بات واضحا ـ بحسب الدوائر السياسية في بيروت ـ أن الملفات المثقلة بالتحديات يتم ترحيلها إلى العام الجديد 2023 وإن لبنان أصبح قي «قبضة التجميد» مع موسم الإجازات، وبالتالي فإن «الستاتيكو» سيبقى هو المسيطر على الساحة الداخلية إلى بدايات العام المقبل، من دون وجود أي مؤشر في الأفق الداخلي والخارجي بإمكانية ترقب أية حلول لمسألة الانتخابات الرئاسية أو معالجة الملفات الإقتصادية والنقدية «المعقدة».
- وكل المؤشرات تدلّ على انسداد كل آفاق الحلول دون حدوث أي اختراق رئاسي أقله في الأشهر الأولى من العام المقبل، وحتى ذلك التاريخ تبقى معاناة المواطن اللبناني وهمومه بتصاعد مستمر على كافة المستويات بانتظار انفراج دولي قد ينعكس إيجابا ولو محدودا على الأوضاع الداخلية، بحسب تقديرات صحيفة اللواء اللبنانية، بعدما أفشل جميع المسؤولين كل محاولات التفاهم والتوافق للوصول الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
المواقف الداخلية والدولية تراوح مكانها
الوضع الداخلي في لبنان لا يزال يراوح مكانه ومع تعثر مشاورات النخب السياسية.. والوضع الخارجي لا يختلف كثيرا، خاصة وأن المؤشرات تدل على تفويض الولايات المتحدة للفرنسيين، خلال المحادثات الأمريكية – الفرنسية التي عقدت مطلع الشهر الحالي، لإيجاد أي حل مناسب من شأنه إنقاذ لبنان، بينما تؤكد المصادر السياسية أن الوضع في لبنان ليس في قائمة أولويات الولايات المتحدة، وكذلك الأمر بالنسبة الى أوروبا المنشغلة بمشاكلها الداخلية والأوروبية المتعلقة بالطاقة والنفط والتضخم بما فيها فرنسا، وتؤكد المصادر أنه ليس لدى باريس أو أي دولة معنية بالملف اللبناني اسم مرشح رئاسي محدد لأنها تعتبر ان انتخاب الرئيس هو شأن داخلي لبناني يجب حصوله من خلال توافق الأطراف اللبنانية فيما بينها.
انسداد شرايين التواصل بين مختلف القوى السياسية
والمخاوف قائمة ومبررة، من أن يكون لبنان أمام المزيد من الأزمات السياسية والاجتماعية في ظل انسداد شرايين التواصل بين مختلف القوى السياسية، التي تتمترس وراء مواقفها معلنة انها ليس في وارد التراجع قيد أنملة، ظناً منها أن ذلك يقوي موقفها ويساعدها على تحقيق مراميها، بحسب المحلل السياسي اللبناني حسين زلغوط، وتقول الأوساط أن الواقع اللبناني سيبقى على حاله من المراوحة التي تحكم على الملف الرئاسي بالترحيل الى العام المقبل.
التشاؤم بحيط بالاستحقاق الرئاسي
ويرى «زلغوط»، أن غالبية المسؤولين اللبنانيين باتوا على قناعة تامة باستحالة انجاز الاستحقاق الرئاسي تحت قبة البرلمان في ظل موازين القوى الموجودة حالياً والتي يستحيل في ظلها أن يتفرد أي فريق سياسي في عملية الانتخاب، من دون حصول حوار جدي بين مختلف الفرقاء بلا اية شروط مسبقة، حتى أن هؤلاء المسؤولين يذهب إلى القول إن الحوار بات غير كافٍ للتفاهم على انتخاب رئيس، وان هذا الاستحقاق بات يحتاج إلى تدخل خارجي «فعلي وجدي» على غرار ما كان يحصل في استحقاقات مماثلة.
- وفي حقيقة الأمر، فإن هذا التدخل الخارجي ما زال غير متوافر الى الآن لأسباب متعلقة بالوضع اللبناني الداخلي أولاً، وبفعل ما يجري في العالم لا سيما الحرب الروسية – الاوكرانية ثانياً، وهذا المشهد يدعو هؤلاء المسؤولين الى الجزم بأن الفراغ الرئاسي سيستوطن في «قصر بعبدا الرئاسي» لأمد طويل.
تحذير من سقوط لبنان «في قبضة الشيطان»
ومع تراكم وتعقيدات الأزمات اللبنانية «الخانقة».. أصبح التساؤل الأكبر: كيف يمكن لبلد يخرج من أزماته طالما أن الحوار بين مكوناته السياسية مرفوض، والتوافق على أي استحقاق مستحيل؟! هكذا بات الخوف مبرراً من امكانية حصول انفجار اجتماعي في وقت ليس ببعيد بعد ان وصل سعر صرف الدولار الواحد إلى عتبة الخمسين ألفاً وهو ما لا يمكن لغالبية الشعب اللبناني تحمله، وبالتالي لن يبقى الوضع الامني في منأى عن الاحتقان الحاصل سياسياً ونقدياً.
- ويجب أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار والتعامل بشكل جدي معه، بحسب صحيفة اللواء اللبنانية، وأخذ ما يلزم من إجراءات لتجنب حصوله لأنه سينجم عن ذلك وضع كارثي يضع لبنان في قبضة الشيطان.
