لبنان يترقب «معجزة» لولادة الحكومة الجديدة

تساؤلات الدوائر السياسية والإعلامية في بيروت: إلى متى يظل الشعب اللبناني في حالة انتظار لانبعاث الدخان الأبيض من قصر بعبدا الرئاسي إيذانا بتشكيل الحكومة الجديدة؟ وإلى متى يترقب اللبنانيون الخروج من النفق المظلم قبل السقوط في «دوامة الكارثة المحتملة»؟ بحسب تعبير الدوائر اللبنانية.

لا حل إلا من خلال «معجزة» 

من الواضح أن هناك أجواء لا توحي بقرب ولادة ‏الحكومة إلا من خلال «معجزة» أو في توقيت إقليمي ودولي قد يدفعها إلى الولادة كما حصل في ‏محطات سابقة، بحسب تقدير المحلل السياسي اللبناني، أنطوان غطاس صعب، وذلك مرده عدم توافق داخلي ودولي على نواحٍ أساسية تتمثل بمشاركة حزب الله ‏حيث ما زالت الإدارة الأمريكية ترفض أن يشارك الحزب أو حتى من يمثله في الحكومة الجديدة، ‏وهذا يشكل تبايناً في المواقف بين واشنطن وباريس.

الأجواء الحكومية  غير واضحة المعالم

وكشف «أنطوان صعب»، بأن اللقاء الأخير لوزير الخارجية الأمريكية ‏مارك بومبيو مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لم يكن إيجابياً لناحية العرض المسهب حول ‏الحكومة المقبلة في لبنان، إذ تمنى وشدد بومبيو على الرئيس ماكرون ضرورة استبعاد حزب الله، ولكن ‏الرئيس الفرنسي وفق ما تنقل بعض الأوساط المقربة من الفرنسيين في بيروت قد يقارب الوضع ‏مع الأمريكيين، إلا أنه الأكثر اطلاعاً على خصوصية لبنان وظروفه، وهو يسعى لحكومة ‏أخصائيين غير حزبيين، ويستعجل هذا الأمر بغية عدم حصول انفجار اجتماعي في لبنان نتيجة ‏تردي الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية الآخذة أكثر في التدهور.
ورغم مخاوف الانفجار الاجتماعي، ورغم محاولات فرنسا والاتصالات التي جرت بهدف الدفع لتشكيل الحكومة قبل عقد مؤتمر الدعم الإنساني في باريس ـ اليوم الأربعاء ـ إلا أن الأجواء الحكومية  لا زالت غير واضحة المعالم، على الرغم من المسودة التي رفعها الرئيس ‏المكلف سعد الحريري لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتي حملت أسماء 18 وزيراً، ولكن ‏رفضها بات أمراً واضحاً!

الخطوات الأمريكية «السيئة» تجاه لبنان

ومن المتوقع ان إحتدام الصراع الأمريكي – الإيراني، وخاصة عقب اغتيال العالم النووي الإيراني، فخر زاده، سوف يرخي بظلال غير مريحة على الواقع اللبناني ويزيد أزماته تعقيداً.. وبحسب المحلل السياسي، حسين زلغوط، فإن الخطوات الأمريكية السيئة تجاه لبنان من شأنها بالتأكيد فرملة عملية تشكيل الحكومة من جهة، وزيادة في انكماش الدورة الاقتصادية والتجارية والمالية في لبنان من جهة أخرى، حيث سيغيب لبنان بالطبع عن المؤتمر الاقتصادي الذي يعقد في باريس لحشد الدعم والمساعدات الانسانية في لبنان، هذا المؤتمر الذي كان يتوجب أن تحضره حكومة لبنانية مكتملة الأوصاف للاستفادة منه قدر المستطاع.
 وهذا ما أزعج فرنسا التي كانت تسعى بشكل حثيث لتأليف حكومة تكون قادرة على محاكاة المطالب الدولية في ما خص الاصلاحات.

شد حبال وانقسام متواصل

وداخل المشهد اللبناني، باتت التعقيدات التي تحاصر تشكيل الحكومة، واضحة ومكشوفة، سواء  أكان على المستوى الداخلي من خلال الانقسامات ‏والخلافات  بسبب مناقشات وجدل حول قانون التدقيق الجنائي أو قانون الانتخاب، وصولاً إلى الوضعين الإقليمي والدولي، ومن المتوقّع وفق المتابعين والمعلومات المتوفرة، أن يكون هناك شد حبال أكثر وانقسام ‏متواصل حول الملفات الداخلية السياسية والاقتصادية والمالية، وخصوصاً التدقيق الجنائي، وهذا ‏ما يؤدي إلى فرملة «تشكيل الحكومة» في ظل الصراع القائم بين الرؤساء والقوى السياسية والحزبية كافة.‏

 شرايين التواصل ما تزال مسدودة

وهكذا..أصبحت عملية تشكيل الحكومة الجديدة، تحتاج إلى «معجزة»، خاصة وأن  شرايين التواصل بين أهل الحل والربط ما تزال مسدودة، ولم تبرز في الساعات الماضية أية مؤشرات من شأنها أن توحي بإمكانية إحداث خرق في جدار هذه الأزمة، وذلك بفعل تمترس كل فريق وراء مواقفه، سواء بشأن تسمية الوزراء أو توزيع بعض الحقائب.
وفي هذا السياق، تؤكد مصادر سياسية عليمة، بحسب المحلل السياسي حسين زلغوط،  أن استمرار الجفاء الموجود بين «قصر بعبدا» الرئاسي،  و«بيت الوسط» مقر رئيس الحكومة،  من شأنه أن يبقي الوضع الحكومي يدور في الحلقة المفرغة، على الرغم مما يقال بأن التشكيلةالحكومية باتت جاهزة في جيب الرئيس المكلف«سعد الحريري»،الذي ينتظر الفرصة السانحة لوضعها بين يدي شريكه في التشكيل، أي رئيس الجمهورية لاتخاذ القرار.
بينما تؤكد المعلومات بأن هذه التشكيلة الوزارية مؤلفة من ثمانية عشر وزيراً، فيما الرئيس ميشال عون يصُر على أن تكون عشرينية.. ولا تخفي المصادر استمرار وجود حالة من الجفاء بين الرئيس عون وسعد الحريري، وهذا المناخ غير المريح وحده كفيل بتعثر عملية تشكيل الحكومة.

 ويرى «زلغوط»علماً أن العامل الداخلي ليس وحده من يقف حجر عثرة أمام ولادة الحكومة، فالعامل الخارجي ربما يكون اكثر تأثيراً في هذا الاستحقاق وهو ما يعني ان هناك عدة مراحل يجب ان تقطع في لبنان وخارجه قبل ان يُقال بأن الضوء الأخضر قد أعطي للذهاب بتشكيل حكومة جديدة في لبنان.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]