حالة من الترقب بين أوساط اللبنانيين لمسار المفاوضات المرتقبة بين الحكومة المؤلفة حديثا ومؤسسات التمويل الدولية، وذلك لفتح الباب أمام مساعدات خارجية قد تساعد لبنان.
فبعد عام من فراغ حكومي ساهم في تعميق أزمة اقتصادية غير مسبوقة، أبصرت حكومة نجيب ميقاتي من غير السياسيين النور، وهو ما لاقى ترحيبا دوليا وعربيا.
ودعت عدة دول، في مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا، الحكومة الجديدة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإصلاح الاقتصاد اللبناني المنهك.
البيان الوزاري
بداية، قالت مايا خضرا، الصحفية بالمجلة الفرنسية للسياسة والبرلمان، إنه من المبكر جدا أن نراهن على الحكومة اللبنانية الجديدة بقيادة نجيب ميقاتي، لأسباب كثيرة أبرزها البيان الوزاري.
وأضافت الصحفية، خلال مشاركتها في برنامج “مدار الغد”، أن الشعب اللبناني يكن لوزراء الحكومة الجديدة كثيرا من الاحترام، لكن في الوقت ذاته يخشون المحاصصة، حينما تبدأ الحكومة مناقشات مع صندوق النقد الدولي.
وأوضحت الصحفية، أن عددا من الوزراء في الحكومة الجديدة كانوا مستشارين لوزراء سابقين، مشيرة إلى أن هناك وزراء آخرين كانوا سفراء ومرتبطين بملفات فساد ومرتبطين ببعض الأحزاب السياسية.
حكومة بدون صلاحيات
ومن الرياض، أكد الدكتور أحمد الشهري، رئيس منتدى الخبرة السعودي للدراسات، أن الإصلاحات في لبنان تحتاج لسلطة قوية قادرة على حكم البلاد سياسيا واقتصاديا وعسكريا، لافتا إلى أنه لا يعتقد أنها تمتلك كل هذه الصلاحيات.
وأضاف الشهري، أن هناك إشكالية في الموازنة والبنك المركزي، والفساد والأموال المهربة والسلاح و”حزب الله”، الذي يتختطف السلطة، موضحا أن كل هذه المعطيات ستقلل من ثقة المجتمع الدولي في لبنان.
وأوضح الشهري، أن لبنان يعيش تحت خط الفقر رغم عدم انقطاع الدعم العربي، أما عملية تأهيل حكومة لا يزال بعيد المنال، مؤكدا أنه يجب أن تكون هناك سلطة قوية ووزراء فاعلين يحسمون الملفات التي لم يتم البت فيها حتى الآن في إشارة إلى انفجار “مرفأ بيروت” و”اغتيال الحريري” بالإضافة إلى ضبط الحدود .
إرادة “حزب الله “
فيما قال فادي سعد، عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل، إن وجود حكومة في لبنان أفضل بكثير من عدم وجودها، مؤكدا أن اللبنانيين كانوا ينتظرون الحكومة لوضع حد للانهيار الحاصل الآن.
وأضاف سعد، أن مدى نجاح الحكومة مرهون بجديتها وتجانس وزرائها، لافتا إلى أن لبنان تحت إرادة سلاح “حزب الله ” إلى حين تعاضد عربي وإعادة لبنان إلى الحضن العربي.
وأوضح سعد، أن أول 3 أشهر للحكومة الجديدة ستكون كلها حول الاقتصاد المتردي والأوضاع المعيشية، بالإضافة إلى وضع خطط مع صندوق النقد الدولي، وإعادة الحاضنة العربية للبنان.
أولويات الحكومة
من جانبه، شكك خليل نصر الله، الكاتب والباحث السياسي، في قدرة الحكومة الجديدة على لملمة كل الأوضاع المتفجرة في لبنان الحكومة، مؤكدا أنه جرى اتصالات مع أمريكيين لتمرير هذه الحكومة.
وأضاف نصر الله، أن هناك سببين وراء تشكيلة حكومة ميقاتي بهذه السرعة، الأول هو إعلان حزب الله استجرار نفط من إيران، والثاني حديث حسن نصر الله أمين عام “حزب الله” التنقيب عن الغاز، موضحا أن هذه الأسباب دفعت للتسليم بالأمر الواقع.
وأوضح خليل نصر الله، أن الظروف دفعت باتجاه تشكيل الحكومة، لافتا إلى أن هناك محاولة شراء وقت من قبل الأمريكيين، وهي أقرب لحكومة حسان دياب السابقة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة ترحب باتفاق زعماء لبنان، أمس الجمعة، على تشكيل حكومة جديدة بقيادة رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي.
وقال المتحدث نيد برايس، في بيان، “نحث على موافقة البرلمان سريعا على هذه الحكومة الجديدة حتى يتسنى لها العمل على تنفيذ إصلاحات ملموسة تعالج الموقف الاقتصادي المتدهور في لبنان”.
وأضاف قائلا “نحن مستعدون لدعم هذه الحكومة في العمل الشاق الذي ينتظرها”.
