لبنان.. مفاوضات «النقد الدولي» طوق نجاة وغضب ضد حكومة دياب
يواجه لبنان أزمة مالية طاحنة انعكست على المواطن اللبناني بشكل واضح، ما ساهم في غضب الشارع ضد أداء حكومة حسان دياب.
مفاوضات صندوق النقد
منذ مايو، عقدت 17 جلسة بين ممثلي صندوق النقد الدولي وحكومة حسان دياب وبدا التباين جلياً بين تقديرات الحكومة لإجمالي خسائر الدولة والمصارف المالية، وتقديرات المصرف المركزي وجمعية المصارف. ويعود القسم الأكبر من ديون الدولة الى المصارف.
وأفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية اللبنانية، نقلا عن وزارة المالية بأن الوفد اللبناني عقد اجتماعه السابع عشر مع صندوق النقد الدولي، وقد تناول “الإجراءات التي اتخذت والتي ستتخذها الحكومة اللبنانية في ما يتعلق بإصلاح قطاع الكهرباء وكيفية تطبيقها، على أن تستكمل المشاورات في الأسبوع المقبل”.
وقدّرت الحكومة هذه الخسائر بـ241 ألف مليار ليرة، وتدخل البرلمان عبر لجنة تقصي حقائق قالت إن الخسائر تتراوح بين 60 و91 ألف مليار ليرة.
وتخلّف لبنان في مارس وللمرة الأولى في تاريخه عن تسديد مستحقات سندات اليوروبوندز التي تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من ثلاثين مليار دولار، ثم طلب مساعدة صندوق النقد.
إصلاحات مطلوبة
وزارة المالية اللبنانية تصر على أنّ المفاوضات مع صندوق النقد مستمرة وأن ما طلبه الصندوق هو توحيد الأرقام والإسراع في تنفيذ الإصلاحات.
ومن بين الإصلاحات المطلوبة تقليص النفقات العامة وتحسين الإيرادات الضريبية، وضبط الحدود وإصلاح المرافق العامة على رأسها قطاع الكهرباء الذي كبّد خزينة الدولة أكثر من 40 مليار دولار منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990).
ويطالب صندوق النقد الدولي الحكومة اللبنانية الحالية باتخاذ تدابير سريعة بينها تحرير سعر الصرف والتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان وتقييد الرساميل بشكل رسمي، بحسب المصادر.
ومنذ انطلاق المفاوضات، ارتفع سعر الصرف من أربعة آلاف إلى تسعة آلاف مقابل الدولار في السوق السوداء.
مخاوف غربية
مستقبل لبنان الاقتصادي يبعث داخل فرنسا بقلق نظرا لاهتمام باريس ببيروت ، حيث حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان من “خطر انهيار” لبنان.
وقال “على السلطات اللبنانية أن تستعيد زمام الأمور وأسمح لنفسي أن أقول لأصدقائنا اللبنانيين: نحن حقاً مستعدّون لمساعدتكم، لكن ساعدونا على مساعدتكم”.
وتشارك واشنطن مخاوف فرنسا تجاه المستقبل اللبناني، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو “نحن داعمون للبنان طالما أنه يقوم بإصلاحات بشكل صحيح ولا يشكل وكيلاً لإيران”، حاملا على حزب الله المدعوم من طهران والذي يُشكّل حاليا الجهة السياسية الأقوى في لبنان.
وحذّرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه بأن الوضع في لبنان “يخرج بسرعة عن السيطرة”، مؤكدة أن بعض اللبنانيين الأكثر ضعفا “يواجهون خطر الموت بسبب هذه الأزمة”.
حكومة دياب تفشل
أكد المحلل السياسي، حنا صالح، أن الحكومة الحالية برئاسة حسان دياب ليس لديها أي رؤية لحل الأزمة الاقتصادية في لبنان.
وأكمل أن حكومة حسان دياب اتخذت إجراءات شجعت تهريب الأموال، وهناك انتقادات بأن الحكومة لم تتخذ أي إجراء لتشجيع المجتمع الدولي لمساعدة لبنان
وأضاف أن حكومة دياب يحميها حزب الله دون اهتمام بالغضب الشعبي، مؤكدا أن الحكومة الحالية حولت لبنان كمنصة عقوبات أمريكية.
عودة لبنان للعرب
قال النائب السابق لحاكم مصرف لبنان محمد بعاصيرى، إن لبنان يمر بأزمة صعبة جدًا على جميع الأصعدة وذلك بسبب الفساد وعدم تحمل مسؤولية إدارة البلاد، لكنه أشار أيضا إلى أن هناك أشخاصًا آخرين جديرين بالثقة.
وأضاف النائب السابق لحاكم مصرف لبنان، أن هناك شرطان لعودة الثقة من جديد، الأول أن تكون هناك حكومة تعطي الثقة للشعب والمجتمع الدولي، والشرط الثاني يجب استعادة علاقة لبنان بمحيطة العربي.
