لبنان يواجه المجهول.. مؤشرات الانفجار تسابق خطط الاستقرار

يبدو أن لبنان يقف على أبواب المجهول، وأن مؤشرات الانفجار تسابق خطط الاستقرار، الأمر الذي دفع رئيس مجلس النواب اللبناني،  نبيه بري، للتحذير في رسالة، أبسط ما يمكن أن يقال فيها، إنها تندرج في باب «اللهم بإني بلغت»، مؤكدا  أن «الوقت حان كي تبدأ الحكومة العمل على الارض، بعيدا عن خطط ويرامج مسجلة، على الورق، فالأمر يتطلب أفعالاً أكثر من الأقوال، وأن الوضع لا يمكن أن ينتظر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي».

المجهول هو المعلوم الوحيد في لبنان

ويرى الخبيرالاستراتيجي اللبناني، أحمد الغز، أن المجهول هو المعلوم الوحيد في لبنان بعد أن أصبح القادة والنخب السياسية والإعلامية مجرد منجمين أو مبصرين، كل يتحدث حسب رغباته وأهوائه مع تداعي الوقائع والطموحات وتورط القادة والحكام في الرهانات على محاصيل ومغانم أشواك الفوضى الخلاقة وعمليات القتل والدمار والانهيار والنزوح التي تجتاح دول الجوار العربي، بعد أن كان لبنان يعتمد عليها في تحقيق استقراره السياسي والأمني والاقتصادي.

ويؤكد «الغز»،أن المجهول هو المعلوم الوحيد في لبنان حيث تتحول الأرقام إلى أوهام، والخطط الاقتصادية إلى روايات وأفلام، ويتشارك اللبنانيون في صناعة المجهول والضياع  مع دول صديقة وشقيقة تحاول حل أزماتها الكبرى باستخدام لبنان في أسواق رهاناتها عبر عمليات شراء الوقت الموجعة والمكلفة ومن خلال فوضى خلط أوراق النقاش حول مستقبل لبنان

إثارة العصبيات الطائفية والمذهبية ستبعث من جديد !!

ويشير الخبير الاستراتيجي ومستشارمؤسسة الفكر العربي، إلى أن المجهول هو المعلوم الوحيد في لبنان، بعد أن أقفلت المصارف أبوابها على المدخرات وتوقفت المؤسسات عن دفع الرواتب وعلقت المدارس والجامعات واشتعل سعر صرف الدولار وتعاظمت أسعار المواد الغذائية، ولا يزال السياسيون منشغلين بالتصريحات والتغريدات والإطلالات والمؤتمرات الصحفية وبالخطب الصماء عن النجاحات والإنجازات رغم العطالة السياسية والاقتصادية والعطالة الاجتماعية الوبائية ومكونات العملية الإنتاجية تتفكك وفي طريقها إلى الزوال، وهناك من يعتقد بأن إثارة العصبيات الطائفية والمذهبية ستبعث، بعد أن تبددت كل الإنجازات التي حققها اللبنانيون في سنوات سلمهم الأهلي.

مطالب التحرر من سطوة الاحتلال الطائفي والمذهبي

لبنان يواجه المجهول، مما دفع الدوائر السياسية والبرلمانية للتحذير من اختلالات الواقع السياسي، وقد دعا رئيس مجلس النواب وزعيم حركة أمل الشيعية، نبيه بري، الى تحرير النظام السياسي والقضائي والاداري عن سطوة الاحتلال الطائفي والمذهبي، مشددا على انتاج حياة سياسية انطلاقاً من قانون انتخاب خارج القيد الطائفي، معتبرا انه لا يُعقل ولا يجوز ان يبقى الامن الغذائي والصحي رهينة او ضحية لسياسات مالية ومصرفية خاطئة، او رهينة لجشع كبار التجار وبضع شركات احتكارية، وفساد وغش في كل زاوية.

وحذّر بري، مما وصفه بالاصوات النشاز التي بدأت تعلو في لبنان للاسف منادية بالفدرالية كحل للأزمات التي يئن تحت وطأتها لبنان واللبنانيون، « فلا الجوع ولا أي عنوان آخر يمكن أن يجعلنا نستسلم لمشيئة المشاريع الصهيونية الهدامة، وحدتنا قدرنا وسر قوتنا».

