لبنان.. هدوء حذر يعم بيروت بعد مواجهات بين قوى أمن ومتظاهرين
عاد الهدوء الحذر إلى وسط بيروت بعد مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وأعداد من المتظاهرين المطالبين بمحاسبة الطبقة السياسية الحاكمة.
وكان حريق قد اندلع عند مدخل ساحة البرلمان كما اقتحم متظاهرون وزارتي الأشغال والمهجرين، وسط استقالات وزارية وبرلمانية.
الجيش يحذر من “الشغب”
وأكدت قيادة الجيش اللبناني، في بيان، على التعامل بالطرق المناسبة مع أعمال الشغب وحرق الممتلكات العامة.
وحذرت بعض المتظاهرين الذين تجاوزوا ما سمته “الأطر السلمية” للتظاهرات وعمدوا إلى القيام بأعمال شغب وتكسير وحرق وتعدٍ على الممتلكات العامة والخاصة.
..وينفي إطلاق الرصاص الحي
كما نفت قيادة الجيش اللبناني، قيام عناصره، بإطلاق الرصاص الحي تجاه المدنيين وسط العاصمة اللبنانية بيروت.
وكانت قد تجددت المواجهات بين القوى الأمنية والمتظاهرين، اليوم الأحد، في محيط مجلس النواب اللبناني بالعاصمة بيروت.
ورفضت قيادة الجيش اللبناني، ما تم تداوله عبر مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر أحد الأشخاص باللباس المدني وهو يطلق النار تجاه المتظاهرين، مدعية أنه العقيد جان غنطوس رئيس مكتب أمن بعبدا.
استقالة وزراء
وتزامن مع ذلك، إعلان وزير البيئة والتنمية الإدارية في لبنان، دميانوس قطار، استقالته من الحكومة رسمياً، اليوم الأحد.
وتأتي استقالة قطار بعد أن أعلنت وزيرة الإعلام منال عبد الصمد استقالتها أيضا ظهر الأحد.
وتردد في الوقت نفسه، تقديم وزراء آخرين، باستقالاتهم إلى رئيس الحكومة حسان دياب.
وقال قطار في البيان “مع انسداد أفق الحلول على وقع التجاذبات العبثية، وفي ظل آليات نظام عقيم ومترهل أضاع العديد من الفرص، وتجاوبا مع قناعاتي وضميري، قررت أن أتقدم باستقالتي من الحكومة”.
وقال قطار في بيان، “نفسي حزينة حتى الموت أمام هول الفاجعة، وانحناءً لأرواح الضحايا الأبرياء، وتضامناً مع الجرحى والمصابين وذويهم، وتحسّساً بألم أهالي المفقودين، وتعاطفاً مع جميع المتضرّرين”.
ضرورة رحيل السلطة
ورهن عدد من الخبراء والمحللين،هدوء الأوضاع في البلاد برحيل السلطة التي بدأ بالفعل العديد من ممثليها تقديم استقالات متتالية.
ويصر المحتجون في لبنان على معاقبة المسؤولين عن انفجار “مرفأ بيروت”، ورحيل الطبقة السياسية الحاكمة.
وقال الكاتب الصحفي نضال السبع، إن الاستقالات التي تحدث في لبنان ما هي إلا بمجال الاستعراض وتسجيل المواقف أمام الشعب اللبناني، مؤكدا أن الداخل اللبناني لم يعد قادرا على إنتاج توافق سياسي والحل أصبح في يد الأطراف الخارجية.
وقال إيلي الحاج الكاتب والمحلل السياسي، إن الحكومة اللبنانية أصبحت على شفا الاستقالة نتيجة الأداء السيئ والمتراكم، مؤكدا أن اللبنانيين يريدون تغييرا ملموسا حيث لا عودة إلا ما قبل الـ 4 أغسطس تاريخ تفجير مرفأ بيروت.
من جانبه قال إدموند غريب، الكاتب والمحلل السياسي، إن الغضب في الشارع اللبناني ليس فقط نتيحة انفجار المرفأ ولكن بسبب أمور كثيرة أوصلت لبنان إلى هذه الكارثة، موضحا وجود حاجة ضرورية للتغيير ومحاسبة المسؤولين.
وأضاف غريب أن الحكومة الحالية غير فعالة وفاشلة ويجب أن تسقط، ولكن ليس هذا هو الحل، مشددا على ضرورة انتخاب مجلس نواب جديد يبتعد عن الطائفية.
وأوضح أن اللبنانيين مطالبون حاليا بالتفاهم الداخلي وإحداث الإصلاح الحقيقي للحصول على الدعم الدولي.
فيما يرى العميد الركن خالد حمادة، مدير المنتدى الإقليمي للاستشارات، أن استقالات الوزراء في لبنان تعني غياب الثقة في السلطة ويجب إعادة تشكيلها، مؤكدا أن هذه الوزارات صنعها ميشال عون مع حزب الله.
وأضاف مدير المنتدى الإقليمي للاستشارات، أن الشعب اللبناني كله خارج بيته، ولن يهدأ إلا بسقوط السلطة، ويجب أن تسقط وتحل مكانها حكومة مستقلة، ولن يسكت اللبنانيون بعد الآن.
