لبنان في مواجهة أزمة تاريخية.. والحياد «خشبة خلاص»

تؤكد الدوائر السياسية في بيروت، أن الحكومة بلا رصيد، ولبنان أمام تطوّرات خطيرة، بعد أن أغلقت  الأبواب أمام حكومة حسان دياب، من كل الجهات، ولم تكن زيارة وزير الخارجية الفرنسي، »جان- إيف لودريان» سوى مؤشر لما قد تذهب إليه الأمور في البلد.. وهو ما حذرت منه مجلة «لوبس» الفرنسية، من أن لبنان  في مواجهة أزمة تاريخية، ويمر بأكبر أزمة اقتصادية منذ وجوده، ولذلك كان وزير الخارجية الفرنسي على حق في تغيير لغته مع القادة اللبنانيين في مواجهة الوضع السيئ، والتنديد بالشلل السياسي الذي يجعل الإصلاح مستحيلاً في لبنان، حيث أنه يغرق في أزمة أعمق كل يوم والدولة باتت تشعر بالانهيار من دون فعل أي شيء حيال ذلك، ويدفع الفقر في لبنان إلى الانتحار.

 

ونقلت صحيفة النهار اللبنانية، عن سياسيين لبنانيين،أن لبنان دخل منعطفاً جديدا،ً وقد تحمل الأيام والأسابيع المقبلة تطورات كبيرة تحدد مصير البلد، وكان وزير خارجية فرنسا «لودريان» واضحاً في تحذيره من أن لبنان يسير نحو الهاوية، ولم يعد الوقت متاحاً للخروج من النفق والانزلاق نحو الانهيار.

«خشبة خلاص»

وتصدر مصطلح «الحياد الإيجابي» المشهد السياسي العام في لبنان، ويؤكد سياسيون وحزبيون «مستقلون»،أن الحياد، هو طريق الحل للأزمات اللبنانية المتراكمة منذ سنوات طويلة، وتفاقمت أخيرا، وأن المساعدات الخارجية أصبحت مرتبطة بقدرة لبنان على العودة إلى ما كان عليه من الحياد، ونقطة توازن في المنطقة، قبل أن يسقط في دوامة وتبعية  «الانحيازات» العربية والإقليمية والدولية.

 

قبل شهرين من الذكرى المئوية لإعلان دولة لبنان الكبير، طرح البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الحياد كخشبة خلاص للبنان  ـ بمفهوم الخلاص المسيحي ـ  مستعيداً بذلك الدور المحوري لـ «بكركي» ـ مقرالبطريركية المارونية ـ في إنقاذ لبنان.. ثم أصبح هذا الطرح مادة تجاذب بين الفرقاء اللبنانيين بين مؤيد له ومناهض كلياً لمجرد طرحه أمام الرأي العام.

 

مبدأ تاريخي وليس متسجد في لبنان

الغالبية داخل الشارع السياسي اللبناني، ترى أن العودة إلى مبدأ«حياد» لبنان، هو الحل في الوقت الراهن، وأن العودة للحياد تمثل عودة إلى مبدأ تاريخي وليس مستجد في لبنان..ويرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت، الدكتور ميشال دويهي، أن موضوع الحياد في بلد مثل لبنان، ولا سيما بحكم موقعه الجغرافي وتركيبته السياسية الحساسة، قد طرح في عهد الرئيس بشارة الخوري ورئيس الحكومة آنذاك رياض الصلح من خلال اتفاقية هدنة 1948، على أساس الحياد، أي لا يتخذ البلد أي موقف لا مع الغرب ولا مع الشرق..واعتبر«دويهي»، أن ثمة حاجة ماسة اليوم للحياد.

الابتعاد عن الدخول في أحلاف وصراعات وحروب إقليميَّة ودوليَّة

وأعاد البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطري الراعي، التنبيه إلى حتمية وضرورات موضوع الحياد، وقال في عظة اليوم الأحد، :  لقد باتَ واضحًا أنَّ الهدف الأوّل والأساس من نظام الحياد الناشط والفاعل بالنسبة إلى الداخل، هو شدّ أواصر وحدة لبنان الداخليَّة، وتثبيت كيانه وسيادته واستقلاله، وتعزيز الشراكة الوطنيَّة والاستقرار والحوكمة الرشيدة، في دولةٍ قادرة بقوَّة الدستور والميثاق والقانون والمؤسَّسَات على الدفاع عن نفسها بوجه أيّ اعتداء. وبالنسبة إلى الخارج، الحياد هو الابتعاد عن الدخول في أحلاف وصراعات وحروب إقليميَّة ودوليَّة، وبخاصَّة تلك التي لها تأثيرات سلبيَّة مباشرة على الاستقرار داخل الدَّولة

.

