لبنان في «عين العاصفة».. البطريرك يرفع الغطاء عن القيادات السياسية
يخيم على احتفالات رأس السنة في لبنان، مناخ من «التوتر والقلق»، ينذر بأن لبنان أصبح في عين العاصفة، وربما تهب رياح عاصفة تزيد من تعقيدات وتشابكات الأزمات المتراكمة داخل المشهد اللبناني العام، وتتراجع مؤشرات التفاؤل بخروج لبنان من النفق المظلم ..ويتصدر دواعي القلق:
- أولا: موقف دول الخليج العربي، بعد الاتهامات الموثقة لـ«حزب الله»، وهو لا يزال يدفع بعلاقات لبنان مع الدول الخليجية إلى مزيد من التوتر والتدهور في آن واحد، بعد الاتهامات الموثقة التي عرضها التحالف العربي، عن ضلوعه في تدريب الجماعات الحوثية على قصف الأراضي السعودية. وقد حملت المعارضة اللبنانية الحزب مسؤولية ما قد ينجم من تداعيات بعد ما تم كشفه عن تورطه في قصف الأراضي السعودية من مطار صنعاء.
- ثانيا: ترقب التحالفات والتكتلات الانتخابية، بعد توقيع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي لمرسوم دعوة الهيئات الناخبة للانتخابات النيابية، بعدما تقرر موعدها في الخامس عشر من مايو المقبل..ويترقب الشارع اللبناني أن تتضح صورة المواقف السياسية للكتل والأحزاب المعنية
- ثالثا: تصاعد الخلافات بين «التيار الوطني الحر» و«الثنائي الشيعي»، وقد لوح رئيس «التيار الوطني الحر»، جبران باسيل، باحتمال إنهاء تحالفه السياسي مع ميليشيا «حزب الله»، ما اعتبره البعض بداية لتغيير التحالفات في البلاد، قبيل الانتخابات النيابية المقبلة. وهذا أمر دونه عقبات، لحاجة كل طرف للآخر، انتخابياً وسياسياً.
- رابعا: ما عبّر عنه بابا الفاتيكان فرانسيس الأول، من قلق على لبنان بسبب الأزمات التي يواجهها، واستياء دوائر الكرسي الرسولي، من تبديد الزعماء اللبنانيين، للكثير من الفرص التي أتيحت لهم، من أجل تجاوز هذه الأزمات، بما يخفف عن كاهل اللبنانيين حجم المعاناة التي يواجهون..في وقت بدا بوضوح أن أداء السياسيين اللبنانيين لن يساعد على تقريب زيارة البابا إلى لبنان.
البطريرك يقرع أجراس التغيير
وفي ظل مناخ متلبد بـ «عوامل التشاؤم اللبناني»، وبالتوافق مع رؤية الفاتيكان، لم تمر إحتفالات الميلاد دون أن تُقرع أجراس الإنذارات واللعنات ضد الحاكمين وكبار المسؤولين، بحسب صحيفة اللواء اللبنانية، وأن أقوى الأجراس، وأشدها إيلاماً للبقية الباقية من ضمائر السياسيين، ما أعلنه البطريرك الماروني، بشارة بطرس الراعي بحضور رئيس الجمهورية نفسه، بأن «لا إصلاح ولا إنقاذ ولا معالجات منتظرة من المنظومة الحاكمة الحالية، وبالتالي لا بد من سياسيين شباب جدد يستطيعون العمل على إخراج البلد من دوامة الأزمات المتفاقمة».
- كلام سيد بكركي يتجاوز حدود العظة الدينية، ولا يخص أتباع الكنيسة المارونية وحدهم، بقدر ما هو كلام وطني بإمتياز، ويلامس جراح وآلام اللبنانيين، الذي يمرون بأسوأ ظروف معيشية في تاريخهم الإستقلالي.
البطريرك يرفع الغطاء عن القيادات الحالية
وتؤكد الدوائر السياسية والإعلامية في بيروت، أن البطريرك الراعي لم يجد حرجاً برفع الغطاء عن القيادات الحالية، بل وبإدانة المنظومة السياسية الحاكمة كلها، بسبب الفشل المريع في معالجة أسباب المحنة الراهنة في لبنان، ما أدى إلى تعطيل المؤسسات الدستورية،
وتشير صحيفة اللواء اللبنانية، إلى أن شجاعة عظة رأس الكنيسة المارونية أنها لم تهتم بتقريظ الحاكمين الفاشلين، بل توجهت بصراحة ووضوح إلى اللبنانيين ومطالبتهم بمعاقبة السياسيين الحاليين بعدم إنتخابهم في الإستحقاق المقبل، بل السعي إلى سلوك طريق التغيير، وإختيار أهل الكفاءات والخبرات، وأصحاب الأيدي النظيفة، ليقودوا معاً غمار ورشة الإصلاح ، وإعادة بناء الدولة على أسس المواطنة الصحيحة، والبعيدة عن المتاجرة بالدين، واستغلال العصبية الطائفية لتحقيق الثروات الخيالية على حساب الوطن والشعب المغلوب على أمره.
- لقد قرع البطريرك الراعي أجراس التغيير.
