لايزال العالم مشغولا بتبعيات الطائرة الروسية، التي سقطت قرب منطقة العريش في سيناء المصرية، ليس فقط بسبب عدد الضحايا أو جنسيتهم، ولكن بسبب موقع السقوط وأسبابه.
تعددت النظريات حول أسباب سقوط الطائرة، والتي تباينت ما بين عطل فني أو عبوة ناسفة أو صاروخ موجه، وبينما تتمسك الحكومة المصرية بسير التحقيقات، وتحليل بيانات الصندوق الأسود، تزداد مخاوف شركات الطيران، بسبب إصرار تنظيم “داعش” إعلان مسؤولية إسقاط الطائرة.
اليوم الأربعاء، قال جوش إيرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض إن أمريكا لا تخطط لتعديل مسار الطيران فوق شبه جزيرة سيناء المصرية، بعد حادث طائرة ركاب روسية السبت الماضى.
وفي السياق ذاته أصدرت بريطانيا بيانا تضمن أنها بصدد تأجيل الرحلات من منتجع شرم الشيخ في سيناء إلى بريطانيا كإجراء احترازي.
وفي المقابل، أكد ناصر كامل، سفير مصر لدى بريطانيا، أن الحكومة المصرية “اعتمدت استراتيجية شفافية مطلقة، فيما يتعلق بالحادث، لتحديد أسباب تحطم الطائرة، بعد استخرج الصندوق الأسود”.
أما وزارة الطيران المصرية فقالت إن محققين استخرجوا محتويات صندوق البيانات الخاص بالطائرة الروسية، ويعكفون على دراسته وتحليل بياناته.
لكن الوزارة قالت في بيان (صادر بالإنجليزية) إن الصندوق الأسود الثاني، الذي يحتوي على مسجل الصوت داخل قمرة القيادة، وجدت به بعض التلفيات وسيتطلب الكثير من العمل لاستخراج ما به.
وردا على سؤال “رويترز” لوزير الطيران المصري، قال إن أغلب المعلومات المتداولة بالتقارير الصحفية هي مجرد استنتاجات، حيث لا يزال حادث الطائرة موضع تحقيق دولي.
وذكر مصدر في إدارة الطيران الروسية، أن التحقيق يتضمن دراسة احتمال دس شيء على متن الطائرة، مضيفا “يوجد تفسيران تجرى دراستهما: دس شيء بالداخل أو عطل فني”.
وهو ما رجحه وزير النقل الروسي في تصريحات السبت الماضي، مشككا في تبنى ولاية سيناء مسؤولية الحادث، وذلك ردا على الحملة الروسية المناصرة للرئيس السورى بشار الأسد، منذ 30 سبتمبر/أيلول.
وفي تسجيل صوتي على موقع “تويتر” اليوم الأربعاء، أصرت ولاية سيناء على مسؤوليتها عن تحطم الطائرة.
وجاء في التسجيل الصوتي، ومدته 3 دقائق، “نقول للمكذبين المشككين المستهجنين موتوا بغيظكم، نحن بفضل الله من أسقطها، ولسنا مجبرين عن الإفصاح عن آلية سقوطها”.
ونشر مؤيدو تنظيم “داعش” في العراق تسجيلا مصورا أمس، الثلاثاء، هنأوا فيه زملاءهم في مصر بإعلان مسؤولية تحطم الطائرة الروسية.
وشكك مسؤولون مصريون في امتلاك ولاية سيناء تكنولوجيا عسكرية تسمح للجماعة بإسقاط طائرة من على ارتفاع 31 ألف قدم.
لكن مسؤولون روس لم يستبعدوا فرضية تفجير الطائرة من الداخل، بسبب وجود الحطام في دائرة قطرها 8 كم، ما يعني انشطارها في الجو.
وأثار إعلان عدد من شركات الطيران العالمية، تحويل مسار خطوطها الجوية، بعيدا عن موقع سقوط الطائرة الروسية، تساؤلات حول مدى تأثر مصر من جراء الحادث.
وعلقت شركات لوفهانزا الألمانية وإير فرانس الفرنسية وشركة الطيران الإماراتية رحلات الطيران فوق سيناء يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضى.
وتحطمت الطائرة الروسية، وهي من طراز إيرباص إيه321 إم يوم السبت، بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار شرم الشيخ في طريقها إلى سان بطرسبرج، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها، وعددهم 224 شخصا.
وتقود مصر حملة عسكرية في شبه جزيرة سيناء، مستعينة في ذلك بالضربات الجوية، ضد ولاية سيناء، التي كانت تسمى بأنصار بيت المقدس حتى نوفمبر/تشرين الثانى الماضى، عندما بايعت تنظيم “داعش” الإرهابي.
