رغم تدفق التقارير والتحليلات والتوقعات فإن للمفاجئات مكانها الرحب في الانتخابات النيابية اللبنانية، حتى استطلاعات الرأي تبقى متحفظة حذرة ذلك أن مزاج الناس بين المشاركة والمقاطعة ولصالح لائحة أو أخرى يبقى متطورا متبدلا متحولا حتى اللحظات الأخيرة.
اللبنانيون بالطبع يعولون على أن تحدث الانتخابات تغييرا ما تحت قبة البرلمان، والعواصم المعنية العربية والدولية تراقب الحملة الانتخابية وتشجع على مشاركة اللبنانيين في إحداث هذا التغيير.
ويدلي اللبنانيون اليوم الأحد بأصواتهم في أول انتخابات منذ الانهيار الاقتصادي لبلادهم، وبعد مرور أشهر من الغموض إزاء إمكانية إجراء الانتخابات، سيتم فتح صناديق الاقتراع في الساعة السابعة صباحا (0400 بتوقيت جرينتش) في 15 دائرة انتخابية. وسيُدلي المواطنون الذين تزيد أعمارهم على 21 عاما بأصواتهم في مدن وقرى أسلافهم التي هي في بعض الأحيان بعيدة عن مقار إقامتهم حاليا.
ومن المقرر أن يصوت مجلس النواب المقبل على إصلاحات رئيسية يطلبها صندوق النقد الدولي للسماح بتوجيه مساعدات مالية تخفف الأزمة اللبنانية. كما سينتخب مجلس النواب رئيسا جديدا ليحل محل عون الذي تنتهي فترته الرئاسية في 31 أكتوبر تشرين الأول.
ومن جانبه أكد رئيس تحرير موقع أساس، زياد عيتاني، أن الانتخابات هي بوابة الأمل لمنع الفوضى والحرب الأهلية في لبنان.
وأوضح عيتاني، خلال تصريحات له مع برنامج أبعاد، أن الانتخابات في لبنان هي الأداة السلمية الوحيدة أمام الشعب اللبناني لإثبات إصراره على المقاومة.
وأشار إلى أن الناخب السني يجب أن يصوت في الانتخابات لأنه مواطن لبناني في الأساس قبل الانتماء الطائفي.
كما أكد الناشر والباحث في الشئون السياسية انطوان سعد، أنه يجب التصويت لقوى التغيير لكسر احتكار القوى التقليدية للحكم.
وأوضح سعد، خلال تصريحات مع برنامج أبعاد، أن من يطرح شعارات التغيير في الانتخابات لم يقدم أي برامج انتخابية تضمن قدرتهم على إحداث التغيير.
وأشار إلى أنه يجب أن يضمن المرشحين برامج تفسر أسباب الأزمة التي مرت على لبنان وكيفية حلولها.
وفي سياق متصل أكد الصحافي والكاتب السياسي عبد الوهاب بدرخان، أن هناك حذر وليس سلبية تجاه لبنان في الفترة المقبلة.
وأوضح بدرخان، خلال تصريحات مع برنامج أبعاد، أن هناك تفاوت في الاهتمام بالانتخابات اللبنانية بين عواصم العالم.
وأشار إلى أنه يمكن اهتمام من بعض العواصم الكبرى بالانتخابات اللبنانية لقياس كيفية مساعدة لبنان في أزمته.
أكد الأكاديمي والسياسي حارث سليمان، أن التصويت في الانتخابات هي الأداة الأساسية للتغيير في لبنان
وأضاف سليمان، خلال تصريحات مع برنامج أبعاد، أن الانتخابات فرصة لعقاب منظومة الطبقة الحاكمة التي تسببت في تدهور أحوال لبنان.
وشدد على أن الانتخابات فرصة للعقاب ثم وضع أول خطوة للنهوض الاقتصادي والتعافي عبر اختيار طبقة سياسية منتخبة.