لبنان يستعيد روح الثورة.. لماذا عاد الحراك الشعبي إلى الشارع؟

تشهد ساحات لبنان اليوم « السبت الكبير»، بحسب وصف الدوائر السياسية في بيروت،  أو«اليوم الموعود»، باستعادة شباب ثورة 17 أكتوبر/ تشرين الأوّل «روح ثورتهم»، فيُطلقون النفير للاعتصام والتظاهر ضد كل من سرقهم ونهبم، وأضاع سنوات أعمارهم، بعيداً عن الطائفية والمذهبية، وكل محاولات التشويه للاعتصام وحرفه عن هدفهم الأهم.. فيما تطالب اللافتات التي جرى رفعها، بانتخابات نيابية مُبكرة ولاثقة، واسترجاع الاموال المنهوبة، ومحاربة الفاسدين والفساد وتتناول استفحال الغلاء والدولار.

 

مطالب «السبت الكبير»

«السبت الكبير» يطرح تساؤلا تحت عنوان: «لماذا عاد اللبنانيون الى الشارع؟». قد تكون الاجابة واضحة على الشعارات واللافتات التي يحملها المحتجون مجددا، وأبرز ما جاء فيها: «لا للتقشف الاقتصادي .. لا للإفقار الاجتماعي»، «لا للسطو على موجودات الدولة عبر مشاريع الخصخصة»، « لا لمصادرة القرار السياسي اللبناني المستقل والمتعلق بقضاياه السيادية الداخلية والخارجية»، « نريد دولة وطنية ديمقراطية، لا دولة طائفية فاشلة أو فدرالية مدمرة».

70% من الشعب اللبناني بات عاطلًا

ويرى المحلل السياسي اللبناني، أندريه قصاص، أن عودة الحراك الشعبي إلى الساحات، من كل الأعمار، صغارًا وكبارًا، ومن كل المناطق، لأن نار الغلاء كوت الجميع من دون إستثناء، ولا أحد إلاّ ويئن لعدم توافر ما يكفيه لإطعام عائلته. الجميع مهدّدون بأن يصبحوا عاطلين عن العمل. وتتحدث الإحصائيات أن 70% من الشعب اللبناني بات عاطلًا عن العمل. هذا يعني بلغة الأرقام أن هذه الأكثرية المسحوقة قد أصبحت تحت خط الفقر. والآتي أعظم.

 

سلطة لا ترى الأزمة المعيشية الخانقة

ويقول «قصاص» ينزل اللبنانيون اليوم إلى الشارع  لرفع الصوت في وجه سلطة لا ترى في الأزمة المعيشية الخانقة سوى حملة سياسية من بعض الجهات، التي تحاول إظهار فشل العهد(تحالف ما يسمى بالعهد الرئاسي) ، ومعه حكومته، ولن نتفاجأ إذا سمعنا اليوم أصواتًا تتهم المتظاهرين بأنهم ينفذّون أجندة خارجية وأنهم تابعون لهذه السفارة أو تلك، وهذا ما سمعناه بالأمس القريب عندما هدّد المتظاهرون بسقوط عروش من يعتقدون أنهم باقون في مواقعهم إلى ما لا نهاية.

تحذير من «طابور خامس» لإخراج التظاهرة عن أهدافها السلمية

في المقابل نرى أن السلطة بكل مكوناتها منزعجة من تحرك اليوم، وتضعه في خانة التهويل عليها وإظهارها بأنها عاجزة وغير قادرة على تأمين الحلول للمشاكل الكثيرة التي يعيشها المواطنون، وقد تكون المطالب الحياتية في سلم الأولويات، التي يمكن أن تصيب هذه السلطة في المكان القاتل، بحسب تعبير أندريه قصاص، وهي لهذه الغاية سارعت إلى وضع شروط لهذه التظاهرة، مع حشد أعداد كبيرة من القوى الأمنية لفرض هذه الشروط، مع تسجيل إمكانية دخول «طابور خامس» على الخط لإخراج التظاهرة عن أهدافها السلمية ولتبرير التعامل معها بقسوة تمامًا كما كان يحصل في السابق عندما كانت تُحرف التظاهرات عن أهدافها الحقيقية.

