تساؤلات الدوائر السياسية في بيروت تدور حول: هل أصبح تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الحريري.. في خبر كان؟! وهل ارتبط التشكيل منذ البداية بالانتخابات الرئاسية الأمريكية رغم نفي مسبق للقوى السياسيى اللبنانية؟ وهل تدفع العقوبات الأمريكية على النائب ورئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل ، تشكيل الحكومة إلى المجهول؟!
يقال في بيروت، إن لبنان دخل حالة من الموت السياسي، والمشهد العام «على المشرحة»!! وأن العقوبات الأمريكية على جبران باسيل لها تأثير غير مباشر على تشكيل الحكومة.
المشهد بكامله على المشرحة
وبات السؤال الخطير والمشروع، بحسب صحيفة اللواء اللبنانية: ما هو تأثير فرض العقوبات الامريكية على النائب جبران باسيل، بوصفه رئيساً للتيار الوطني الحر، وشغل عدة مناصب وزارية، وأحد ابرز اللاعبين على المسرح السياسي اللبناني، على تأليف الحكومة، وبالتالي على التوازنات السياسية، والعلاقات بين مكونات السلطة، او الطبقة السياسية؟
المشهد بكامله على المشرحة، وفقاً لمصادر قيادية في تحالف 8 اذار ( يضم حزب الله، وحركة أمل، والتيار الوطني الحر، وتيار المردة ، والحزب الديمقراطي اللبناني، وتيارات موالية لسوريا)..وتؤكد المصادر للصحيفة اللبنانية، أن الموقف قبل فرض العقوبات على «باسيل»، يختلف عنه بعد فرض العقوبات. وإذا كانت المبادرة الفرنسية اصابها وهن من جراء الاشتباك الذي وقع فيه الرئيس ايمانويل ماكرون مع الاسلام المتشدد، وحتى المعتدل، فإن الاجراء الأمريكي، الذي يتدرج من فرض عقوبات على حزب الله، الى عقوبات على حليفه الوزيرين السابقين علي حسن خليل (المعاون السياسي للرئيس نبيه بري) ويوسف فنيانوس (القيادي في تيار المردة برئاسة النائب السابق سليمان فرنجية)، واليوم جاء دور النائب باسيل ولكن وفقا لقانون «ماغنيتسكي» (وهو اسم محامٍ روسي توفي قيد الاعتقال في موسكو بعد كشف قضية فساد)، ليقحم وضعية دولية جديدة في ا لتعقيدات اللبناني.
حالة من الموت السياسي
ووصف مصدر سياسي العقوبات التي فرضتها الخزانة الأمريكية على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بالصاعقة السياسية الكبيرة والتي تستهدف بشكل مباشر ايضا رئيس الجمهورية ميشال عون، نظرا لموقع باسيل السياسي وقربه من رئيس الجمهورية (صهره) وتأثيره في السياسة والقرارات المتخذة داخليا وخارجيا.
ويرى المفكر والمحلل السياسي اللبناني، احمد الغز، أن لبنان يشهد مرة جديدة حالة من الموت السياسي تحتم على مكونات السلطة العيش في حال من التوهان والضياع نتيجة عدم قدرتها على تأمين أبسط البديهيات وهي تدرك هول إنفصالها عن الواقع الوطني والإقليمي، وتحاول جاهدة تحويل الأوهام والأمنيات والذكريات إلى حقائق لإرضاء رغباتها الغريزية بالتّحكم باللبنانيين التائهين بين الحنين إلى الماضي أو الرغبة بالإغتراب،
ومع كل حالة موت للسياسية في لبنان تتولد مجموعة عدمية جديدة تحاول أن تجد في الأزمات فرصة للتموضع والتّمتع بانهيار منظومة القيم والمعايير، وتسعى إلى إبتكار أدوات التهويل وإرهاب الناس والتربح وجني الثروات وتقويض مرتكزات الأمان الهشة حيث يسود حالة من الخوف والتّرقب من الأخطر والأعظم في قادم الأيام.
مصير تشكيل الحكومة مرتبط بالخارج
ومع تحول المشهد العام في لبنان من التفاؤل إلى التشاؤم، فإن المثير للتأمل، بحسب الباحثة اللبنانية، منال زعيتر، هو إعلان المصادر المقربة من الثنائي الشيعي ، بأن مصير الحكومة ربطه كل رئيس الجمهورية «ميشال عون»، ورئيس الحكومة المكلف «سعد الحريري»، بالخارج بشكل كامل، وبات يمكن تسمية حكومة الحريري بحكومة «الوكالة والمحاصصة الدولية» ، واي كلام خلاف هذا الكلام هو ذر للرماد في العيون.
وقالت المصادر اللبنانية من تحالف 8 آذار، نحن لا نقول بانه قبلا لم يكن هناك تدخلات خارجية في تشكيل الحكومات، ولكن هذه المرة خرجت الأمور عن السيطرة، ولم يعد مقبولا الاستمرار في لعبة المراوغة وشد الحبال وتعلية السقوف وتضييع الوقت وكيل الاتهامات، فيما ازمة التشكيل في مكان اخر.
وجزمت المصادر بأن القصة لا تتعلق بمسالة المداورة أو الاسماء ، فهذه التفاصيل متفق عليها منذ ما قبل تكليف الحريري أو حتى أبعد من ذلك في مرحلة تكليف السفير مصطفى أديب.