يبدو أن لبنان اعتاد على كثرة فرقائه، فكل الأطراف تريد حلا، لكنهم لا يتوافقون على حل واحد، ويظل الجديد هو أن المبادرات الخارجية أصابتها عدوى تعدد المسارات، فقائد الجيش اللبناني جوزيف عون توجه للدوحة للمساعدة والتشاور، بينما قصد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الرياض لمباركة المبادرة الفرنسية.
أما المبادرة الكويتية القديمة الجديدة فما زالت باقية ببنودها العشرة بما فيها بند حصر السلاح بيد الدولة، فهل حل أزمة لبنان الداخلية ستكون على مبادرة خارجية.
بنود المبادرة الكويتية
*قيام الحكومة اللبنانية بتنفيذ إصلاحات شاملة.
*الالتزام بتنفيذ اتفاق الطائف المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان.
*شمول الإصلاحات جميع القطاعات ولا سيما الطاقة ومكافحة الفساد ومراقبة الحدود.
*أهمية الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته ووحدته، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي.
*ضمان ألا يكون لبنان منطلقا لأي أعمال إرهابية تزعزع استقرار وأمن المنطقة.
*ضرورة حصر السلاح بمؤسسات الدولة الشرعية.
*وقف العدوان اللفظي والعملي ضد الدول العربية وتحديدا الخليجية والالتزام بسياسة النأي بالنفس.
ليس على درب واحد
كل الأطراف تتحرك داخل لبنان لحل أزمته، لكنهم لا يسيرون في درب واحد، وبالتالي فمقصدهم ليس واحدا، وإن كان لبنان قد اعتاد على كثرة فرقائه، إلا أن الجديد هو تلك المبادرات الخارجية أصابتها عدوى تعدد المسارات.
فقائد الجيش اللبناني جوزيف عون أختار الدوحة للمساعدة، ما رفع أسهمه في سباق الوصول إلى رئاسة الجمهورية، وذلك بالتزامن مع ترويج “معلومات” عن توافق دولي وشبه إقليمي على اسمه، بينما قصد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الرياض لمباركة المبادرة الفرنسية.
باتت فرنسا وقطر تتحركان على خط الاستحقاق الرئاسي في حين أن واشنطن والرياض يتلقيان نتائج الحركة الفرنسية القطرية وكيفية مواكبة الأمور، فضلا عن أن هناك تفاهما أمريكيا – فرنسيا لأنه لا يمكن تجاوز السعودية في لبنان، لأن تجاهل الرياض يعني حرمان لبنان من ضخ الأموال لإخراجه من أزمته.
انحلال المؤسسات
أكد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة باريس، الدكتور خطار أبو دياب، أنه يجب ألا تبقى إيران تتحكم في لبنان من خلال حزب الله.
وأوضح أبو دياب، خلال تصريحات له مع برنامج “مدار الغد”، أن هناك انحلال في المؤسسات اللبنانية واقتراب من الانهيار الكامل.
وشدد على أنه يجب ترميم العلاقات العربية مع لبنان وذلك لإبعاد إيران عن اللعبة اللبنانية.
مبادرة خارجية
قال الكاتب والباحث السياسي من بيروت الدكتور عارف العبد، إن حل الأزمة في لبنان ليس بالضرورة أن يكون بمبادرة خارجية.
وأوضح العبد، خلال تصريحات له مع برنامج “مدار الغد”، أن هناك استراحة مبادرات حيث لا توجد مبادرة قادرة على الحل.
وأشار إلى أن الأزمة اللبنانية لن تقابل مبادرة حقيقية قادرة على الحل، لذلك فجميع الأطراف لم تعد تطرح مبادرات بشكل مؤقت.
الموقف الإيراني
أكد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية الإيرانية من طهران الدكتور مصدق مصدق بور، أن إيران تشجع الاتفاق والتوافق حول اختيار رئيس جمهورية.
وأشار بور، خلال تصريحات له مع برنامج “مدار الغد”، إلى أن الولايات المتحدة لا تكترث باسم الرئيس اللبناني القادم طالما يخضع لأمريكا.
