لبنان يلملم جراح «الخميس الأحمر».. وصراعات أهل السياسة تحاصر اللبنانيين
بات واضحا للمراقبين في بيروت، أن لبنان أصبح على «صفيح ساخن»، رغم محاولات «لملمة» جراح أمس «الخميس الأحمر»، الذي فجر بركان القلق والرعب من المستقبل، وانتقل بالشعب اللبناني من هموم عدم ردع جنون الدولار، أو ارتفاع الأسعار، أو معاناة «العتمة» مع انقطاع الكهرباء ، أو منع الدولة من الانهيار، إلى السقوط في دوامة «بروفة حرب سوداء»، بعد أن تجاوز الحدث حدود الحادث الأمني العادي، واخترق خطوط الفتنة.
- وبقي السؤال الحائر قائما: إذا كان لبنان أمام سيناريو خطير مقبل، أو أن ما جرى بالأمس دفن في مكانه حتى وإن ترك آثاره؟
تساؤلات فرضها «الخميس الأحمر»
وتشير مصادر سياسية مطلعة عبر صحيفة اللواء اللبنانية، إلى أن معالجة ما جرى على الأرض جراء الموقف والموقف المضاد من القاضي بيطار وادائه، يجب أن تأخذ بالاعتبار مبدأين: الأول وهو مبدأ فصل السلطات وهذا ما أشار إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.. أما الثاني فيقوم على مبدأ الاختصاص وأن مجلس القضاء الأعلى هو الجهة المخولة في معالجة شؤون القضاء.
- في هذه الأثناء تنشط الاتصالات على خطين، خط تهدئة الشارع وخط معالجة وضع القاضي بيطار.. وهما خطان متوازيان.. والواضح أنه لا عودة للجلسات الحكومية قبل بلورة حل ما.
«الخميس الأحمر» في لبنان، ترك أكثر من علامة استفهام:
- أولا : إمكانية تكراره لأكثر من سبب وتوقيت
- وثانيا: علامات استفهام عن التضامن الحكومي وعن التزام كل وزير بقرار مرجعياته الحزبية والعودة إليه.
- وثالثا: هل تجاوز لبنان مزالق الوقوع في «حرب أهلية» جديدة، بأسماء جديدة، وأدوات حرب قديمة؟
الانزلاق الخطير نحو الحوار بالسلاح
ويرى محللون أنه من الخطأ القول أن الاشتباك كان إبن ساعته، وأنه انتهى مع انتهاء إطلاق النار، ومغادرة المسلحين الأحياء المرعوبة، وسيطرة الجيش على الوضع الأمني في محيط محلة الطيونة، بحسب تحليل صحيفة اللواء، والواقع أن الاشتباك السياسي بين مؤيدي المحقق البيطار ومعارضيه مستمر، طالما هو باقٍ في موقعه كمحقق عدلي في جريمة انفجار المرفأ.
- والمواجهة أصبحت أكثر تعقيداً بعد الانزلاق الخطير نحو الحوار بالسلاح، واستخدام لغة العنف في قضية وطنية وذات أبعاد إنسانية، تتطلب إجماعاً داخلياً لمعالجة تداعياتها الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية.
والقراءة السياسية السريعة للمواجهة النارية أمس تُبين أن الحكومة هي الضحية الأولى، وأن نتائج ومضاعفات «الخميس الأسود» ستظهر تباعاً في المشهد السياسي اللبناني، المُقبل على تغيرات مفصلية في الخريطة السياسية خلال الفترة القريبة.
صراعات أهل السياسة تحاصر اللبنانيين
ويرى سياسيون ومحللون في لبنان، أن أحداث يوم أمس الخميس، أثبت حقيقة مؤلمة وقاسية، وهي اللبنانيين محاصرون جميعاً في نزاعات أهل السياسة، وفي تفلّت الشارع، وفي غياب الدولة، بحسب صحيفة النهار اللبنانية، وأن صراعات أهل السياسة تنعكس على حياة الناس، وعلى جودة تلك الحياة، وعلى نوعية الحياة، والخوف من أن تقضي على الحياة في ذاتها.
- لا يهمّ من بادر إلى إطلاق النار.. النتيجة أنّ اللبنانيين يطلقون النار على أنفسهم ويتلاعب بهم أهل السياسة ويحولونهم وقوداً لصراعاتهم ونزاعاتهم.
وبعد يوم دام من اشتباك مسلّح وُصِف بـ «الأخطر منذ سنوات» في محيط مناطق الطيونة – الشياح وعين الرمانة، يخيّم هدوء حذر في هذه المناطق مع انتشار الجيش في الأحياء الداخلية، بعد سقوط 7 قتلى وعشرات الجرحى، كما شهدت هذه المناطق حالة نزوح كبيرة للأهالي، جرّاء الهلع من استمرار تساقط النيران الكثيفة.