رفض الدعوة لنظام الفيدرالية في لبنان

وتحذير رئيس مجلس النواب، من التلميحات إلى نظام الفدرالية في لبنان،  تزامنت أيضا مع تصريحات المفتي الجعفري، الممتاز أحمد قبلان، بأن الصيغة التي أنشئ وفقها لبنان لم تعد صالحة، منتقدا النظام اللبناني القائم على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، وقال: «نؤكّد أن أصل نشأة لبنان تمّ على أساس طائفي واستبدادي، بوظيفة خدمة المشروع الاستعماري والاحتكاري، وهذه الصيغة قد انتهت، وما قام به بشارة الخوري  ورياض الصلح، لم يعد يصلح لدولة إنسان ومواطن، بل أيضاً مرحلة انتهت، ولذلك مطالبون بإسقاط الصيغة الطائفية لصالح دولة القانون واللاطائفية».

موقف «قبلان» جاء بعد موقف رئيس البرلمان نبيه بري، الرافض لما وصفه بـ«أصوات النشاز التي تنادي بالفيدرالية»، وهو ما فُسّر على أنه جاء رداً على كلام رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، الذي كان قد دعا إلى اللامركزية الإدارية والمالية، ما وجد فيه البعض دعوة إلى «الفيدرالية المقنعة»

إلغاءالطائفية يحتاج إلى وقت

ورغم معاناة قطاعات عريضة من اللبنانيين من الحالة المعيشية الصعبة، جراء تردي الأوضاع الاقتصادية، وترهل الأوضاع السياسية، وتصدع الأوضاع الاجتماعية، مما يعلي من شأن مؤشرات الانفجار..إلا أن المشهد العام في لبنان تخيم عليه ردود الفعل التي فجرت جدلا سياسيا  حول الفدرالية، وحول إلغاء النظام الطائفي.

ويقول النائب في «التيار الوطني الحرّ» آلان عون، «جميعنا ننتقد النظام الطائفي اللبناني، لكن إلغاء الطائفية ولا سيما إلغائه من النفوس، يحتاج إلى وقت، وأي طرح له علاقة بتعديل أو تطوير النظام يحتاج إلى توافق لبناني وطني شامل، وهو ما ليس متوفّراً اليوم».

مشروع الفيدرالية «انتحاري»

وبينما يرى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب السابق وليد جنبلاط، أنه لا يدري «كيف أن البعض لا يزال يفكر بالفيدرالية، أو ما أشبه، ما يعود إلى مفهوم التقسيم، وهو مشروع انتحاري للجميع دون استثناء وكم كلف لبنان من دمار وخراب».

وقال جنبلاط: «لا لتلك الأصوات العميلة التي صدرت في العلن، أو التي تعمل في الخفاء وتنظر للفيدرالية بحجج مختلفة. لا لحرب الآخرين على أرض لبنان».

من جهته، قال النائب بلال عبد الله «كل مشروع طائفي جديد، يبدع البعض في تسويقه، سواء أكان النظام الفيدرالي مباشرة، أم اللامركزية السياسية والإدارية الموسعة، أم الانتقال من المناصفة إلى المثالثة، أو المرابعة، أو المخامسة..لن يكون سوى استيراد  أشكال جديدة لنظام طائفي فاشل..العلمانية هي الحل للبنان».

خطوط تماس الفضائح والفساد والتغول على الدولة

وهكذا يبقى المجهول هو المعلوم الوحيد في لبنان ـ بحسب تعبير الخبير الاستراتيجي اللبناني أحمد الغز ـ  ومع تحميل الخارج أسباب الانهيار الداخلي، وإحياء بدعة حرب الآخرين على أرض لبنان، وعودة خطوط تماس الفضائح والاتهامات على محاور الفساد والإهمال والصفقات والتفرد والتغول على الدولة والمؤسسات والمال العام، والحديث عن المغامرات الإسرائيلية الغير محسوبة وتأثيرها على لبنان في ظل غموض إقليمي ودولي كبير ومريب.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]