 التزام لبنان بالقضايا العامَّة

واوضح البطريرك الراعي،  أن الحياد «الناشط والفاعل»، يعني التزام لبنان بالقضايا العامَّة: من سلام وعدالة وحقوق إنسان، وحوار أديان وحضارات، ودور وساطة في النزاعات الاقليميّة والدوليَّة، ولاسيّما ما يختصّ بوحدة الدول العربيَّة، والقضيَّة الفلسطينيَّة، وصدّ الممارسة العدائيَّة من إسرائيل تجاه أهل فلسطين وأرضهم وحقوقهم وتجاه لبنان وأي بلد آخر.

وأضاف: إن مبدأ «الحياد الايجابي»،هو عودة لبنان إلى دوره التاريخي كجسر بين الشرق والغرب على المستوى الثقافي والاقتصادي والتجاري الذي يمليه عليه موقعه الجغرافيّ على ضفَّة المتوسّط، ونظامه السِّياسيّ بمكوّناته الدينيَّة والثقافيَّة، واقتصاده اللِّيبراليّ، وانفتاحه الديمقراطيّ.

 

حوار جامع لا يستثني أحدا

ويشير المحلل السياسي اللبناني،عمر البردان،  إلى أن البطريرك بشارة الراعي لم يكن  ليطلق دعوته من أجل حياد لبنان، إلا لأنه يدرك كما غيره من اللبنانيين، أن مصلحة البلد أولاً وأخيراً في ابتعاده عن صراعات المحاور، والنأي بالنفس عن التدخل في شؤون الآخرين. ولذلك كان هذا التفاعل الواسع مع هذه الدعوة التي لا زالت تحظى باهتمام داخلي متزايد، منذ إطلاق هذه الدعوة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، وهي مرشحة للتفاعل بشكل أكبر في المرحلة المقبلة، بعدما أعلن البطريرك عزمه الدعوة إلى حوار جامع لا يستثني أحداً، انطلاقاً من مطالبته بحياد لبنان، وهو أمر لا يختلف عليه اثنان، لأنه يصب في مصلحة كل اللبنانيين، بما يخرج البلد من أزماته المتفاقمة التي تهدده في حاضره ومستقبله.

الحياد.. الخيار الأفضل

الدعوة البطريركية المرتقبة للحوار، تتلاقى مع ما سبق وأعلنه رئيسا الجمهورية والحكومة ميشال عون وحسان دياب، بشأن نظرتهما لمفهوم الحياد، لناحية ضرورة تأمين الإجماع المطلوب بشأنه، بحسب صحيفة اللواء اللبنانية،  ولهذا تحاول بكركي السعي لتأمين هذا الإجماع وإن بحده الأدنى، على أمل أن يساعد ذلك في توفير الأرضية المناسبة التي تكفل السير بخيار الحياد الذي يبدو لبنان أحوج ما يكون إلى تطبيقه، باعتبار أن مصلحة اللبنانيين تتطلب سلوك هذا الخيار قبل غيره من الخيارات الأخرى.

 

ولهذا ذهب البطريرك باتجاه خيار الحياد الذي كان سبباً في الماضي، في ازدهار لبنان وتمتعه بميزات اقتصادية ومالية لم تتوافر عند غيره من الدول، ما جعله بحق سويسرا الشرق وأيقونة العالم العربي

ترقب زيارات قيادات  اسلامية  للبطريرك

وتوقعت مصادر سياسية في بيروت، زيارات لقيادات إسلامية سياسية وروحية إلى المقر الصيفي للبطريرك الراعي في « الديمان» أو بمقر إقامته في «بكركي»، وسيكون موضع الحياد والحوار، محور المناقشات مع البطريرك، سعياً من أجل الخروج من هذه الأزمة التي تفترض إبقاء قنوات الحوار والتشاور مفتوحة بين كل المكونات اللبنانية.

دعم عربي ودولي للحياد اللبناني

وتشير المصادر إلى أن البطريرك الراعي، لمس دعماً عربياً ودولياً للخطوات الوطنية التي يقوم بها، ولكل ما من شأنه توحيد كلمة اللبنانيين، بما يساعدهم على تجاوز المعضلة الاقتصادية والمالية التي ترخي بظلالها على الوضع الداخلي، سيما وأن البطريرك توصل إلى قناعة، بأن مخرح الحل هو بأيدي اللبنانيين دون غيرهم، وأن لا مساعدات للبنان في المدى القريب لأسباب عديدة، وهذا يفرض أن يتدبر اللبنانيون أمرهم بأنفسهم، من خلال التركيز على طَي صفحة الخلافات والانقسامات، والعمل من أجل تفعيل أطر الحوار التي تساعد على ولوج باب الحل.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]