأت في 17 نوفمبر، من زاوية تمنين اللبنانيين بحق التظاهر وحرية التعبير، وتنبيه أصحاب الشأن بوجوب “أن تُمارس هذه الحريّة بحدود القانون الذي يجرم السب والتحقير والمسّ بالكرامات وسائر الحريّات الشخصيّة”، وهي الحدود التي أرادها القصر الجمهوري قاعدة لتحرك القضاء والأجهزة الأمنية بحق الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي وسوّق العشرات إلى التحقيق بتهم تراوح بين الخيانة وسب السلطات.
ولفت إلى أن أخطر ما في البيان الصادر دعوته للتأسيس على اللقاء “للانطلاق من بحث توافقي من دون عُقد أو مُحرّمات بل بإعلاء المصلحة الوطنية المشتركة للعلاج بروح المسؤولية والتفاهم مفاصل الخلافات الكبيرة التي تؤجّج الانقسامات، والسعي إلى توحيد المواقف أو التقارب بشأنها.
ورأى تيار المستقبل، أن البيان يُعلن التأسيس لشيء ما في ظل تغييب كامل لاتفاق الطائف وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب، والإشارة عرضاً إلى هوية لبنان (العربية) بين مزدوجين وفقاً لما ورد في نص البيان.
وتساءل عن الشيء الذي يؤسس له لقاء بعبدا، وهل اتخذ اللقاء قراراً من جانب واحد بفتح الباب أمام تعديلات دستورية بذريعة “التطوير الواجب اعتماده في النظام السياسي اللبناني ليكون أكثر قابلية للحياة والانتاج في إطار تطبيق الدستور وتطويره لناحية سد الثغرات فيه وتنفيذ ما لم يتحقق من وثيقة الوفاق الوطني.
وأكد التيار المستقبل البيان الصادر عن لقاء بعبدا، به مجموعة من الألغام السياسية والوطنية التي تستدعي المراقبة والتنبيه، وتحاول بعلم أصحاب البيان أو من دون علمهم، التغطية على هروب العهد وحكومته من التصدي للمشكلات المعيشية والاقتصادية، وجر لبنان ألى حلقات جديدة من السياسات الخلافية التي تكرس الابتعاد عن النأي بالنفس وتتعمد زجه في مواجهة قانون قيصر.