جذوة الثورة باقية

ومن جانبه، يؤكد الباحث والمحلل السياسي اللبناني،غسان ريفي، أن كل الأنظار تتجه اليوم الى ساحة الشهداء التي على عاتقها تقع مسؤولية إحياء ثورة 17 أكتوبر/ تشرين الأول بعد كل محاولات إستيعابها وإختراقها وشيطنتها وتخوينها وتقسيمها وإضعافها وصولا الى إخمادها، إلا أن جذوتها بقيت وهي عادت الى الاشتعال ردا على سلطة سياسية ليست في وارد التخلي عن أنانياتها ومصالحها ومكاسبها وهدرها وفسادها وعن إمعانها في التمسك بنهجها الذي أفلس البلاد وأفقر العباد.

 

حكومة تخفي عجزها بمستحضرات تجميل

ويقول «ريفي» سيعود اللبنانيون اليوم الى الشارع، ليصرخوا بأعلى أصواتهم ضد هذه السلطة من بعبدا مرورا بعين التينة وصولا الى السراي الحكومي، بعدما أيقنوا أن ما قبل«ثورة 17 تشرين كان أفضل مما بعده»، وأن الدولارات الستة التي رفضوا دفعها ضريبة على الواتساب قاموا بدفعها مئات الأضعاف بسعر غير مسبوق للدولار، وغلاء يتوحش يوما بعد يوم، وأن الحكومة التي نجحوا باسقاطها في الشارع إستبدلت بحكومة «فوتوشوب» تخفي ضعفها وعجزها وفشلها بمستحضرات تجميل تغطيها لفترة ثم تظهر بشاعتها التي تنعكس سلبا على اللبنانيين الذين باتوا يشعرون أنهم مكشوفين سياسيا وأمنيا وإقتصاديا وماليا في ظل حكومة تقول ما لا تفعل وتتغنى بإنجازات غير موجودة، وتنسب لنفسها بطولات وهمية.

يعود اللبنانيون الى الشارع، إحتجاجا على دخولهم نادي الفقراء، وعلى البطالة التي بلغت نسبا مخيفة حتى دخلت الى كل بيت، وعلى صعوبة تأمين أبسط مقومات العيش الكريم، ولمواجهة سلطة تكذب على شعبها، باصلاح مزعوم، وتغيير مفقود، ومكافحة فساد يزداد فحشا، وإستقلالية قضاء يرتمي بالأحضان السياسية، وإعتماد كفاءات غير موجودة إلا بالمحسوبيات، والتغني بإنجازات وهمية.

  • ولعل أكثر ما إستفز اللبنانيين خلال اليومين الماضيين هو محاولة السلطة نفض يديها من مسؤولية ما يحصل، عندما قال رئيس الجمهورية للحكومة خلال جلستها يوم الخميس الماضي، في قصر بعبدا، «لا أنا ولا أنتم سبب هذه الأزمة»، الأمر الذي سيضاعف من غضب المحتجين ومن مطالبتهم باسقاط هذه السلطة من رئيس الجمهورية الى رئيس الحكومة.

اللعب بسلاح حزب الله

في المقابل فإن المطالبة بنزع السلاح غير الشرعي، يقابله شارع آخر يعتبر أن هدف هذه المطالبة إضعاف المقاومة أمام عدو يتربص بالوطن شرًّا في كل لحظة، وعند مفترق كل طريق، وهكذا يتخوف البعض من  المحاولات التي تجري على قدم وساق لحرف الثورة عن مسارها بتسييسها وإدخال سلاح حزب الله عنصر إنقسام بين مكوناتها، وإن باءت حتى الآن تلك المحاولات بالفشل، وقد أعطت طرابلس أمس نموذجا عندما رفضت أن يكون السلاح شريكا مضاربا للمطالب المعيشية والحياتية.

  • ولكن بقي «حبس أنفاس خوفا من المحذور»

دولة رخوة.. وأجنحة متكسرّة

ووفقا لتقديرات ورؤية عدد من السياسيين اللبنانيين.. يبدو أن لبنان أمام فترة سماح مؤقتة، يفترض تحرّك الهرم السياسي، بأجنحته الثلاثة: رئاسة الجمهورية  ومجلس النواب والحكومة، نحو محاولة جدية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والّا فإنّ تلك الاجنحة ستصبح أجنحة متكَسّرة او مكسورة الخاطر على صخرة الأزمة، وفي تلك الحالة يصبح «العهد القوي» مجرّد شعار في «دولة فاشلة»، أو في أحسن الأحوال «دولة رخوة».

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]